Part 1: عودة الزعيم

672 18 8
                                    

لكي يصبح المثل الأعلى حقيقة واقعة ، يجب أن يكون هناك شخص وشخصية لترجمته.

....................................................................................


إيطاليا......قصر آل كانتوس....

كل ماتراه هو مجموعة من الخدم يتنقلون من مكان لآخر بإنتظام ....عملهم المتناسق جعلهم يبدون وكأنهم داخل خلية نحل.......اما في الاعلى فكل فرد من آل كانتوس يحاول انهاء ما تبقى من تعديلات اخيرة على مستندات تضم اعمالهم اثناء غياب الزعيم......كل اربع سنوات يغادرهم زعيمهم لمدة سنة كاملة.....لم يكونوا على علم اين يمكث طيلة تلك الفترة ......هناك اشاعات حول انه هو من يفضل عزل نفسه من اجل ترتيب افكاره واخرى حول ان هناك منظمة هو مجبر للانصياع لها....لكن ماهم على علم به هو ان الزعيم في كل مرة يذهب ويعود فيها يزداد ضخامة و قوة عقلية........ما عليهم فعله بغيابه هو القيام بكل الاعمال المكلفين بها..القضاء على الاعداء والخونة..والاهم هو الحفاظ على العائلة.....اول شئ يتعلمه افراد آل كانتوس هو الولاء والاخلاص التام للزعيم...والتضحية بكل شئ من اجل استمرار العائلة......شعارهم كان «متى؟كيف؟اين؟لماذا؟كل هاته لا تهم...فالعائلة قبل كل شئ»......

بعد مرور عدة ساعات...كان كل افراد العائلة من كبيرهم الى اصغرهم في الاسفل داخل غرفة الجلوس....او بالاحرى قاعة الزجاج الذهبي...ارضية زجاجية..جدران واثاث من زجاج.. حتى السقف كان زجاجيا مع احتواءه لرسومات تعبر عن الاساطير والالهة الاغريقية..وبالحديث عن ذلك كان كل ماينعكس داخل هذه القاعة الزجاجية هو وجوه كأن آفروديت أقسمت على منح كل فرد منهم جمالا يصعب مقاومته...لكن ما لم ينعكس على الزجاج هو ما بداخلهم من بشاعة وقبح.......

كانت هناك شابة تناظر افراد عائلتها وهم يتحدثون عن كل شئ عدا الاعمال...من يراهم هكذا قد يظنهم للوهلة الاولى مجرد عائلة عادية...لكن الواقع مغاير فهم لا يصلحون سوى ان يكونوا شياطينا....كما انهم قريبون لكل شئ ما عدا مصطلح عائلة عادية....هذا ما فكرت به آثينا اثناء مراقبتها لعائلتها بصمت....نقلت عسليتيها من احد ابناء عمها الذي كان يحاول سرقة شئ ما من ابن عمها الاخر الذي بجانبه الى جدها....كبير العائلة اناتولي كانتوس الذي كان سابقا زعيما ثم توجهت مباشرة بعينيها الى عمها الزعيم السابق الذي يحادث جدها بشأن رهان حول الاحصنة....متمعنة في النظام الذي تسير عليه عائلتها.. فالزعامة هنا لا تنتقل من الاب الى ابنه...بل الى الاقوى فمن اثبت نفسه واستطاع فرض نفسه على كرسي الزعامة مباركا له... بالضبط كما فعل اخاها الزعيم لورانزوا كانتوس.... كانت سارحة في افكارها لكن ماجعل افكارها تتجمد هو صرخة انطلقت من امها.....ما إن وجهت نظرها نحو المكان المنشود..رأت امها تعانق اخاها بشوق خالص بينما كل ما خسره عليها هو ابتسامة جانبية مع طبطبة خفيفة على ظهرها مبعدا اياها...لطالما رأت آثينا امها كيف تميز بينها وبين اخيها...هي لم تعانقها من قبل ابدا...بل المضحك ان مشهد اخيها مع امها كان انعكاسا لها...التغير البسيط هو ان امها هي من كانت تبعدها عنها......

Deadly angel Où les histoires vivent. Découvrez maintenant