الفصل4♡: "محادثة جميلة"

981 83 15
                                    

صمتت يونا للحظة، وأطلقت تنهيدة طويلة بينما كانت تفكر في الكلمات التي ستنطق بها. أخيرًا قالت بصوت خافت، غير متأكد تمامًا من رد فعل باكوغو:
"باكوغو... هل تود الذهاب إلى الحديقة العامة؟"
لم تجبها نظراته، فقد دخل باكوغو شرفته وأغلق الباب خلفه دون أن يرد عليها. غمرتها مشاعر من الحزن والارتباك، وكأنها شعرت بأن شيءً ما قد انفصل بينهما فجأة.

دخلت يونا غرفتها و رمت نفسها على السرير، في محاولة للتهدئة، لكن دموعها بدأت تتدفق بغزارة. كانت تشعر بحزن عميق لا تستطيع تفسيره. لم تكن تعرف لماذا، لكنها تألمت من اعتقادها أن باكوغو قد أصبح شخصًا مقربًا منها، فقط لتكتشف أنه اختار تجاهلها. أحست بالألم في قلبها وكأنها جُرِحت، والأمر ازداد سوءًا عندما سمعت صوت رنين جرس الباب.

مَن الذي قد يأتي في هذا الوقت؟ كانت تساءل نفسها. نزلت إلى الطابق السفلي وهي لا تزال تمسح دموعها، ثم فتحت الباب لتجد باكوغو أمامها. كان يرتدي قميص نوم أسود ومعطف خفيف. كانت عينيه مليئة بالتساؤل، ويركز نظره على وجهها الذي بدا منتفخًا من البكاء، وجفنيها مبتلين بالدموع التي لا تزال تسيل على وجنتيها. كانت نظراته مليئة بالقلق، وهو يستعرض حالتها بسرعة.

وقف هناك للحظة، صامتًا، ثم قال أخيرًا بصوت منخفض، مختلط بالحيرة:
"أوووي... ماذا حدث؟ لماذا كنتِ تبكين؟"

شعرت يونا وكأن قلبها يخفق بشكل أسرع، فأجابته بصوت ضعيف:
"كنت أظن أنك تجاهلتني... كنت أظنك صديقي، لكنني شعرت أنك لم تهتم عندما طلبت منك الخروج."
صمتت للحظة، ثم أكملت بصوت متقطع:
"أنا شخص حساس جدًا... أبكي لأتفه الأسباب."

باكوغو بدا وكأن كلماتها وصلت إلى قلبه، لكنه لم يظهر أي تلميح لذلك في تعبيراته. لكنه ابتسم بحذر، ثم قال بسخرية خفيفة:
"غبية، أيتها المتنكرة."
لكن كانت عيناه تلمعان بحركة مفاجئة، كأنهما تشير إلى شيء مختلف عن سخريته الظاهرة.

يونا أغمضت عينيها للحظة، محاولة السيطرة على دموعها. ثم قالت بصوت مرتجف:
"أعلم أنني تافهة جدًا، لكنني... عندما يكون الشخص لطيفًا معي، أتعامل معه كأنه جزء من حياتي. وأنت... كنت بالنسبة لي صديقًا مقربًا."

ضحك باكوغو بشكل هادئ، ثم قال بصوت جاف:
"حقًا؟ أنتِ تافهة، غبية جدًا."
ثم أضاف:
"ولكن... أعتقد أنني كنتُ الشخص الذي أخطأ في تقدير الوضع. وأنتِ... كنتِ تبكين بسبب أمور تافهة."
ضحكت يونا بهدوء، وكان هناك شيء جديد في نبرة باكوغو، شيء جعل قلبها ينبض بشدة.

ثم قال فجأة:
"هل يمكنني... هل ستسمحين لي برؤية وجهك؟"

فوجئت يونا بحديثه المفاجئ، وعينيه التي كانت تركز على قبعتها بقوة. كان يلاحظ كيف كانت قبعتها تغطي وجهها بشكل مستمر، وكان يريد أن يراها بشكل حقيقي.

"ماذا؟" سألته بدهشة، وحاولت أن تفهم ما يريده.

بهدوء، وبنبرة جادة، قال:
"أريد أن أرى وجهك. أعتقد أن الوقت قد حان لكي أتأكد من أنك لستِ شخصًا آخر تمامًا عن الذي أراه."

أَنَا لَكَ طَبْعَا|I'm Yours Of Course حيث تعيش القصص. اكتشف الآن