الفصل السادس

368 12 0
                                    

بعد فتره طويله من غياب بحر وفي احد المساءات الهادئه ، طرق احدهم بنقر خفيف الباب الخشبي للبيت ، ورغم بعد الغرفه التي كان الطفل وامه يجلسان فيها بتلك اللحظه ، الا ان الطفل تمكن من سماع ذلك النقر ..
     -ماذا بك؟! - سألت عندما شاهدته يثب قائما:
     -هناك من يطرق الباب - قال
عندما ذهب ليفتح الباب وجد امامه فتاه شابه ربما كانت مثل عمر والدته تقريبا تحمل بين يديها جرة ماء و طبقا من الطعام - حيث تبادل الاطعمه بين بيوت قريه الجساسه كان احدي اكثر العادات ثباتا ورسوخا هناك - وقد كان من الطبيعي جدا في احيان كثيره ان يفتح الطفل باب البيت ويأخذ اطباق الطعام و جرار الماء من فوق العتبه ويدخلها للمطبخ دون حتي ان يعرف هويه مرسلها ..
اخذ منها جره الماء وطبق الطعام:
     -شكرا - قال وهو يهم بإغلاق الباب بقدمه
     -لحظه - قالت الفتاه الشابه - اريد الحديث مع والدتك
عندما جاءت جومانا قالت لها تلك الفتاه بأن والدتها تدعوها للانضمام اليهن في الغد حيث سيجتمع في بيتهم بعض نساء القريه
وحين سألتها عن سبب تلك الدعوه فإن الفتاه اجابت:
     -انه اجتماع دوري نقوم به كل شهر - واضافت بلطف:وقد اشتقنا اليك كثيرا فقد مضي زمن طويل لم نجتمع فيه معك
.
.
.
.
في الحقيقه كانت جومانا ايضا قد اشتاقت لصديقاتها من نساء القريه وكانت تشعر بالحاجه الي الترويح عن نفسها قليلا برفقتهن ، غير انها في الوقت ذاته تعلم بان ابنها لن يوافق علي ان تتركه وحيدا في الببت ريثما تذهب وتعود ..لهذا فإنها فتحت فمها لتعتذر عن تلبيه الدعوه ، يبد ان الطفل الذي احس برغبه والدته في الذهاب تكلم قائلا:
     -سوف تلبي امي الدعوه
     -حقا - هتفت الفتاه - هل ستحضرين غدا يا جومانا؟!
نظرت والدته بدهشه نحوه وسألته بصوت منخفض لتتأكد:
      -هل ستوافق علي البقاء وحيدا في البيت ريثما اقوم بتلك الزياره؟!
      -لا ، بل سأتي معك
ولانها كانت تخاف من ان يتسبب لها بالمتاعب هناك فانها قالت:
     -سأخذك معي شرط ان لا تثير المتاعب ، اتفقنا؟!
     -اتفقنا!!
وهكذا تكدت جومانا للفتاه بحماس عن نيتها في القدوم غدا ، وهي لا تعلم ابدا ما الذي كان ينتظرها هي وابنها هناك
.
.
.
.
في مساء اليوم التالي:
كان المجلس يعج بالكثير من النساء وبالثرثرات الفارعه والاحاديث التي لا تنتهي ، جلس الطفل بجوار والدته وقد ابدي التزاما بوعده لها بعدم اثاره المتاعب ..ولكن بعض النساء اللاتي كن يرغبن بالتمتع بالخصوصيه في تناقل الاحاديث الخاصه قد ابدين احتجاجا علي وجود ذلك الولد وسطهم
قالت احدي النساء:
     -لماذا لا يذهب ابنك للعب مع الاولاد يا جومانا؟!
التفتت نحو ابنها وهمست:
     -اذهب للعب مع بقيه الاولاد يا صغيري
      -لا اريد - همس في اذنها - اريد البقاء معك
ثم ولكي تبرر اصراره علي البقاء معها فإنها قالت لهن بأنه يمر بوعكه صحيه لذا فهو لا يشعر  بالرغبه في اللعب مع بقيه الاولاد فاضطرت النساء في ذلك اليوم الي خوض احاديثهن الخاصه وهن يستخدمن لغه يعتقدن بأنها سريه ، ولكن في الحقيقه كان الطفل يسجل في رأسه ويفهم كل كلمه يسمعها
وفي اثناء تلك الزياره وبينما النساء يواصلن احاديثهن تلك اذ حدث ما لم يكن احد يتوقعه ابدا حيث اقتحمت ذات الطائر الاحمر المكان فجأه دون ان تلقي منهن دعوه او تطرقه عليهن الباب طالبه الاذن بالدخول:
اري ان هنا الكثير من نساء الجساسه - قالت وهي تدخل
ولانهن كن يشعرن بالخوف منها فان واحده منهن لم تبدي  اعتراضا علي مجيئها ، باستثناء جومانا التي تعرف بان تلك الجنيه لم تاتي الا من اجلها:
    -سأعود لبيتي - قالت وهي تستعد للمغادره
ثم وفي محاوله لتلطيف الاجواء حاول بعض النسوه استبقاءها قليلا بينهن غير ان ذات الكائر الاحمر قالت وهي تتخذ لنفسها مكانا تجلس فيه وبنبره صوت من جاء يفتش عن المتاعب:
     -دعوها تأخذ احمقها الصغير وتذهب الي البراز
ومن غير ان تعلق جومانا امسكت يد ابنها وغادرت المجلس متجهه نحو الباب لتغادر ، ولكنها.....

أبابيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن