الفصل السابع

597 9 4
                                    

ولكنها لم تتمكن من فتح الباب او تحريكه كما لو انه كانت هناك الكثير من الايادي الخفيه التي تمنع مفاصله عن الحركه.. لم تتساءل عن تلك الظاهره الغريبه فقد كانت تعرف السبب:
     -اتركو الباب - همست بنبره منفعله - انا آمركم بأن تتركوه الآن !!
     -الي من تتحدثين ؟! ليس هناك احد سأل الطفل ببراءه وهو يري امه تتحدث مع الهواء
كانت جومانا تعرف الكلام الذي يجب عليها ان تقوله لتصرف تلك الايادي الخفيه والتي بأمر مباشر من ذات الطائر الاحمر كانوا يمنعون الباب عن الحركه ، غير انها لم تكن تريد ان تتكلم حتي لا تثير انتباه ابنها لأسرار كان غافلا عنها ، قالت بغضب وهي تعود لحيث يجلس النساء: اتبعني !!
اما ذات الطائر الاحمر فإنها ما ان شاهدت جومانا وهي تعود للمجلس حتي قالت ساخره: يبدو ان هناك من غير رأيه !!
    -انت تعلمين لماذا عدت - ردت بحنق - الباب مقفل !!
    -لم لا تحاولين فتحه ؟!
قالت ذلك ثم ضحكت بصوت عال كما لو انها القت دعابه مضحكه وعندما وجدت نفسها الوحيده التي تضحك في المجلس فإنها غضبت وامرت بقيه النساء بأن يضحكن:
    -لم لا تشاركني الضحك ؟!
انتبه بقيه النساء للامر ولفرط الخوف قمن بمشاركتها الضحك حتي ان احداهن بالغت في الامر قليلا وكادت ان تؤذي نفسها ، عندما سقطت علي وجهها لكثره ما ضحكت
نظرت ذات الطائر الاحمر نحو الطفل وقالت بمكر:
    -لم لا تذهب للعب مع بقيه الاولاد ايها الصغير ؟!
اخفت جومانا ابنها خلفها وهي تقول:
    -لا شأن لك به !!
    -دعي الولد يجيب ام انك قصصت لسانه ؟! - ثم اعادت الجنيه العجوز السؤال وهي تنظر نحوه: لم لا تدع امك تجلس مع النساء وتذهب للعب مع بقيه الاولاد ؟!
    -اريد البقاء معها - همس بخجل وهو يتشبث بثيابها
وهنا قالت ذات الطائر الاحمر بطريقه قاسيه وهي تنظر نحو امه:
   -يجب ان يختلط ابنك هذا الرخو مع بقيه الاوااد يا جومانا ، حتي لا يصبح من كبار المخنثين في المستقبل !!
تلقت جومانا ذلك الخطاب القاسي بألم شديد وشعرت بأنها تريد الدفاع عن ابنها بأي طريقه لكنها لم تكن تعلم بماذا كان يجب عليها ان تجيب ، اما الطفل الذي شعر بالوج الذي تسبب فيه تلك المرأه لوالدته فإنه انحني ليلتقط فرده حذائه ..
    -هيه انت لا تتحدثي معها بهذه الطريقه !!
هكذا صرخ في وجه الجنيه وهو يحاول مهاجمتها مستخدما فرده الحذاء اما والدته وبقيه النسوه فإنهن حاولن الامساك به وجره بعيدا حتي لا تقوم ذات الطائر الاحمر بإيذائه ، غير انه كان قويا بما يكفي ليتحرر من قبضه النساء ويندفع بشراسه نحو العجوز محاولا ضربها بفرده حذائه ، صاحت جومانا:
    -ارجوك لا تفعل !!
توقف الطفل قبل ان يصل الي هدفه بخطوتين:
    -لا احد يؤذيك وينجو بفعلته - قال من غير ان يلتفت للخلف
ابتسمت ذات الطائر الاحمر وهي تنظر للطفل اذ انها رأت فيه العلامه الثانيه التي تؤكد صحه ما تعتقده بشأنه فقد تحولت عينه اليسري عند الغضب للون الاحمر القاتم ، ولو انه التفت لوالدته في تلك اللحظه لكانت هي ايضا ستشاهد ذلك التحول المخيف في عينن ولكنه لم يلتفت اليها وظل يحدق بغضب نحو ذات الطائر الاحمر ..
لقد كان يشعر برغبه غريبه وشديده في رؤيه الدماء تنفجر منها ، وفي الوقت نفسه لا يريد ان يعصي امر والدته لذا فإنه استطاع اخيرا بعد صراع طويل مع الوحش الذي بداخله ان يهدأ
اخذ نفسا عميقا وعادت عينه للون الطبيعي ، انتعل فرده حذائه ثم استدار نحو الخلف عائدا الي امه نظر مباشره اليها وهمس بصوت حاد:
   -لاجلك فقط !!
.....

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 26, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أبابيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن