٤-حَقِيقة مُطّمَره

42 1 2
                                    



حَل الظَلاَمُ وَ هَيْمَنَ السَواد وَطغْىَ ، عَادَ تايهِيونغ بَعدما قَضى صَباحهُ رِفَقة رَفِيقهِ الجَدِيد ، بونمرسي . وَلَجَ تايهيونغ الي النُزلِ لِيُقَبِلهُ ذَلِكَ الجُندي الَذِي إِبْتَرَكَ الأَرض مُقابِلًا المَدفئِة ، فَقد كَانَ يُبِّصِر لِتَلِكَ النَارِ المُلَتَهِبَه شَارِدًا بِغَيرِ وَعي ، كَان لِتِلَكَ النِيرَان إِنعِكاس لِوَجهِهِ الأَخَّاذ رُغَم البُؤس و الشَقَاء الَذِي يَملَؤه.

ذَهَبَ تايهيونغ وَعاد بَعد مُدة لِيَمد بِإِحدى يَدِيه كَوبًا ساخِنًا مِنَ القَهوه لِذَلك الهَائِم السَاهِي ، إِلتَقطها لِتَجَرَّعَ مِنهَ وتايهيونغ تَرَبَّعَ بِجانِبه ضامًا قَدمِيه بِكَلتَا يَديهِ يُقابل ذَلِكَ الجُندِي. "تَبدو تَائِهً ، فَما بِالُك؟ حَتى أَنك لَم تَلحَظنِيْ حِينَ وْلَجَتْ!." إِحَتسى الجُنِدي قَهوتهُ بِحَيرة . "وَما بَالِّ أُشغِلك ، فَلا تُفَكِر بِي وَفكِر بِذَاتك فَلِمَ تَستَصقِي هَم غَيرك." أَرِدفَ قائِلًا بِهُدَوء وَهو يَنظُر لتايهيونغ الَذي كَان يَعبث بِفَوهة كَأسه بِجانِب قَدمه.

"لِمَ تُحَدِثُني هَكذا؟" أَردف بِحيره وَعتبًا عَلى ذَلِك الجُنِدي فَهو أَعلمُ بِذاتهِ أَنهُ لَم يُخطئ ابدًا ، أَستمر ذَلِك الجُندي يَحدجُ الفَتى بِنَظراته الهادِئه والأَخر فَقد يُنِزل عَينه مُتَجنِبًا أَن يُبِصَر لَه ، بَعد صَمتًا طَال مُدة تَحدثَ الجُندي كَسِرًا ذَلِكَ الصَمتَ المُزعج ، فَمتى كَان الصَمتُ مُزعِجًا لَهُ لِيتَمنى كَسره! ، "لَدَى أَحدِىَ مَعَارِفِي مَكتَبه تَقعُ نِهاِية الشَارِع ، هَو شَيخُاً طَغى الكُبرُ عَليه يُرَيد شَخصًا يُتَعَاضَدَ وَيحمِلُ ثُقَل العَملِ عَن كَاهِله ، فَعِندما إِسْتَدَلَّني أَعلمتُه عَنك."

وَسعَ تايهيونغ عَينيه وَرفع رأَسهُ نَاظِرًا لِجونغكوك وَنطق قائِلًا ، "وأَنت؟ أَوَ لَسْتَ أَولَ بِهِ مِنِي؟." نَفى ذَلِكَ الجُنِدي بِرأَسه وأَستَطرد قائِلًا بِأَبِتِسامة بَاهِتَه ، "لَستُ أَولَ مِنَك بِشيء ، فأَنتَ مُحامً وأَنا جُندِي ، جُندِي مَحُكُومًا عَليه بِالأنْدِثار ، فَـفرنسا المقاتلة هي لَيِسَت بالضرورة فرنسا . إن اَسَمّنتْ الوِحِدَة الفَرنسية دِم الفَرنسيين الَذِينَ لَمْ يَرُيِدَوا أَنْ يَعرِفَوا عَار المَوتِ مِنْ دُونِ أَن يُقَّاتِلُوا ، فَـمَاذا تَعرِفُ عَن الحَرب؟ عَن صَقِيعِ الخَوف وَوِحِشَة التَرقّبِ ، تَرقُبِّ نِزَاع المَوْت ، فَـمَاذا تَعرف عَن سَبابِةً مُرِتَجِفَة على الزِنادِ ، وَعن بَرودة المَوتى وَجُحَوظِ العَيَنِين؟ فَـحَدِثَني ، فَقُلِي ماذا تَعرِفُ عَنها؟."

1835 |TKWhere stories live. Discover now