٧-أُمْسِّيةً رَقِيقَةْ

31 1 1
                                    




وَ توَالت الاَجتِماعاتَ الَتِي اَشتَركَ فِيها تايهَيونغ مَع أَصدِقاءَ الثَورة ، فَقَد بَاغَتهُ بَونمرسي بِذهابِ لــ مَقهى موزان ، وأََستَلهمَ بَمعَرفَتِهم مِنَ ذَاكَ الَذِي لَم يَتَوقف بِغتَه عَن تَقدِهم لَهُم ، وَلَقد اَنتابهُ جَراءَ ماسَمِع مِن أَحَدِيثهم ذَهُوَل وأَيُ ذَهُوَل.

فَفي يَوم التأَم فِيه عَقد الجَماعة صَاحَ ماثيو ، "إِنَني ظَمآن؛ وأَصبو إِلى كَأس يُطفَئ لَهِيب رَوحِي.. أَود أَنْ أَنسَى الحَياة.. فَـالحَياةُ اِختِراعً فَضِيع ، وَهِيَ لا تَدوم ، وَ لا جَدوى مِنهَ.. إِنَنا نُكافِح فِي سَبِيل الحَياة بِينمَا هَيَ مَسرح لَا يَوجد فَيه إِلا النَزر اليَسير مِنَ الأَمور المَلمُوَسة الحَقيقة.. وَما السَعادة إِلا غُرَور ، وَكُلُ شَيءً بِها بَاطِل.. صِفر.. وَقد شَاءَ الصُفرُ أَن يَكسوّ نَفسهُ بِلِبَسِ الغُرَور!"

وَتَحلّقت جَماعة أُخرى حَول المائِدة، وَجعلَ أَفرَادها يَبحَثونَ عَنْ أَمور المُبَارِزة ، وَما يَجدُر بِلاعِب الَسيف المَاهِر عَمله أَثنَاء القِتَال ، وَفِي رُكَن أَخرى كَانَ جَولِي يَقُوَل ، "أَلا إِنَ مُخَطَبتك بارِعة الجَمال يا جان بروفايل ، وَهِي فَضلًا عَن ذلِك لَعّوب! لا تَتوقف عن الضّحك." ، وَكانَ جان بروفايل يُجَيب قائِلًا ، "وَهَذا خَطأ ، فَضَحِكُها يَسهل عليك أَمر خِدَعها... لِأَنك عِندَما تَراها مَرحة طَروبًا فَلن تَندم على التغرير بِها ، أَما إِذا رأَيتها حَزِينةً كاسِفة البَال ، فَقد يَؤنِبُك ضَمِيرك."

أَما فِي الرُكن المُقَابِل فَقد إِتَخذ الحَدِيث صَفة شَعرِية ، فَانهَمرت  الكَلِمات ، وَسرد القَوم أَسماءً وأَسماء ، وَلم يَغفِلوا ذِكر شَعراء الإِغرِيق وَآلِهَتهُم وَما وَاكب العَصر القَدِيم مِن فَنّ فِي الشِعر الرائِع.
وَفِي النَاحِية أُخَرى خَاض القَوم حَدِيث السَياسة. وَقد قال بونمرسي فِي مَعرض الحَدِيث ، "إِني لا أَرغب فِي المَلوك ، فَعهد التِيجان قَد وَلّى وَانقَضى.. فَالمَلك طُفَيلي ، اَسمعوا ، اَسمعوا كَم يُكَلّف المَلك الدَولة مِن نَفقات بَاهِظة الثَمن.." وشَرع يُحصَي التَكالِيف وَالدِيون وَما يَتَرتب على خِزانة الدَولة مِن مَصروفَات باهِظة الثَمن.

1835 |TKWhere stories live. Discover now