نَاخَ الجُنِدي بِهامَتِه واقِفًا امَام تايهيونغ الَذِي بَعد اَن نَطقَ مانَطِقْ بِهِ اِستَدَار بُنِة العَودِة لَكن جونغكوك لَم يَسمَح لَه وَ لَقِطَ يَدهُ مُوقِفًا إِياه ، لَقد كَانَ الجُنِدي يُمسِك بِأَطراف أَصابِع تايهيونغ والَذِي اَقتَربَ بِجَسدِه جاعِلًا جونغكوك يُمسِك كِلا اطراف أصابِعِه. "يَاقِاسِي الفُؤَاد أما كَفى؟." نَطق الجُنِدي مُبتَسِمًا وَ لَقد كَانَ عَلى مَقرِبة مِن تايهيونغ الَذِي يُجاهِد لِئَلا تُقابِل عَينيه؛ عَينِا جونغكوك."أَفلِتِني." قَال تايهيونغ بِهَدوء ، لَقَد كَانَ الرَصِيفُ خاَلًِا مِنَ النَاس ، وَ غابَت الشَمسُ وَ بَداَ تساقُطُ المَطَرِ بِأزدِيَاد ، اَستمَرَ الجُنِدي يَنظُر لَه بِهَدوء وَ لَقد كَانت سَوداوِيَتِيه تَسطَعُ وَ تَلمعَ كَأنمَا شَهِدَ شئِيًا لَم يَشهَدهُ مِن قَبل شَيئًِا يَعّجزُ المَرءُ عَن تَصدِيقِه ، تَصدِيقِ حَقِيقةِ وَجوده! ، لَقد كَانَ جونغكوك يَعِي هَمَ تايهيونغ حَتى وَ إِن لَم يُفصِح بِه!.
فَهوَ يقَراءهُ وَ يقراء جَمِيعَ إْيماءَتِه حَتىَ وَ إِن لَم يَعِي تايهيونغ ذَلِك ، لَقَد شَعَر الجُنِدي بِهَمِه ، هَمٍ ثَقِيلٍ يَكسِرُ الكَاحِل ، وَ لَكِن لَم يَنطُق بِشِيء واَستَمرَ بِالنَظر لَه ؛ بِتَفَحُص جَمِيع تِلكَ الايماءَة الَتِي تَصدُر مِنه ، حَتى ابَسَطِها وَ اصغَرِها ، حَتَى تِلكَ الَتِي يَفعَلهُا وَ هَو حَتى لا يَعِي كَان يَلحظُها الُجنِدي وَ يَعشَقُها ، كَـ كُلِ فِعلً يَصدُر مِنه كَـ كُلُ حَرفً يَنطُقه ، كَانَ ينَجَذِب ، ينْجَذِبُ لِلْأسفَل.
"تَوقف عَن فِعَل ذَلِكَ وَ انطُق! ، اَلن تَقَولَ شَيء؟." استَرسَل تايهيونغ بِتَوَتر وَ دَفعَ جونغكوك بِخَفة لِيَتنَهَد حِينما لَم يَرى رَدةَ فِعلً تُذكر انتَاجَها جونغكوك ؛ فَقطَ استمرَ بِـ حَدجه بَعينيه بِهَدوء ، تايهيونغ لَم يَكِن بِوَعِيه فَقد بَانَ عَلى مَلمَحِهِ الضَيِق مِن تَصَرُفات الجُندي الَذِي يَراها لَا مُبالِة وِ نَظراتِه المُستَمِرة...
لَقدَ كَانَ إِنصِبَاب المُطر بِأزدِياد وَ غَزاره ، فَقد مُلئِت الشوارِع بِـ ماء المَطَر ، حِينها كَانَ الُجنِدي يَجلِس عَلى احِدَ تِلِكَ المَقاعِد الَتِي تُقابِل ضِيفافة النَهِر بِينما يَنتَقِي بَعَينِيه تايهيونغ الَذِي يَمِشَي ذَهابًا إِيابًا ، لَقَد كَانَ يَنِزفُ مِن الَدَمِع بِسّكَون ، تَكادُ تُجزِم اَنهُ لَا يَبَكِي ، هَوَ بِذاتِه لَا يَبَكِي ، لا يَرتَجِف وَلا يَصَدُرُ صَوت ؛ فَقَط عَينيه تَنزِف ، تَنزِفُ بِهُدوّءٍ مُخِيف...
اَسَتمَر جونغكوك يَنظُر لَه حَتى تَوقَف عن الحَركة وَوَقف اَمامَ الجُنِدي بِهَدوء ، كَانَ يُنزِل رأَسه وَ نَطقَ ، "أَرجوِك ، لا تَفعَل." تَحَيَّرَ الجُنِدي عَمَا عَنِيه مِن حَدِيثَه ، فَـ مَد يَدهُ بُغِيَة امَساك يَد تايهيونغ الَذِي دَفعها مِمَا جَعَلَ جونغكوك يَنهَض وَ يُمسِك كِلا كَتِفَيه وَينطُق بِغَضب ، "لا تُبعِدني عَنك ، لا تَرفُضنِي بِتِلَكَ الطَرِيقة! ، أَلم تَطَلِب اللَيِلة المَاضِية بَقائِي؟ مَا الِذي تَغِيَر؟."
YOU ARE READING
1835 |TK
General Fictionتَنشأُ ظِلَالُ الحُبِّ المُحَرم فِي أَزمُنِ الظُلُماتٌ وَ اَعُودُ مِنْ حَرْبِ الدُمُوعِ مُبَلَّاً ، لِأرى يا أَعْذَبَ الكائِناتْ إِنتِصارَاتِي بِلا وُجُودِك خَاسِرةًَ.