وتم اعتقالي في الساعة ١٠ صباحاً وترك سيارتي عل الشارع العام.. سيأتي (opel vectra) ذات اللون السلفر... اخذتني القوات الأمريكية الى قاعدة البكر في بلد.. تم التحقيق معي(بتهمت تمويل الإرهاب) لمدة ١٥ يوم وبعدها تم نقلي إلى كروبر في مطار بغداد بطائرة الحوتة... وبقيت بمعتقل كروبر لمدة شهر.. كانت وجبات الطعام ثلاثة والتعداد الصباحي المسائي... وبعدها تم نقلي إلى معتقل (بوكا) في ام قصر بالبصرة وبقيت هناك مايقارب سنة كانت وجبات الطعام لاتكفي وقليلة جدآ وردأت الطبخ وكان والدي (رحمه الله) يأتي لمواجهتي كل ثلاث اشهر... ومارست عملي داخل المعتقل (رسام كنت ارسم عل جدران المعتقل وكان الامريكان يوفرون لي الاصباغ والفرش) (وعملت معلم للغة الإنكليزية تعليم المعتقلين) (وعملت مترجم سبيكر بين الامريكان والمعتقلين) وتعرفت عل أصدقاء كثر وشاهدت قصص لم اسمعها من قبل وقابلت أشخاص من جميع طوائف الشعب العراقي حيث كان هناك الدكتور والسفير والمهندس والطيار والضابط والفلاح والعالم والجاهل....
كنت اقضي معضم وقتي بالرسم وتعلم اللغة الانجليزية بطلاقة...
وفي بعض الأحيان يأتو الصليب الأحمر يجلبو لنا رسائل فارغة كي نرسلها إلى أهلنا وما كان مني لا ان ابعث واحدة من تلك الرسائل إلى كفاح لأنها كانت تراودني في مناماتي.. وفيما بعد وصلني خبر بأن رسائلي قد وصلت كفاح عن طريق المستوصف الصحي منطقتهم.. وبعد قضائي سنة كاملة تم نقلي إلى كروبر مطار بغداد... بقيت به مايقارب اربع أشهر أصبح وزني بوقتها ١٢٠ كغم كانت وجبات الطعام جدآ لذيذة
وفي أحد الايام واذا بي أشاهد صدق لي بكلية اسمه ميثم من الكوت مترجماً مع القوات الأمريكية عرفتو وعرفني وكتفينا بالابتسامة لان الامريكان مايقبلون المترجم يتكلم مع المعتقلين..
كان من اصدقائي المقربون شيخ جامع ابو عبد الرحمن من الموصل(حفظه الله) كان موسوعة من العلم وكنت اتعلم عل يده من أمور الدنيا والآخرة
وفي أحد الليالي واذا بلامريكان يصيحون رقمي قالوا عندك (hippy bus) يعني إفراج... وفرحت كثيرا ولم انام تلك الليلة... وما كان من الامريكان الا نقلي إلى معتقل الحوت بالتاجي 😢😢😢... كان سجن مغلق كان يطلعونا ساعة وحدة تشميس و٢٣ ساعة داخل بطن الحوت وكان الاكل رديء جدآ... وفي أحد الليالي وبعد صلاة الفجر واذا برؤيا تمر علية... (صدام حسين الله يرحمو ببدلته العسكرية الزيتوني) يأتي الي ويخبرني بأن سوف اخرج إلى اهلي.. وما هي إلا ايام ويتم الإفراج عني وقامت القوات الأمريكية بإطلاق سراحي في منطقة العلاوي ببغداد واعطونا ملابس جديدة ومبلغ قدرة 200$ وما كان مني إلا اخذ تكسي وادفع أجرة السيارة كاملة. ووصلت البيت وكانت بالاستقبالي والدتي الله يرحمها وأخي... ووبحثت عن ابوي فوجته عل فراشه وهو متعرض إلى جلطة حزنت كثير ونهمرت دموعي ولن اسيطر على نفسي وبدأت اقبل قدمه الشريفة 😢😢😢..
وبعدها بالأسبوع رجعت إلى وضيفتي ومع وظيفتي عملت بشركة في أربيل...وبعد خروجي من المعتقل اتصلت بكفاح واذا هي قد تزوجت وكان عندها ولد اسمته (عساف).. كانت رحلة عمر مليئة المشقة والتعب انها رحلة غبار الزمن 😢😢😢