وخرج القطار من مكانه والساعة ١١ليلاً والجو بارد جدآ وظلام دامس مشينا مسافة ٢٠٠م واذا بالشارع العام الرابط بين بغداد الموصل...
تمر حافلات نقل الركاب ولن يقف لنا احد... واذا بسيارة نقل بري(تريلة لنقل حبوب كانت يسموها تريلات عدي) تقف لنا وشاهدنا وقال يلة اصعدوا واذا بالجنود تهيب للصعود في بدي التريلة المتجهة نحو مدينة الموصل.. وما كان لسائقها ان قال لي ايها المدني انت اصعد معي بالصدر.... وانطلق بنا مسرع وكان توقفه لنا رحمة من الله لاتوصف بذلك البرد القارص... واذا بي اغفى في مقصورة القيادة لاني كنت متعب واذا هو يوقضني من نومي قال لي(انهض فقد وصلنا محطة قطار الموصل... واذا بي ارفع رأسي وتقع نضراتي عل تمثال عثمان الموصلي الذي كان يزين واجهة بداية مدينة الموصل...
ونزلت من التريلة متجه إلى كراج الذي سوف ينقلني إلى رئاسة الجامعة... وكان الجو فجراً ولا زالت الشمس لم تشرق بعد... وكان الجو بارد فشاهدت مقهى... جلست عل احد المساطب فقلت له اعطني قدح من الشاي..
فجائني بالشاي وما هي إلا ثواني حتى شربته... أصابني الدفاء وانتظر كي تبدأ حركة الطلاب واذا بابو المقهى يقول (من رخصتكم اخرجو كي ننظف المقهى) واعند خروجنا من المقهى كان التنظيف الغاية منه هو سمح لغيرنا بدخول المقهى لشرب الشاي... ولا أطيل عليكم
وتكشف الجو واشرقت الشمس واذا انا بمدينة كلامها يختلف عني. وعادات وتقاليد غريبة نوعاً ما.... وركبت الكوستر متجه نحو الجامعة وادخل ارض الجامعة واشاهد الطلاب والحياة الجامعية والأقسام العلمية والمراكز الطلابية... خلال هذه اللحظة انتقلت حياتي من عالم إلى عالم ثاني... وكملت اجرائات التسجيل واعطوني كتاب للتجنيد لكي اكون مؤجل دراسياً...
واستدعاتي عميد الكلية قال لي (بابا وين كنت هاي الفترة وليش متأخر ونحن اقتربنا من نهاية الكورس الأول ونحن عل أبواب امتحانات نصف السنة) فقال لي هذه سنة رسوب بحقك 😢😢😢اخذت الكتاب ورجعت إلى التجنيد ورجعت إلى مدينتي...
وما كان بي الا الانتظار للسنة القادمة ١٩٩٩..وكنت مرحلة أولى كلية هندسة قسم الميكانيك..