Part 2( أُشبه كَثِيراً)

79 17 8
                                    

  صوت سُعالْ إمْتَزج بِصوت صُراخْ.
السُعال كان لي والصُراخ كان لوالدي.

"الم أمرك مِنك الذِهاب إلى ماثيو أيتها الحمقاء."

سَعلتْ بقوة أكثر ليجذبني والدي مِن خُصلاتي بِغضب ويقول:
"أصبحتِ تَعصِين أوامري كثيراً مؤخراً  ويبدوا إنك أشتقتي للعقاب فلا بأس بِذلكْ."
أنهى حَدِيثُه يسحبني خلفه بِقوة وانا أتوسل إليه إلا يفعل ذَلِكْ.

"انا أسفه لن أكررها مره أخرى أعدك ارجوك لا."
وكالعادة لا حياة لمن تُنادي.
نزلنا إلى القبو او كما ادعوه أنا قاع الجحيم،فَمُنذ إتمامي إثنا عشر عاماً وقرر أبي تجهيز القبو بجميع أدوات التعذيب فَهو يرى إنني كبرت وأحتاج إلى أشياء أكثر للتأديب..

قيدني على المقعد القابع في المنتصف بعد ان نزع ملابسي وتركني بملابس لا تُدفئ فأر ووضع قدماي في دلو من الثلج  ، شعرت بالبرد يصل إلى عقلي وبتجمد اطرافي كل ذَلِكْ حدثْ في أقل من خمس دقائق لكنني شعرتْ وكأنهم خمس سنوات.

نظرت لأبي ووجدته يقف ينظر لي بِنظره لطالما كَرهتها نظرة التشفي،  يزداد كُرهي لهُ يومياً وطالما تمنيت قَتلُه.
أقترب مني وبيده مقص في الحقيقة إرتعدت فماذا سيفعل بي هذا الرجل المجنون.

"تعرفين إيميلي لطالما أحببت شعرك فَهو يذكرني بشعري الجميل لكن أظن إنك لا تستحقين الجمال فهو لا يليق بكِ."

قال هذا وأمسك خصلاتي بقوه وبدأ في قصها.
تسابقت عبارتي على وجنتاي بألم، ليتني لم أكن جميلة ليتني لم أكن أشبهُ لطالما لعنت الجينات التي جعلتني نسخة طبق الأصل منه.
نعم فأنا أشبه والدي كثيراً، أنا صهباء مِثل والدي وملامحي كانها طُبعت من وجهُ.
إنتهى من قص شعري لأنظر إلى خصلاتي المتناثرة على الأرض بِحسرة فَشعري بعدما كان يتعدي ركبتاي أصبح لا يصل إلى مقدمه عُنقي.
ولكن هل إنتهى عذابي ظننت ذَلِكْ لكنه لم ينتهي، تقدم أبي إلى أحد الأركان وعاد بِيده أكثر شيء أكرهُ على الإطلاق(السَّوطْ) وأنهال بالجَلدْ على جسدي المسكين ولكن أثناء جَلدهُ لي توقفت عن البُكاء فأنا لم اعد أشعر بالألم  إنتظرت إنتهاءه وبالفعل لم يمر وقتاً طويل وإنتهى من جَلدِي فَلقدْ أنهكه التعب. 
نظر إلي وهو يلتقط أنفاسه وقال:
"تبدين كَلوحه فَنيه لبيكاسو لكِن يختلف هُنا الفنان فهو أرثر سميث."
وصعد إلى الأعلى تاركني مقيده في كرسي التعذيب.
ويالا الغباء هل ظننت إنه سيفُك قيدي ويطلق سراحي بالطبع لا فهو يدعني هكذا حتى صباح اليوم التالي.
مررت ببصري فوق جسدي لأرى العلامات البنفسجيه والحمراء تغطيه، إضافة الى الدماء التي تصل رائحتها الى انفي لتجعلني ارغب في التقيوء.
اغلقت عيناي بثقل لاعانق الظلام كعادتي وهناك سؤال يراودني.
الى متى يا ايميلي، الى متى سيدوم هذا العذاب؟
_________________

الڤوت واعملوا فولو عشان يوصلكم كل جديد.

خُــطـىٰ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن