Part 5(ليس سيئاً)

59 16 9
                                    

مَازلت أقف بِمكاني البُروده تجتاح جسدي بأكمله، قدماي مُبتله بدماء والدي ويداي ملطخه ايضاً.
حدقتاي مُتسعة للغاية أشعر بالإدرينالين بكامل جسدي وفي الحقيقة لستُ نادمه ولا أشعر بالحُزن على الأقل كُلما شعرت بالحُزن تذكرت مُعاناتي على مدار خمسة عشر عام ولكن يبدو وكأن حان الوقت لإنتهاء مُعاناتي وبدأ مُعاناة الأخرين..
انتهى وقت التحديق والأن يجب أن أُفكر في حل لهذه الجثة ولكنني أشعر بالجُوع لنبحث عن شيء يُأكل في هذا المَكان ثُم أرى ماذا سأفعل حِينها.
صعدت للأعلى لأجد منزل نظيف ومُرتب وبه كل شيء، من المُفترض أن ارتجف الأن وأبكي شاعرة بالندم لكِن في الحقيقه لا أشعر بأي شيء من هذا القبيل لا أشعر بشيء من الأساس واظن ذلك جيد بل رائع كانت أُمي مُحقه لا أعلم كيف علمت أنني سأقتل والدي لكنها علمت على أي حال وأختارت التخلي عني وتركي بدلا عن اخذي معها وهي تعلم أنني سَأُصبح قاتلة ورُبما سَـفَاحَه ففي الحقيقة أُظن ان أبي ليس الأخير ولكنه الأول.
أثناء تجولي في المنزل رأيت مِرأه على بعد عدة أمتار اتجهت نحوها سريعاً، تأملت مظهري في الحقيقة بدى لي غريباً لكنه ليس سيئاً.
خُصلاتي القصيرة مُبعثره حول عُنقي بِعشوائيه بينما هُناك بعض الدِماء تُلطخ عُنقي وأعلى جبهتي ويداي في الحقيقة أُشعر ان مظهري مُثيراً بعض الشيء، لكنني شعرت بالإشمئزاز بعد دقائق كُنت سأذهب للإغتسال لكنني تذكرت الجُثه القابعه بالأسفل ففضلت تناول بعض الطعام أولاً.
جهزت شطيرة وجلست أتناولها وشَردتْ، طوال حياتي لم أتوقع فِعلي هذا لطالما بغضت أبي وتمنيت قتله وقتل جميع الرِجَالْ لكنني لم أتوقع فعلي هَذا في أحد الأيام ويبدو أنني سَأُحقق بقية أُمنيتي وهي القضاء على المتبقي من أشباه الرِجَالْ..
فَمِثل هذه الكائنات لا يستحقون الحياة فَماذا هُم فاعلون؟
بالطبع هُناك رِجَالْ جيدون أعلم ذَلِك لكِن ماذا إن تعمقنا في النَظر قَلِيلاً، هُناك أحد الرجال الجيدون يعود إلى أُسرته الصغيره بعد يوم عمل شاق ويجلس برفقتهم ولكن في أحد الأيام عاد الوالد للمنزل غاضباً فهو خسر عملهُ للتو أفتعل أحد ابنائه خَطئاً عادياً لكنه لم يرى ذَلِك في ذلك اليوم فعنفه وعندما تدخلت الأم عنفها هي الأخري فَضبت الأم اغراضها هي واولادها وغادرت.
وماذا بعد؟
أصبحت الأسره السعيده تعيسه بسبب الأب.
ولكن لنكن واقعيين هُناك رجال جيدون دائماً لكن ليس خطئي انني لم أقابل أي أحد منهم فأصبحت الشخص الشرير ولكنني لا أشعر بالحُزن لأنني كذَلِك في الحقيقة أحببت كونِ الشرير.
بعد إنهائي شطيرتي خرجت خارج المنزل أتفحص الموقع ويالا الصُدفه المنزل يجاور منزلي بِعدة أمتار كيف لم ألحظ ان أبي يملك هذا المَنزل وكيف لي ان الاحظ وانا لم أكن اخرُج في الأساس يالا غبائي.
عُدت للداخل وذهبت للحمام لأري ان كانت الأشياء التي أُريدها متوفره أم لا ويالا الغرابه كانت جميع المواد الكيميائية التي سأحتاجها توجد، ويبدو ان معلوماتي الدراسيه. سَتُساعدني الأن فأنني قرأت كتاباً كاملاً عن  الدراسات العلمية التي اجراها العلماء عن تأثير المواد الكيميائيه على جلد الانسان وتحويله الى عظام.
ولكِن يالا العجب لما تتوفر جميع المواد هُنا!
تذكرت ان هذا الكتاب كان يوجد بمكتبة والدي ويبدو انه خطط لكل شيء سابقاً لكن خطته ستنفذ عليه، مسكين أرثر.
وحتي أن خطط لفعل ذَلِك فأنا من فُزت وقتلته.
نزلت إلى القبو مرة أخرى وانا أحمل المواد التي سأحتاجها عِند قضائي على جُثه أبي نهائياً لكن يالا العجب لاحظت ايضاً وجود حوض إستحمام في زاوية الغُرفه والأن يبدو وكأن كُل شيء جاهزاً.
وقفت أمام جُثه أبي لدقيقه وكأنني أودعهُ تأملت عيناه المُغلقتان للأبد خُصلاته الحمراء التي اختلطت بحمره دماءه المنزلقه علي جبهته وجهه الشاحب كشحوب الموتي ويبدو أنني نسيت إنه ميت بالفعل.
ولوهلة سألت نفسي هل أقترفت خطئ عندما قتلت والدي؟
ووجدت أن الإجابة أنني لا اقترف الأخطاء.

خُــطـىٰ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن