الفصل2

12.9K 398 29
                                    

#أجنبية_بقبضة_صعيدي2
الفصل الثاني ( 2 )

صرخ "مصطفي" بوجه والده غاضبًا من فعلته يقول:-
-ليه يابا أكدة صغرت نفسك وصغرتني وياك، بعد ما يحرج عربيتك تروحله وتمد يدك بالسلام ليه؟

أجابه "فايق" مُنفعلًا يقول:-
-عشان أحميك من اللى هيجري لك على أيد عاصم الشرقاوي واللى هيجرلنا وياك، ما تخرج تشوف البلد حالها فى ثلاثة أيام بجيت كيف؟ مفهاش نملة واحدة فى الشوارع، كيف المهجورة أو المحتلة فى ساحة الحرب

تأفف "مصطفي" غيظًا من تصرف والده وقال بأختناق شديد:-
-وأكدة بجي الحل؟ ومين اللى جالك يا أبويا أنى هشيل كفني، أحط الباجي من كرامتى تحت رجلهم لا، أنا مههنش كرامتى ولا اجيب العار لنفسي ولرجولتي عشان ولد الشرقاوي

مسكه "فايق" من لياقته بغضب سافر وحدق بوجه ولده بعيني دامعة على وشك البكاء من الخوف وقال:-
-عار أيه يا مصطفي أنا معاوزش أخسرك يا بنى، أنا مبجاليش غيرك فى الدنيا دى، سكوت عاصم الشرقاوي ورفضه لأخد العزاء مش عجز منيه، أنا وأنت والبلد كلتها خابرين زين أن صمت عاصم الشرقاوي مش هين وبعديه بتكون كارثة، أنت سبت البلد كلتها بكبيرها وصغيرها ومعادتش غير الكبير، عاصم لو اتنازل عن تأره مهيكونش الكبير واصل ولا هيكون تربية الكبير جده

أبعد "مصطفى" يدي والده عنه بضيق شديد وهو يقول:-
-أنت خايف ليه أكدة؟ هو الكبير وانت أيه يا أبويا... أنت عمدة البلد دى وبكل وقاحة منيه حرج عربيتك جصاد عينك وسكت، كيف تكون عمدتهم ويشوفوك ضعيف أكدة، لا يا ابويا أنا مش زيك

صعد للأعلي لا يبالي بحديث والده ولا يخشي "عاصم" وما هو قادم من صمته...........

___________________________________

فتحت "فريدة" باب الغرفة بهدوء ليلًا لتري "مازن" جالسًا الأرض قرب النافذة ينظر إلى صورة "سارة"، أغلقت باب الغرفة ودلفت نحوه بهدوء مُرتدية عباءة سوداء اللون وتضع رابطة شعر حول رأسها سوداء اللون، جلست أمامه وهى تقول:-
-مازن

رفع نظره إليها لترى دموعها التى حولت وجهه للأحمرار الشديد وبللت وجنتيه فقال:-
-هملينى لحالي يا فريدة؟

طأطأ رأسه للأسفل حادقًا بصورة أخته المتوفية ليُشعر بيديها تطوقه وهى تضمه إليها بحنان وبدأت دموعها تتساقط وجعًا لرؤيته مُنكسر وحزين هكذا فقالت بلطف:-
-أدعيلها يا مازن، هى دلوجت فى مكان أحسن من دا بكتير، عند اللى أحن منى ومنك يا حبيبي

تشبث بزوجته بكلتا ذراعيه وجهش باكيًا بلا حرج أو خجل من بكاءه أمامها لتمسح على ظهره بلطف وسمعته يتمتم قائلًا:-
-كانت طيبة مالهاش فى أى حاجة نهائيًا، كيف البلسم وضحكتها بتنور حياتنا يا فريدة

سقطت دموعها على أكتافه بحزن شديد، أخرجته من حضنها وتتطلع بوجهه بحنان ثم قالت:-
-ربنا يرحمها ويغفرلها يا مازن، هى دلوجت فى الجنة ونعيمها، كلنا هنموت إحنا بس لسه وجتنا مجاش، سارة أرتاحت من الدنيا وقسوتها وغدر البشر، محدش ضامن النفس اللى داخل هيخرج ولا لا ...أنا كمان هموت

أجنبيــة بقبضــة صعيـــدي "الجــزء الثــانـي" | نـور زيــزوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن