'
القَريّة.
طلع لعند الباب وهي معاه قالتّ بأبتسامّه وهي عارفّه ذي أخر مره يجتمعون لوحدهم : أنتبه على نفسّك زين ، أستودعتّك الله ، انتبه للطريق زين ؟.
أبتسمّ لها وهز رأسه وعُيونه عليها : أنتبهي لنفسّك.
هزت رأسها ودخلت لداخِل وهو واقف ينتظرها تدخل ، دخلت وهو أغلق الباب ومشى خارج القريه ، مو عارف وش يحسّ فيه ، لكن شعوره جداً غريب هالشعور مايحسّ فيه ألا اذا كان شخص واحد فقط متواجد واللي هي "العُروب" ليش صار هالشعور مع السمّراء "عَربّ" تنهد وكمّل طريقة وهو مبتسمّ ، ركبّ مع مالِك وسلم عليه ومشوا للمدينة ومالِك يسأل عود عن اللي صار لكن عود رافض يتكلم ومكتفي بأبتسامّه هاديه متوسطه ثغره فقط.
غمّض عُيونه وهو يفّكر في العُروب ، لف لـ مالِك وقال : متى أقربّ أُمسيه ؟.
ناظره مالِك وقال : بعد شهر ، بعد المُقابله بيوم ، يعني يومين وراء بعض بتكّحل عُيونّك.
أبتسمّ عود وقال : أخذت أجازة شهرين عشان أسافّر ويا زهور لكن شكلي بكنسبها ، أساسا أنتهى كِل شيء !.
وقف مالِك السيارة بصدمّه : وش اللي أنتهى !.
قال عود بهدوء : زواجنا أنا و زهور !.
ناظره مالِك بصدمّه وقال : تستهبّل ! بتطلقها خلاص !.
هز عود رأسه : أي بطلقها ، انتهى كِل شيء.
ناظره مالِك بصدّمه : بس أنت قلت أنتهى كِل شيء بيني أنا وعَربّ مو زهور!.
ناظره عود وقال : مو عَربّ ما أرتبطت فيها ألا عشان زهور ولا ؟.
''
لا تَخَفْ مِن الأقدارِ فَمَا هِي
سِوَى خيرٍ أو خَلْفها الخيرُ.|
'
قال مالِك بقهر : حرامّ تنهي زواجّ بهالسرعه ، ليش ماتصبّر شوي ؟.
قال عود وهو يناظره : مالِك ، صبّرت سنّه كامّلة حاولة مابقول ماحاولة لكن وش صار ؟ وش تغير ، البنت قلبها مع غيري مو معي والعاشّق مايجذبّه أدنى مُحاوله أبد!.
كشر مالِك وقال بأستغباء : قلبها مع غيّرك !.
أبتسمّ عود بغبّنه ولفّ عليه ورمّقه بنظرات ساخرة : معك ، قلبها معّك لا تستغبي علي يا مالِك ! مو غبي أنا عارفّ وفاهمّ ، شعور أنكم كِلكم تستغفلوني كأني غبي ما أعرف شيء وما أفهمّ وأنتبه يقهرني ويحسسني بكمّية الجهل اللي أنتوا فيها لدرجة أنكم تشوفوني غبي ومو فاهّم وماشيء على عماي ، لكن ياكثر ماسكت وعطيتّكم على جوكم ومشيتها لكم ، و عَارفّ أنِك تعرف بهالشيء لا تسوي نفسّك غبي ومو عَارفّ !.
نزل مالِك رأسه وقال : أكيد بأستغبي ، وش تبيني أقول لِك ! لو كنت مِكَاني سويت مثلي!.
ناظره عود : متى خليت عَنّك شيء ؟ بحجة هالشيء ماينقال ، او متى عشان خُوفي على مشاعرك ؟.
قال مالِك وهو يناظره : طيب لو جيتّك قبل تعرف بنفسّك وقلت لِك ، وش بتسوي ؟ غير أنّك بتستنكر هالشيء وأحتمَال كبير تكرهني!.
ناظرة بضحكه ساخرة وقال : وش وش ذنبّك عشان أكرهّك ، يمّكن لو كنت جاهّل كرهتّك يامَالِك ، لكن وش ذنبّك يامالِك ؟ اذا لِك ذنب قوله ولِك مِني أفرك وجهك بالأرض ، وأدوس عليك بالسيارة رايح جاي ولا يهمّك بس قولي ذنبّك وأبشر!.
ناظر مالِك الطريق اللي مقطوع والظلامّ محتله وناظر عود المعصبّ بشكّ!.
لف عود وناظر المكان ورجع ناظرة وضحك!.
خزه مالِك وحرك السيارة وهو يضحك !.
قال عود بأبتسامّة : على بيت أبوي بقعد معاهم .
قال مالِك : وانا بروح لجنه ، بقعد معاها شوي وأرجع.
قال عود بأبتسامّه : لا ترجع بقعد معاهم لبكرة أنا ماوراي شيء ، وأنتبه على نفسّك تمام؟.
ناظره مالِك بأبتسامّة وقال وهو فاهمّ قصده: منتبه على نفسي معليك!.
ضحك عود وسكت وعُيونه على الطريق.
قال مالِك بهدوء : عود .
ناظره عود بأبتسامّة : لبيه؟.
أبتسمّ مالِك : الله يلبي لِك ، شلون عَرفتّ؟.
ناظره عود بهدوء : أرجع قبل زواجنا ست شهور ، لما كِنا نروح لبيت عَمي عشان أوراق الشغل مِن كَان يطلعها لِنا ؟.
قال مالِك وهو للحينّه مو فاهمّ : زهور؟.
قال عود : طيب لما نجي دائماً الحارة حَقت أعمَامي مِن اللي دائماً يطلع ويوقف عند الباب ويناظر بنظرات مُغرمّه؟.
ناظره مالِك ورجع يناظّر الطريق : زهور؟.
أبتسمّ عود : طيب ، كِنا نظن النظرات لي ، وتزوجنا أنا وهي وسُرعان ما أختفّت النظرات ؟.
أنت تقرأ
فاتنةُ الحَي عَربيةٌ سمّراء طاهِرة أماري بِحُبها وأَتَغنى بذات الناعِساتِ
Romanceالبداية : جميعنا نكذّب لأجل أن نعيش. جميعنا نرى الحياة بأعين مُختلفه عَن الآخرى ، بألوان عديده وأغلبنا يراها مطموسه كالسواد او بشكلٍ أوضح كالعدم الذي يراه الأعمى أغلبنا يعيش في عالم مُختلف عالم قديم والروح فيه مُزهره عالم لا يعرف الكَذِب أ...