البارت السادس ّ

1.7K 59 10
                                    

بيت ربيع.
نزلت جوالها لأمّها وقالت : ماما هذا رقم راق ؟.
ناظرتّ امها الرقم وفتحت جوالها تتأكد ، هزت رأسها أمّها : أي رقمّه .
قالت حروف وهي تقعد بجمّبها : مِن وين جابّ رقمي ؟.
'
'
وتبسّمتْ؛ فتبسّم الكونُ أجمع.|
'
قالت أمها : يمّكن مِن أبوك ؟.
قالت حروف: بس أبوي مو مسجل رقمي عنده !.
هزت ذِهال رأسها : مدري ، بيقدر يطلعه أكثر من طريقه ، بس وش يبي مِنك !.
لفت لها حروف جوالها : أقري ، يقول يبي يقابلني بكرة وحدد المكان والوقت!.
قالتّ ذِهال وهي تقرأ كلامّه : الوقت يناسبني تمّمي له !.
عقدت حواجبها : بس جنه ماما مِن يقعد معاها !.
قالت ذِهال بأبتسامّه : لو ناخذها معانا عادي !.
قال حروف : طيب عادي أناديه هنا !.
ناظرتها ذِهال وضحكت : هنا ! عند ربيع! لا تمزحين صح؟.
عقدت حواجبها حروف: ليش ماما ، عادي مو قال ربيع بقابله معاك!.
ضحكت ذِهال : مُستحيل هو ربيع يالله تقبل فكرة أن عندك أخ تبين تجيبينه بيته بعد ، أحسن شيء نروح نقابله بدون عَلمّ ربيع !.
قالت حروف وهي تهز رأسها برفض : لا مُستحيل انا قلت لـ ربيع ، ماراح أروح بدونه!.
ضحكت ذِهال وقالت : تمام تتولينه أنتِ ، ترى بيتغير أسلوبّه.
ضحكت حروف : لا ربيع عاقِل ما بيسويها !.
هزت ذِهال رأسها وهي تضحك : صح عاقّل ، بس أخوك غيور ماراح يرضى بعد كِل هالسنين يطلع لِك أخ غيره!.
ضحكت حروف: بس هو بقلبي لوحده فديتّه ما أحد ينافس حُبه بداخلي لو عندي مليون أخ.
أبتسمّت ذِهال بهدوء : طالع على أبوه ، غيور جداً جداً ، مايرضى بأدنى شيء لكن حنون حيل!.
أبتسمّت حروف لأمّها اللي مشاعرها وشوقّها فاضحها رُغمّ أنها مخبيتها خلف هذا الجمّود.
قالت حروف بأبتسامّه : شرأيك نروح لعَربّ ونغير جو ، ومِنه أنتِ تشوفين القرية وتشوفين أقاربّك وجيرانكم قبل؟.
أبتسمّت لها ذِهال بحُب : نروح ليش لا.
وقفت حروف بأبتسامّه : تمام كلمي السواق واعطي ربيع خبر اذا ماعليك أمّر ماما ، بجهز جنه أنا !.
هزت ذِهال رأسها بأبتسامّه على حماسها وسوت اللي قالته لها .
سحبّت حروف جنه وطلعتها لفوق وهي تسولف معاها.
قالت جنه بخجل : حروفي عادي ، مالِك يجي معانا ؟ أشتقت له .
أبتسمّت حروف : أمس كِنا معاه ؟ بس عادي نكلمّه ونشوف يسمّح تروحين معانا و نشوف بعد يجي ولا لا؟.
هزت جنه رأسها وطلعت جوالها ومدت لـ حروف : كلميه أنتِ.
ضحكت حروف : مِن عُيوني ياعُيوني أنتِ.
وأخذت جوال جنه وأتصلت على مالِك : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عقد مالِك حواجبّه ولف على عود اللي مو منتبه له : وعليكم السلام ورحمة الله ، أخبارِك حروف ؟.
أبتسمّت حروف بخجل وعُيونها على جنه : الحمدلله بخير ، وأنتّ أخبارِك؟.
أبتسمّ مالِك : جعلها دائمه ، بخير ونعمّه مِن الله.

'
‏تكادُ إذا مررتَ على فؤادي
‏من الأشواقِ تسمعُ فيهِ ضجّة.

'
أبتسمّت حروف : دائمه عليك يارب ، مالِك بنأخذ جنه وبنروح لـ عَربّ وحبيت اسألك عادي ناخذها معانا ؟.
أبتسمّ مالِك وسُرعان ماكّشر مِن نظرات عود له : أي عادي يصير دامّها معاك ماعليها خلاف.
أبتسمّت حروف : وبعد جنه تبيك تجي معانا تقول مشتاقه لِك وتبي تروح معاك !.
عقد مالِك حواجبّه بتفكير : بتروحون القريه كِلكم ، وش بيجيبني معاكم ؟.
لف مالِك على عود اللي مسّك يده ويهز رأسه ويهز يده : بنروح معاهم بنروح ! وافق وافق!.
فتح مالِك فمّه بصدمّه مِن حركات عود الطفوليه واللي أول مره يشوفها ! هز يده له بـ معنى "مجنون" !.
قالت حروف : بيجي ربيع تعال معاه ومِنه تقعد معاه عادي مافيها مُشكله ، ومانِك غريب علينا ولو ؟.
أبتسمّ مالِك وفيه الضحكه مِن ملامح عود اللي ينتظره يقبّل : تمام أبشري بكلمّ ربيع وأشوف ، سلمّي لي على خالتي وجنه.
أبتسمّت حروف وهزت رأسها لجنه بـ معنى وافق : تبّشر بجنات الخُلد وبما تتمنى بأذن الله ، يوصل أن شاء الله .
وأغلقت الجوال وناظرت جنه بحماس : وافق جنتي!.
ضحكت جنه بفرحه : شكراً شكراً حروفي.
أبتسمّت حروف وباستها : ولو جنتي ؟ يلا تعالي نتجهز.
'
قال مالِك وهو ينزل الجوال ويناظر عود بصدمّه : مِنجدك ! لا لا جد منجدك !.
ضحك عود وقال : وش فيك وش قلت أنا ، بس قلت وافق!.
ضحك مالِك بعدم تصديق : صدمتني صراحه ! ماعاد قدرت أستوعبّك ! ياخي أثقل وش ذا الخفه !.
أبتسمّ عود : مو خفه عادي بس مشتاق للقرية وش فيك !.
هز مالِك رأسه : صح ، مشتاق للقرية ظلمتّك أعذرني !.
ضحك عود : دائماً ظالميني ، لو ماني قاضي ما قدرت أخذ حقي مِنكم !.
ضحك مالِك وقال : أحنا اللي الله ياخذنا حقنا مِنك يا القاضي !.
قال عود بأبتسامّه : أي ماقلت لي وش أخبار حروف ، معليش أقصد جنه ، تعرف ألخبط بينّ أختك وأخت ربيع !.
أبتسمّ مالِك : أي صح دائماً تلخبط ، بس ركز قبل تلخبط ، حروف ، معليش أقصد جنه ، بخير ياعَيني.
ضحك عود : أي جعلها دائمه لها و لأصحابّها !.
ضحك مالِك وضربّه على كتفه : هيه وش اللي أصحابّها !.
ضحك عود : ولا شيء ما عليك.
ضحك مالِك وهز رأسه بيأس مِن عود.
'
القَرية.
دخلت غرفتها ودخلت الحمام "أكرمّكم الله وأعزكُم" أخذت لها دُش وطلعت لبست قميص النوم ، شغلت المُكيف ومُعطر الجو ، وقعدت على كتابتها شوي لين خلصت أخر جُزئيه مِنه وأغلقته بأبتسامّه .
'

فاتنةُ الحَي عَربيةٌ سمّراء طاهِرة أماري بِحُبها وأَتَغنى بذات الناعِساتِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن