3. دوي الرعد

489 20 0
                                    

راقبتة باتريسيا وهو يتقدم ليجلس إلى حافة السرير وهي مشلولة .

-لقد أتيت بشراب ساخن قبل النوم .أليست هذة أمريكية يا باتروسا ؟
-أجل ..أعنى ..لست أدرى .ولكننى لا أريد شرب شئ ..
شكرا لك سنيور .
-ولكنك لن تمانعى لو شربت أنا لوحدى ؟
وبدت المتاعب تلوح منه ,بحيث لن يمكنها التعامل معها .
ثم وضع كأسة على الطاولة وبدا يفك أزرار قميصة ,
وصاحت بصوت لم تعرفة هي نفسها :
-ماذا تظن أنك تفعل ؟
فأخذ يجيل نظرة في جسدها الملفوف بملاءة قطنية وقال :
-أخلع ملابسي ..ألا تخلعين ملابسك عندما تنامين يا حلوتى؟
وأجبرت نفسها على ملاقاة نظرتة بثبات وبرود :
-الافضل أن تتابع خلع ملابسك في غرفتك .
-هذة غرفتى .
-إذن كن لطيفا إذن واستدعى مارغريتا واطلب منها تحضير سرير لى فى مكان آخر .
-لا يا عزيزتي لن أكون "لطيفا" أنت هنا في مكانك الصحيح ,وكلانا يعرف هذا .مع إننى ألاحظ أنك تجدين سعادة في لعب دور البراءة
وضحك بخبث ,ومرر أصابعه فوق الملاءة ,التى تلامس بشرتها العارية .
-لقد كانت لعبة مسلية ,بطريقة ما ,ولكننى أطلب الآن نوعاً من التسلية منك .
وضربته على يده :
-كيف تجرؤ؟
فتنهد وتابع خلع ملابسه .
-قليل من الممانعة يزيدك فتنة ,ولكن المزيد يجعلك مزعجة .
وستجدينى متسامحاً باتروسا..ولكن لا تظنى أن التظاهر بالممانعة قد يجبرنى على رفع الثمن المستعد لأن أدفعه وللحظات ظنت أنها تسمع دوى الرعد من جديد ,ولكن هذا
كان قلبها وقد ملأت رأسها وتفكيرها وجعلت من المستحيل عليها أن تفكر ,أو تتصرف ...
ولكن يجب عليها هذا ..يجب ..لا يمكنها الهرب بالطبع ..
ولكن ربما يمكنها أن تتحاور معه ,أن تحاول إقناعه بالتعقل .
-سنيور ..أنت ترتكب خطئاً جسيماً.أنا لا ..أنا لست ..
لقد التقيت بجولى باترسون صدفة على المركب .ووافقت أن أوصل لها رسالة ..وهذا كل شئ وأنا ...أنا ..لم يكن لدى أية فكرة ...
وتلاشى صوتها عندما شاهدت ضحكته الساخرة وقاطعها :
وبالصدفة سألتى عنى فى الفندق ..وبالصدفة جئت مع رجالى ..؟كلها سلسلة من الأخطاء .أليس كذلك ؟
أجل ... كيف يمكن أن أجعلك تصدق ؟
لن تستطيعى ..وادعائك هذا يزعجنى ويتعبني ,وخاصة أن هناك طريقة أكثر لذة فى الوصول إلى التعب .يا عزيزتى .
وتخلص مما تبقى من ثيابه ,فاستدارت باتريسيا إلى الجهة الأخرى مغمضة عينيها وهى تلعن الملاءة العالقة تحتها ,وأحست بالفراش يغوص إلى الأسفل من جراء ثقل جسمه قربها .فقالت بخشونة :
إذا لمستنى سأصرخ .
ومن هنا ليسمعك ..أو يهتم بصراخك ؟أتمنى أن تكون لك رئتان قويتان يا عزيزتى ,لأننى أنوى أن ألمس كل جزء من جسدك .
فقالت بصوت متحطم :
-يا إلهى ..حتى أنك لا ترغب بى ..
-وهل هذا يزعجك يا صغيرتى ؟أعدك بأننى سأكون أكثر رغبة بك مع كل لحظة تمر .
وخطف الملاءة من فوقها واحتواها بين ذراعيه .وصعقت لملمسه ,فتجربتها مع الرجال حتى الآن لم تتجاوز بضع قبل فى بعض المناسبات
وكانت تتقبل هذا منهم بأدب ثم تصرفهم ,ولكنها لم تشعر أبداً بغليان دمها ,ولا بأى رد فعل قد يسبب لها أى نوع من الندم عندما يبتعدوا عنها كل ما تعرفه ,هو ما تعلمته من دروس "البيولوجى "فى المدرسة والآن ..وفى
بضع لحظات مدمرة ..ذلك العالم الآمن المختبئ عنها سيتدمر .أنها فى الفراش مع رجل ,مع غريب ,بين ذراعيه ,يرسل فى جسدها رسائل ,حتى جسدها البرئ استطاع ان يفك رموزها .
اوه ..يا إلهى ..لا يمكن أن يكون هذا يحدث لها ..
مستحيل !صوت بارد ثابت فى رأسها حذرها من أن تقاومه ...
إنه أقوى بكثير منها ,عضلات كتفيه وذراعيه وكأنها حبال الفولاذ المبرومة .ولو قاومته فقد يستجيب بعنف ..
وسوف تتأذى ..عاطفياً على الأقل ..وإلى الأبد .
ولكن لا يمكن أن تتركه ...
لو أغلقت تفكيرها ..مشاعرها ..عواطفها ,كل شئ صنعت منه برتريسيا بالمر ..فلن يحدث لها شئ أن تتوقف عن التفكير ...عن الشعور ... أن تتراجع إلى مكان خفى داخل عقلها الباطن ...تنتظر إلى أن تنتهى العاصفة .ما سيجرى عمل
جسدى محض لا علاقة لها فيه ...ولن يؤثر ذلك عليها كأنسانة !
وسمعته يهمس لها :
كم أنت حلوة ..كم أنت حلوة ..كم أنت ناعمة كم أنت مثل الماء فى الصحراء .ورفع لها رأسها ليقبلها فأحست بالرعدة ,
رعدة تتصاعد لا علاقة لها بالخوف ,وكبحتها على الفور ,وقد صدمها ضعفها .وعاد إلى الهمس :
أنت ترتجفين .
وهل هذا أمر غريب ؟أتوسل إليك أن تتركنى ...أرجوك .
هل حقاً تجدينى كريهاً إلى هذا الحد غمضى عينيك إذن يا عزيزتى .وفكرى بما ستكسبينه .فالتفكير بالمال قد يجعلك ..أكثر ...قبولاً ..إذا لم يكن شئ آخر .
وأخذت تلوح برأسها بيأس لتبتعد عنه :
لست أريد مالك ..لا أريد شيئاً.
حقاً؟كم أنت مثالية ..إدفعى لى أنت إذن باتروسا .إدفعى لى اللطف والقبول لقاء ضيافتى .وأعتقد أننى سأسعد كثيراً لأقبض منك.
واستلقت باتريسيا جامدة لا حياة فيها ..العذاب سينتهى عما قريب ,ولابد أنه يعيش حياة صاخية ولن تضطر إلى تحمل اكتشافاته لجسدها لمدة طويلة .
ولكن بمرور المعناة ,لحظة بعد أخرى أدركت كم كان تفاؤلها ساذجاً .إذا لم يكن لم يكن خوليو دى لاكروزا مستعجلاً أبداً .لقد كان ,كما أدركت والأنفاس تكاد تقف فى حنجرتها ,مصمماً على إثارتها .ومما لاشك فيه ,أن ممانعتها .ومحاولاتها التخلص منه ,قد
جرحت كبرياءه وعجرفته ,وهو مصمم الآن أن يجعلها تتجاوب لما يريد .
ولكن ,ما يلزمه ,هو أكثر من التصميم ,لأن جسدها تحجر من الصدمة وهى بين يديه .ولم تعد حقاً تدرى كم سيطول الوقت ولكن هذا بالتاكيد ما لم تكن جولى باترسون معتادة عليه منه .
وهمس لها :
أنت لست عاشقة متحمسة !
لابد أنه انزعج الآن لعدم تأثيره الفورى عليها ,فقالت :
أنا لم أعدك بشئ.
لا ,هذا صحيح .ولكننى وعدت نفسى .ورفعت كتفها .
-أنا آسفة إذا ألم كبرياءك أن تكشف أنك لست مرغوباً من أى إمرأة تصادفها .
وقال لها بسخرية ضعيفة ..
ولكننى لا أصادف الكثير .
وأخذتها الشفقة به ,لقد كان ينتظر اللقاء بجولى ,التى تعرف الكثير عن الحياة ..ولكن بدلاً منها ..الحياة مليئة بخيبات الأمل ..وليس معه الحق بالمرة ,أن يفترض بأنها قد حلت مكان جولى .وعادت السخرية الكاملة إليه وهو يقول :
-على كل يا عزيزتى ..لكى تنامى والغضب يتلاشى عليك إرسال الدعوة إذا لم تكونى تنوين أن أقبلها .
أية دعوة ؟وانفرجت شفتاها بنكران غاضب ,ولكنة أسكتها بشفتيه ,وكانت قبلته أعمق هذه المرة وكأنه يحاول الانتقام منها ,وانتشرت فيها رعدة خوف أخرى ,لم تكن تعرف أن رجلا يمكن أن يكون بهذه النعومة ,ويحرقها هكذا حتى أعماق روحها .
وعلى الرغم من نفسها أحست بالمقاومة والغضب يتلاشيان بالتدريج..وفى مكانهما ..ماذا ؟
شئ لم تستطع تمييزة ,أو أنها لم تختبره من قبل ,فضول ؟إثارة ؟ربما ..أوشئ أعمق من هذا ..وقطعا أخطر بكثير .ولم تعرفه ,وهذا ما أخافها .
ورفع خوليو رأسه :
-حبيبتي ..ألست أسعدك ..ولو قليلا ؟
وكان هذا آخر شئ تتوقع سماعة منه ..لقد كان المتجهم المتعجرف الذى يجب أن تكرهه ,ولكن ...
-لست ..أد..أدرى
-تلفظى باسمى.
وأحست بجفاف حلقها .لا تريد أن تلفظ إسمه ,سيكون ذلك أمر حميم جداً...شخصى .وسيكون بطريقة ما نوعامن الاستسلام .وحثها مرة أخرى بصوت أجش.
-تلفظى باسمى ,وقبلينى ..ولو لمرة واحدة .
وعلى الرغم من كل تحفظها ,وعلمها أن عليها أن ترفض ,سمعت نفسها تهمس "خوليو "وارتفعت يداها إلى كتفيه وجذبته إليها .وما أن تلامست شفتاهما حتى ...ضاعت .
وجرت فجأة أنهار صغيرة من النار فى عروقها ,وجنت نبضاتها .الرفض ...المرارة...حتى الخوف ..انسدل عليها كلها ستار من العتمة ,ولم تكن مجرد قبلة ...بل كانت حمى ..هذيان ...جنون .
ولفترة طويلة بقيت مستلقية دون تفكير أو وعى ,وعقلها المصاب بالدوار يحاول استيعاب ما حدث ولكن بعودة الوعى ,جلب معه الاحساس بالعار والخجل ,وعدم تصديق رهيب ومرعب .
اوه يا إلهى ..ماذا فعلت ؟ماذا سمحت له أن يفعل ؟
حاولت أن تبتعد عنه .ولكن ذراعه الملقاء على خصرها شدتها إلى الفراش .وتنتم بشئ أجش غير مفهوم ,وبعد
لحظات علمت من أنفاسه المنتظمة أنه نام ..
واستلقت متصلبة ,وهى تكره ارتياحه الكامل ...والطريقة التى تتلامس أنفاسه الحارة مع كتفها ...وكأنهما كانا ينامان معا طوال حياتهما أقل ما كان عليه أن يفعله ,هو أن يسمحلها بأن تزحف بجسدها مبتعدة ,لتشفى جروح روحها وحيدة .
ولكن الالم الذى سببه لها ,ولو كان حقيقا ,كان آخر شئ يقلقها فما هو أكثر إثارة للاضطراب كان حقيقة استسلامها له ...لماذا لم تتهرب منه ..لماذا لم تبق باردة معه ..
كما كانت تنوى؟
لن تسامح نفسها على ما فعلت .ولكن ما حدث حدث ,وانتهى الامر و عليها الان تتابع حياتها الحقيقة ,وكان ما حدث هو مجرد كابوس ,مرعب وقت حدوثة ,ولكن قابل للنسيان .
وأدارت رأسها بحذر نحوه ..هذا الغريب الذى عرفها كما لم يعرفها أى مخلوق من قبل ..والذى جعلها تختبر أشياء لم تكن تدرى أنها موجودة فيها ..إنه جذاب ..ولكن ذلك .لا يشكل عذر لأى شئ وابتسم ,وكإنما يحلم حلما لذيذا .فأحست بالرجفة ,ومدت يدها لتطفئ المصباح .
واستفاقت على صوت إمرأة تناديها "سنيوريتا "وفتحت عينيها لتجد مارغريتا تهزها من كتفها وللحظة حدقت بها ,وقد تملكها الاستغراب تماما .ثم عادت إلى ذاكرتها ما حدث ليلة أمس بكل التفاصيل .فاستدارت على بطنها لتدفن رأسها فى الوسادة ..فلمست مارغريتا كتفها بحنان وقالت بالاسبانية :
-السنيوريتا تعبة ...
وأشارت إلى فنجان قهوة وضعته لها على الطاولة ,إنها لا تريد القهوة ,لا تريد أى من ضيافة خوليودى لاكروزا الكريهة ,فليعطيها فقط ملابسها ويؤمن لها رحلة العودة إلى سانتياغو ديلاستيرو.
ونظرت حولها فلم تجد دليل اللغة الاسبانية قريبا .
فاعتمدت على ذاكرتها لتقول :
-فا فاقور ..حضرى لى البانيو .
وهزت مارغريتا رأسها وكأنها أحست بحرج باتريسيا منها .فأحضرت لها الروب وفتحته لها لترتديه .
-لا ..أتركيه هنا .أرجوك .
واستلقت تنظر إلى السقف ومارغريتا تحضر الحمام .لم تحس بخوليو وهو يغادر الفراش وبامكانها الان تتجنب الاذلال لدى رؤيته إلى جانبها وتغسل آثار الليل عن جسدها وتمنت أن تتمكن من غسل تلك الاثار من تفكيرها بسهولة .
لو أننى قاومت ..لكان تغلب على بقوته فى النهاية ..ولكن كان هذا ترك لى على الاقل شيئا من الكرامة .ولكن الان ...
وتخوف ذهبها من التفكير بالواقع ..لقد أصبحت شخصاً آخر ..غريبة تحت رحمة رغباتها الخاصة ,أنها تزدرى نفسها تماما .
عندما عادت مارغريتا لتقول لها أن الحمام جاهز ,إستجابت وهى تتذمر وتطالب بعودة ملابسها الخاصة .وهزت رأسها بيأس عندما توجهت المرأة المسنة إلى الخزانة ,بدأت تعرض عليها مجموعة من الملابس المعلقة هناك .
وأحست بالسعادة فى دفء الحمام ,وبدات تشعر بالانتعاش ,وأخذت تستمع إلى مارغريتا التى كانت تتحرك فى غرفة النوم ,تتحدث إلى شخص آخر ,ربما إحدى الخدمات .
ولم تكن تدرى أو تفهم معنى للحديث ,وتساءلت متجهمة كم من الفتيات الاخريات خدمت مارغريتا فى غرفة نوم سيدها يا ترى ؟
عندما عادت إلى غرفة النوم ,تلف لمنشفة حولها من تحت الابطين إلى الكاحل كانت الغرفة فارغة ,والسرير قد أعيد ترتيبه بشراشف ومفارش بيضاء جديدة ,ولكنها لم تجد أثراً للملابس التى كانت ترتديها أو لملابس جديدة لترتديها ,وربما ستصل هذه بعد لحظات .
هذا ,إذا لم يكن خوليودى لاكروزا قد أصدر تعليمات معاكسة,على نية أن يبقبها سجية فى غرفة نومه ,عارية ولكنها لم تصدق هذا فعلاً.
وأخذت تنظر حولها إى الغرفة وإلى بنيانها ,وتتسأءل كيف إستطاع من بناها إيصال مواد البناء إلى هذا المكان المنعزل النائى من هذه المجاهل ...هذا لم نذكر اليد العاملة !
ولكن ..أين هو خوليودى لاكروزا الان ؟
ربما يكون مشغلا بعمل ما ...مما يبقيه عادة مشغولا فى هذه البقعة النائية من الغابات ...ربما مشغول بتجارة الرقيق الابيض مثلا...
وفى نفس الوقت تساءلت عما يفعله هنا ...رجل ذكى مثقف ,يعيش فى وسط اللامكان فى وسط كل هذه الفخامة المتلاشية .
ولكنها لم تفكر كثيراً ..فهى مرتاحة جداً وتحس بالخدر ,حتى أنها لا ترغب سوى بالنوم .وتنهدت ,ثم اندست بين أغطية السرير فى نوم عميق .
واستعادت وعيها على رائحة حادة ...رائحة سجائر .
وعرفت لمن الرائحة وهى تفتح عينيها على مضض.
وكان خوليودى لاكروزا يجلس على بضع أقدام من السرير فى مقعد ذو مسند مرتفع ,وقد وضع ساقة التى يغطيها حذاء
مرتفع فوق الاخرى ,وقميصه القطنى الاسود مفتوح حتى الخصر ليكشف المزيد من جسده البرونزى .
وقال بهدوء وبشكل رسمى وبالاسبانية:
-صباح الخير سنيوريتا .
ولم تكن فى صوته أى أثر للمرح ولاعلى وجهه ولا لمحة انتصار حتى ,وبالتاكيد لا ..رغبة وعاد ليتكلم بالانكليزية :
-أرجو ان تكونى طيبة معى مرة أخرى وتخبرينى بالضبط من أنت ,وكيف أتيت إلى هنا .
وابتلعت باتريسيا ريقها بصعوبة ..ما كل هذا؟هل هو نوع من العذاب اختاره لها ؟وردت بخشونة :
-وهل من فائدة فى إخبارك ؟فأنت لن تصدقنى .
وتحركت يده التى تحمل السيجاره بنزق ,قال غاضبا :
-لا يهم ...هل تشبعين فضولى ..(أرجوك )؟
وعضت على شفتها :
-اسمى باتريسيا بالمر .وفى الثانية والعشرين من عمرى ,وأنا سائحة .كنت أسافر صعوداً فى النهر على متن مركب بخارى ,
عندما التقيت بفتاه تدعى جولى باترسون ,وطلبت منى إيصال رسالة موجهة لك إلى الفندق فى ميناء سانتياغو ديلاستيرو ...والباقى تعرفه ...فلماذا تريدنى تكرار هذا مرات ومرات فى وقت لا تصدق كلمة منه ؟
وحدقت به باستغراب :
-لا أظن ..لقد قلت لك بالضبط ...
وهز خوليودى لاكروزا رأسه .
-ما قصدت فى قوله ,هو إنك حتى ليلة أمس ,كنت "عذراء "
وكان هذا آخر شئ تتوقع سماعة منه ..واحترق وجهها بالدم الذى تصاعد حارا إليه .
-وهل يفترض هذا أن يشكل أى فارق ...أو يغير الامور ؟
فهو لم يبدو إنه ...
ورمى عقب السيجاره وسحقها بكعب حذاءه .
-بالطبع يشكل فارقا ,أيتها الغبية ..إنه يعنى .. وليساعدنى الله ..إننى مخطئا بشكل ظالم ومجرم بحقك ..كان يجب أن تقولى ...
-وكان هذا سيوقفك عند حدك ؟
وجاء دوره ليحمر خجلا :
-ربما ...
وأطرق ثم أكمل بصوت منخفض .
-يا إلهى ..ربما لا ..كيف لى أن أعرف ؟ليلة أمس كان جل اهتمامى منصب على حاجتى لقد عمى نظرى عن ملاحظة ..قله خبرتك الواضحة .
-ولكن ما كان عليك أن تذكرنى بما حدث فلماذا هذا الاهتمام الان ؟
وتقلص فكه .
-مارغريتا ...الفراش ..كان عليه آثار ..
وانتشر احمرار وجهها فى كل جسدها وصاحت :
-اوه ...لم ألاحظ هذا ...ولكننى لازلت لا أفهم سبب...
-من الطبيعى أن لا تتردد مارغرينا فى مواجهتى بدليل طهارتك ...أو أن تقدمها لى .
فقالت بمرارة :
-هذه شجاعة منها ..ولكن لماذا تحتاج لفعل هذا ؟
-لانها ,وكما ادعت على حق ,تؤمن أننى قد سلبت شرفك وأننى أفسدتك فلم تعودى لائقة لليلة الزفاف .
-أو ليست هذه نظرة قديمة الطراز ؟
-ليس بالنسبة لمارغريتا ..فعائلتها خدمت عائلتى لمدة طويلة وهى تعلم أننى
بامتلاكى لك بهذه الطريقة قد سببت بتلطيخ شرف عائلة دى لاكروزا ,ولن أستطيع الانكار ,,,وعندما يهبط مستوى النهر سوف يحضر كاهن من
الارسالية فى "سالتا"ليزوجنا

روايات احلام: جزيرة الذهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن