جلست باتريسيا لفترة طويلة ، تحدق امامها ساهمة ، وكلمات خوليو تدور فى رأسها . فمهما كانت تتوقع أن تسمع منه .، لم يكن ما قاله فى الحسبان .. وتذكرت كيف انه عندما ذكر اخاه ، تغيرت ملامحه ..... وبشكل غريب.
هل دفعه هجران تلك الفتاة له الى هذه العزلة النائية والمحيط الخطر ؟ اذا كان كذلك ، فلابد أنه احبها كثيرا .. وفى نفس الوقت عليها ان تبقى فى ذهنها ، أن خوليو وعلى الرغم من تجربته المريرة مع حبه الضائع وتمنعه من التورط الجدى مع أيه امرأة ، الا أن هذا لم يجبره على البقاء دون نساء
- هيا !! توقفى عن هذا التفكير !! ففى لحظات قادمة ستبدأين بالاسى عليه ، وأنت بحاجة الى كل مشاعر العطف لنفسك ... فأنت من سيتزوجه .. مع علمك انه لا يهتم البته فيك !!
ورمت الفستان الذى كانت تخيطة على ذراع الصوفا انه الان بحاجة الى تمليس ، وستطلب من اماندو أن يعطيه للخادمات ليكوينه . عليه ان تختار المزيد من القماش لتخيط فستانا أخر ، ولكنها أحست فجأة . بفقدانها لحماستها .
على كل .. لابد أن الوقت قد حان للغداء .. وقررت أن تذهب رأسا الى " صالا دو جانتار " أى غرفة الطعام .
ولكن ما خرجت الى الممر ، حتى شاهدت مارغريتا تخرج من غرفة المريض تحمل صينية عليها أطباق وملعقة .. وما أن اختفت حتى سارعت باتريسيا لتلقى نظرة عبر الباب المفتوح ... وكانت الغرفة فارغة ما عدا الجسد المسجى فوق السرير ، يشخر.
وتقدمت باتريسيا بصمت نحوه ، ووقفت تنظر اليه .. فتحرك وتمتم ولكن هذه المرة لم تفهم كلماته أو تخمن بأية لغة يتكلم ، ولم تستطع ايضا أن تعرف ما اذا كان هذا الوجه الذى طالت لحيته هو لدافيد دودج أم لا .
ومرت الايام التالية بسرعة ، ووجدت باتريسيا بذهول أن حياتها قد بدات تتعود على نوع محدد من الرتابة ، وبمساعدة أماندو تمكنت أن تلعب دورا مهما فى أدارة البيت ، فمارغريتا كانت مشغولة تماما فى رعاية المريض ، ولذا كانت ايزابيلا ، الطباخة تجيئ الى باتريسيا لتقرر لها وجبات كل يوم وتتلقى التعليمات منها للخدم .
وبسقوط أول خط دفاع لها وجدت نفسها تتمتع ، تقريبا ، بمشاركتها بحياة المنزل .. فالاعمال المنزلية هو ما تفهمة ، وأثارها أن ترى كيف أن الامور هنا تجرى على الرغم من عزلة المكان.
وعلى الرغم من اللحوم المصطادة من الغابة ، فان معظم التموين كان ياتى من " سالتا " وفى المنزل سقيفة مبردة يخزن فيها اللحوم والمواد الغذائية الاخرى القابلة للتلف .. أما الكهرباء فتأتى من مولد كهربائى ... وعلى الرغم من وجود تيار فى المنزل ، الا انها لا تستخدم كثيرا فيه . فالقناديل الزيتية توفر معظم الانارة ، والحطب يستخدم كوقود للطبخ ولتسخين الوعاء النحاسى العملاق ، حيث تغسل كل الشراشف البيضاء والثياب .
وقد يبدو هذا بدائيا ، ولكنه ناجح ، ولا يبدو على أى خادمة الحنين لحياة المدينة أو الى أى من التقنيات المتمدنة .
ولكن ، لن ينفعها أبدا التعود على هذه الحياة .. أو أن تستقر . فهدفها الاول لا يزال الهرب .
بالنسبة لها ، وبطريقته الخاصة ، هو بالجمال والخطورة التى لاى حيوان مفترس فى قلب الغابة .. وكانت باتريسيا أحيانا فى وسط الظلام تستيقظ مذعورة لسماع صرخاتهم المخيفة الوحشية من بعيد .. وهذا ما يذكرها كم أن هذا المنزل ما هو الا أخر نقطة من مواقع الدينة فى العالم .. وكم أن الادغال تمتد حدودها قريبا جدا ، فترتعش .
فتاة أكثر منها خبرة ، ولكن هى لن تستطيع ... انها تشعر ... مثل .. مثل غصن صغير عالق وسط انجراف النهر اللعين ، والتيار يدور بها ويدور دافعا أياها نحو الدمار .. وأعلن لها أماندو بعد أيام :
- عمتى ممرضة جيدة ... الرجل لم يعد مريضا الان .. يريد الطعام .. يريد أن يحلق ..
وخفق قلب باتريسيا . خوليو قد غادر الى عمله اليومى ، وربما تكون هذه أفضل فرصة لها لكلمة على انفراد مع الغريب .. لو استطاعت اقناع مارغريتا ... وقالت له :
- هذه أخبار رائعة ... وخاصة انها تعنى أن بامكان عمتك الان العودة الى أعمالها الاخرى ، أنطونيو كان هنا ، وأظن أن زوجته على وشك الولادة ، وهو يريد المساعدة من مارغريتا .. ربما عليك ابلاغها
ولم تكن تكذب تماما فأنطونيو ، مؤول العمل فى المزرعة ، لديه فعلا زوجة حامل مثقلة ، ولها تاريخ فى الحمل الفاشل ، وهو فعلا قد زار المنزل ، ولكن لسبب مختلف تماما .. وقفز أماندو واقفا :
- سأذهب الان سنيوريتا .
وسمعت باتريسيا صوت مارغريتا وهى تستجوب أماندو وهما متجهان الى المطبخ .. هذه فرصتك..
المريض كان يجلس فى فراشه ، يتناول الحساء ، عندما دخلت عليه ، فوضع الملعقة من يده وحدق اليها باستغراب وسالها بالاسبانية :
- من أنت ؟؟
فاجابته بالانجليزية
- هذا ما أريد أن أسالك ؟؟
وتقدمت الى السرير تنظر اليه متفرسة .. وأستطاعت أن تتعرف الى دايفد دودج من صور عمته ، بعد أن حلق ذقنه ومشط شعره .. مع وجود الرباط على جانب راسه .. وقلت
- أنت دايفد دودج .... أليس كذلك ؟؟
وساد الصمت ،، ثم التوى فمه ببسمة اعتذار :
- أخبرينى أنت ...... فلقد تلقيت نوعا من الصدمة مما يعنى أننى لا أستطيع تذكر شئ .. وليس لدى أيه فكرة عمن أكون أو عما حدث لى ..
وصــــــــاحــــــــت : ...
- أوه .... لا ..... لا يمكن .... أنت لا تعنى هذا ؟؟
- أخشى أن يكون هذا صحيحا .. ولكن ، هذا مهم لى ، ولا أستطيع فهم أهميته لك .
- أتعلم أين أنت الان ؟؟
- لقد قيل لى .. يبدو أن هذا منزل صاحب مزارع قصب السكر ، وصاحبه من حملنى وطببنى وأعطانى الحقن فى الايام الماضية ، ولكننى عرفت أنه أر جنتينى . وواضح أنك امريكية .
فهزت باتريسيا رأسها :
- لهذا اريد التحدث معك .. لاتأكد .. أترى أنا محتجزة هنا ضد ارادتى .
واستدار دايفد دودج فوق وسادته وقطب جبينه :
- انت تخدعيننى .
- لا ... أقسم لك ، يجب أن تصدقنى . لقد وصلت هنا بالصدفة .. والمالك الان " خوليو دى لاكروزا " لا يتركنى أذهب .
- ولـــمـــا لا ؟
- الافضل الا اخوض فى هذا .... وعليك فقط أن تصدقنى .... كذلك واقع أنك دايفد دودج .
وتناول ملعقة الحساء من أمامه ثم سألها :
- وما يجعلك تعتقدين هذا ؟
- كنت أعرف ... أعرف عمتك .. وتحدثت عنك .. وأرتنى بعض صورك .
- ألاحظ أنك تستخدمين صيغة الماضى .
- أجل .... وأنا أسفة جدا .
- وكيف تعرفتى اليها ؟
- كنت أعمل لدى مؤسسة خدمات ، وكانت احدى زبوناتى ، كانت سيدة محبوبة ، ولطيفة معى
- لا شك فى كلامك ... ولكننى أخشى ، حتى ولو كانت عمتى .. فهى مجرد هوة أخرى فى ذاكرتى
ولا تعنى لى شيئا .
- ومع ذلك تتذكر اللغة الاسبانية .
ونظر اليها بحدة :
- وماذا تعنين ؟
- عندما دخلت الى هنا سألتنى من انا بتلك اللغة .
- صحيح ؟ حسنا ربما كان مجرد ضوء فى الظلام . لاننى لم أفهم كلمة مما كانت تقول تلك المرأة الضخمة ، ولحسن الحظ رب البيت يتحدث الانجليزية بطلاقة ، والا لكنت فى متاهة.
وأحست بخيبة الامل تهزها :
- واضح أن هناك بعثة طبية فى مكان يدعى " سالتا " ويقول لاكروزا أنهم سيحضرون لى طبيبا يفحصنى ، حال أن يهبط مستوى النهر .
- وهل قال لك متى تقريبا ؟
- أظن انه قال " أمانها " ولست أدرى معنى الكلمة.
- انها تعنى غدا .. أو أى يوم بعد سنة أو أثنتين . وكنت أسمعها كثيرا على متن المركب .. وكنت أعتقد أنك ستغادر هنا حال أن تستعيد عافيتك .
- هذا باضبط ما أريد فعله بالطبع ، ولكنهم لن يسمحوا لى وأنا مصاب بفقدان الذاكرة ، هل أنت متشوقة كثيرا للخلاص منى ؟؟
- أريد الذهاب معك .
- حسنا ...... هذا يسعدنى ..... أنسة ؟؟
- بالمر ...... باتريسيا بالمر .
- أوكى .... لقد تعرفنا ببعضنا ولكن هذا لا يعنى أن علينا الهرب معا .
- أنا لا أعنى هذا ، كل ما أريده هو الابتعاد عن هنا ، وبامكانك مساعدتى .
- فى ظروف عادية ، ربما ، ولكن حسب ما هى الامور الان
وصمت ، وتحول نظره الى خلفها نحو الباب . وعلمت من تعبير وجهه ما ستشاهد عندما تستدير .
وكان خوليو يقف بالب ويداه على وسطه ، يبتسم ولكن استطاعت باتريسيا أن تلاحظ الغضب الدفين على وجهه ... كم يا ترى سمع ؟
- " بوم ديا " سنيور ( نهارك سعيد ) أنا سعيد لاعلم أنك أفضل حالا .. وأرى أن " نويفا " قد عرفتك بنفسها وسأل دايفد بعجل :
- " نويفا " ؟؟ لا أفهم ...
- زوجتى المستقبلية .... أو أنها لم تقل لك ؟
- أظن أنها كانت على وشك قول هذا .. وأتمنى لكما السعادة ، بالطبع .
فأبتسم خوليو :.
- وأتمنى لك العافية بسرعة وعودة الذاكرة الكاملة . الا اذا كان الماضى غير مهم لك ، بالطبع .
- ربما يكون هكذا . ولكن لسوء الحظ ليس هناك طريقة لأعرف أنه وضع لعين ، كما كنت أشرح لأنسة بالمر .
- لا أصدق أنها تكون متعاطفة معك .. فباتروسا تفضل أن تمحى ماضيها القريب ..كما أظن .. والان سنتركك لترتاح .
فى الخارج ، فى الممر ، جذبها لتستدير نحوه . وقال بغضب:
- هل أتكلم لغتكم بهذه الرداءة ؟
وحاولت تحرير نفسها :
- ماذا تعنى ؟؟
- لقد قلت أن تبتعدى عنه ، ومع ذلك وجدتك فى غرفته ، لماذا ؟
ولماذا لم تخبرينى أنك عرفت أنه أمريكى ؟
- لاننى لم أعتقد أن الامر مهم ... أم أن المشاركة فى الجنسية يشكل نوعا من القرابة السرية فى
نظرك ؟ ..... من الطبيعى أن أهتم به . كما لم أقابل شخصا يعانى فقدان الذاكرة من قبل . وأنا
واثقة ، لو أننى تحدثت معه عن وطننا .. مثلا .. فقد ينعش هذا ذاكرته .
فرد عليه ببرود :
- هذا هو وطنك الان . وأنا واثق أن ذاكرة مواطنك سوف تعود اليه دون تدخل منك .. وهذا الانذار الاخير لك باتروسا. ابتعدى عنه والا فستعانين من غضبى .
فردت عليه ساخرة :..
- لقد أفزعتنى
وتمتم بكلمات من بين أسنانه لم تفهمها ، ثم جذبها بين ذراعيه .
- هناك طريقة واحدة فقط للتعامل معك .
- أتركنى ...
- أبدا لن أتركك
لو انها تستطيع محو كل شئ من ذاكرتها ، وبالتالى محوه من أمام أنظارها .... ولكن لا جدوى .. مستحيل !! فحرارة جسده تلتصق بجسدها أمر لا يمكن تجاهله ، وقبلاته عميقة وحساسة ، تسحب الانفاس من رئتيها . وأحست باثارة تبعث الخجل تحت تسلط أصابعه فوق بشرتها .
وأضطرت لأن تتمسك بكتفيه حتى لا تنهار الى الارض ، وأحست بجسدها كله يرتجف تحت تأثير الرغبة ، غير المتوقعة وغير المرحب بها . وهذه المرة . تأكدت من ملاحظة ما يثيره فيه دون خوف ، وأحست بجفاف فى حلقها .. وقال لها بصوت ناعم عميق :
- هل ترغبين بى " كارينا " ( حبيبتى )
أفكارها أرادت أن تصرخ بجنون " نعم " اواه نعم ، اللعنة عليك وأنت تعرف هذا .. ولكن الصوت الوحيد الذى خرج من فمها كان تنهيدة صغيرة منخفضة .
وأسندها خوليو الى الجدار . وأصابعه تتخلل شعرها . ليجذب رأسها اليه مرة أخرى .
مهما سيطلب ... مهما سيريد منها ... ستعطيه .. لم يعد شئ فى الدنيا موجود سوى خوليو .. وهذا الوعد الغامر بالسعادة .
ولم يعد أى شئ يهمهما أو يحسان بوجوده ، الا أن قطع عليهما النشوة صوت كأنه السوط :
- ســـنــيـــور !!
وكانت مارغريتا تقف على بضع خطوات ووجهها الاسمر مقنع بالغضب :
- باستا ؟ ( مرة أخرى )
وبتنهيدة تركها خوليو ، وتراجع عنها . وارتعدت باتريسيا من الاحراج ، وتعثرت وهى تسرع نحو غرفتها
بالتاكيد ، لم يعد ذلك المحترم فى عينيى مربيته .. بل شخص يقوم مرة أخرى بخيانة مفاهيم الشرف لدى عائلته .
ورمت باتريسيا نفسها على السرير ، ودفنت وجهها المحترق بالدم فى الوسادة ، وهى تضربها بقبضاتها ، تشتعل بالغضب لنفسها ولضعفها .
وبقيت حتى هى لما تبقى من اليوم ... وكم تمنت لو تستطيع أن تطلب العشاء الى غرفتها . ولكن كبريائها طالبه بأن تنهض ، وأن تستحم وتغير ملابسها ، كما كانت تفعل كل مساء حتى الان ، ويجب ان لا تسمح لخوليو أن يعتقد بانه تخاف من مواجهته ... لقد ارتكبت خطأ ، ولن تتكرر لحظات الضعف تللك .
عندما وصلت الى " صالا دو جانتار " وجدت أن دايفد دودج هناك ، يصب لنفسه كأس شراب . وحياها قائلا :
- مرحبا ... أرجو أن تغفرى لى مظهرى .. فهذه ملابس مضيفى ، وجسده أضخم من جسدى
- هل أنت وائق أنك بصحة تسمح لك بترك الفراش لتناول الطعام ؟
- أشعر ببعض الاضطراب والترنح ... ولكن ما عدا هذا ، فانا بخير ، ولا أحب أن أكون معاقا .
- وهل هذا شئ تذكرته ؟
- بالغريزة كما اعتقد .. هناك أشياء يمكن لك أن تتذكريها هكذا
- علينا أن نتكلم ..
ورفع دايفد يده محذرا :
- ما من مجال يا حلوتى ... لقد رأيت أضواء الخطر فى عينيى صديقك بعد ظهر اليوم . وأنت لم تذكرى واقع أنكما مخطوبان .
- لسنا مخطوبان .. طلب منى الزواج ورفضت .. وهذه أخر القصة .
- لدى فقدان ذاكرة حبيبتى ولكن عقلى ليس مخربا . وهذه ليست الحقيقة الكاملة .. ليس بالنسبة له ، وأنت تعرفين هذا ، وهو ليس من النوع الذى يقبل " لا " كرد .
- وماذا عنى ؟ ماذا لو كانت " لا " هى الرد الوحيد الذى أملكه ؟
- اسبحى مع التيار باتروسا .... هذه نصيحتى . واذا لم يكن يناسب فكرتك عن " فتى الاحلام " عليك الجلوس والاستمتاع بماله .
- هذا اقتراح مثير للقرف .. أريد أن أخرج من هنا ، ولا أستطيع هذا وحدى ، ويجب أن أحصل على مساعدة .
- حسنا ، لن تحصلى عليها منى ، انه رجل متسلط ، ولا أستطيع تحمل اغضابه .. فلدى مشاكلى الخاصة .
- ولكننى واثقة أنك تستطيع عمل شئ ما .. لطالما أخبرتنى عمتك عنك .. ولابد أن هناك شئ ما أستطيع فعله كى تتذكر ..
- ولماذا ؟ ليس عندى سوى كلمتك بان لى عمه .
- ولكن ليس عليك تصديقى أنا فقط ، فلو عدت الى أمريكا لحصلت على دليل من محاميها ، فقد تركت لك كل ثروتها ... تقريبا .
- وماذا تعنى ..... بتقريبا ؟
- لقد تركت لى بعض المال ... لأصرفه على السفر .. وهذا ما ساعدنى على المجئ الى هنا .. كان يفترض أن تكون رحلة العمر .
- مثل هذه الرحلات ليست رخيصة .. لابد أنها تركت لك الكثير
- أجل ... مما أصابنى بالدهشة أيضا .
- أنت محظوظة .. انه أستثمار جيد لمالك ... فها أنت على وشك أن تكونى السنيورا " دى لاكروزا " مع مزيد من المال .
- ولكننى لا أريد هذا .
- أنها مشكلتك اذن يا حلوتى ... لاننى لست أنوى أن أشاركك نواياك.
وسمعت وقع خطوات خوليو ، فاجتاحت وجهها مسحة حارة مؤلمة من الخجل .
ودخل خوليو ، وصدم قليلا عندما شاهدهما معا ، وتنقلت نظرته بينهما :
- مساء الخير ..... أعتذر عن تأخرى عنكما .
وتناول يد باتريسيا المرتجفة ليرفعها الى شفتيه :
- ولكن أظن انكما عندما تسمعان سبب التاخير يا عزيزتى ، فسوف تسامحيننى ، لقد كنت أتحدث بالجهاز اللاسلكى مع " سالتا "
وحدقت به باتريسيا ، وقد بدأ قلبها يخفق بحدة وأضطراب
- الــــــنـــــــــــهــــ ـــــــر ؟؟
وأطرق خوليو رأسه :
- لقد انخفض أخيرا .. لذا فالاب غوميز سيصل بعد غد .
وابتسم متحديا وتابع :
- بعد بضع ساعات " كوريدا " ...... أنت وأنا سنكون زوجين
أنت تقرأ
روايات احلام: جزيرة الذهب
Romanceكانت باتريسيا تشعر بالامتنان والجميل تجاه السيدة دودج لتخصيص جزء من ارثها لها مما دفع بارتسيا للتفكير بالتفتيش عن ابن أخيها (دايفد دودج) الذى قيل انه يبحث عن الذهب فى أدغال وغابات أمريكا الجنوبية وهناك تعرفت وبطريقة غريبة ووحشية الى خوليو ى لاكروزا ...