part.2

94 19 116
                                    

تختلف نظرة كلنا منا عن الأخر إلى المرآه، فهناك من يرى إنعكاسه البراق، وهناك من يرى تشوهاته الداخليه. ______________________________________

إنتهى العروسيين من تلاوة عهود الزواج ليرتبطوا معًا برباط وثيق ويصبحوا أخيرًا كيان واحد، إرتفع صوت الصافرات والتصفيق من الشباب والفتيات فورما إنحني الشاب يُقبل عروسه بإبتسامة عاشقه وعيونهم تلمع بشرارات الحب غير منتبهين لجميع من حولهم، إرتفع الحماس وإزداد الصخب والأجساد علي منصة الرقص لم تتوقف عن التمايل بشغف و فرحة حقيقية.

وعلى باب الفندق المقيم به الزفاف وصلت وأخيرًا سالمة بعد عناء، ترجلت من سيارتها مسرعه ثم صفقت الباب ورائها بعنف غير مباليه فلتحترق السيارة بصاحبتها لا تكترث هي صاحبتها بالمناسبة، دخلت من بوابة الفندق وهي مقطبه حاجبيها بشده، تطرق بكعبها علي الأرض الرخامية بعنف وهي تسير مسرعة فقد تأخرت أكثر مما ينبغي.

أخذت نفس عميق لتهدئة نفسها ثم رسمت إبتسامة متزنة ساحره علي شفتيها وهي تسير لداخل الحفل الصاخب بخيلاء وأنوثه فهي أتت لتستمتع علي كل حال لن تسمح لأحد بتعكير صفو مزاجها، قطع طريقها بعض زميلات العمل ومن بينهم إثنين من وصيفات العروس، كانوا مميزين بأثوابهم المتشابهة خضراء اللون تحدثت إحداهن مرحبه بڤيرا وكانت أكثرهن ثرثرة وفتاة فضوليه حد الإزعاج

"مرحبًا ڤيرا كيف حالك، لم تأخرتي هكذا فاتكِ الحفل من بدايته؟ يا إلهي يا فتاة تبدين فاتنة في هذا الثوب من أي متجر هو؟ يبدو باهظ الثمن، لحظة لحظة لقد إكتسبتي بعض الوزن علي ما أعتقد، ثم أين ل…. "

قاطعتها بحدة طفيفه تحاول إضفاء بعض المرح في صوتها ولكن بطريقة فاشلة فهي لا تحتمل الثرثرة الفارغة تلك وكأنها تعرفها منذ سنوات وهي بالكاد تحاول تذكر إسمها الآن " إلتقطي أنفاسك قليلا أولا يا فتاة ثم دعيني أجيبك علي مهل"

لاحظت فتاة أخرى إنزعاج ڤيرا فهي لم تكن مقربة بشدة من الجميع ربتت على ذراعها بإبتسامة لطيف كوجهها وهي تنهر صديقتها لتدعها وشأنها  "دعيها وشأنها نتالي وكفي عن فضولك قليلا فهي تبدو في مزاج سئ حاليًا"

تبرمت نتالي بضيق وهي تتفحصهم بحنق  "ماذا؟ كنت أرحب بها فقط، ثم أين خطيبك لما لم يأتي رفقتك؟"

أخذت شهيقا بحنق محاوله تمالك أعصابها من ذلك اليوم الذي لا ينتهي ويضاف إليه سخافات تلك المخلوقة أمامها والتي تعلم أنها لن تكف حتى تسمع إجابت لجميع أسئلتها فإنفجرت بها مردفه بنفاذ صبر    " حسنا نتالي شكرا لمجاملتك اللطيفة علي ثوبي وسأرسل لكِ إسم المحل وموقعه والثوب نفسه إن أردتي، وبالنسبة لتأخيري فقد تعطلت إحدى إطارات سيارتي لأقف في الطريق وحيدة بائسة شارده لعلي أحصل علي مساعدة أحد ما، ولكن لم أحصل علي شئ سوى وقوفي في منتصف الطريق عرضة للمضايقات، وقد إضطررت أخيرًا لإبدال الإطار بنفسي، أما خطيبي الذي لا أجد داعي لسؤالك عنه فلن يأتي، والأن أعذريني أحتاج الذهاب الى للمرحاض لتعديل هيأتي"

آفيانا | AVYANNAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن