part.3

57 6 62
                                    




«تم العثور في صباح اليوم أمام منزل رجل الأعمال الشهير (…) علي جثة نجله بطريقة صادمة فقد كان بداخل صندوق حفظ الموتى، وقد أوضح تقرير الطب الشرعي تعرضه للتعذيب حتى الموت، وأثبتت التقارير عدم وجود أي بصمات علي جثة الراحل أو دليل يقود إلى الفاعل؛ فقد كانت نظيفة تمامًا من وخالية من البصمات وحتي أثار الدماء قد أزيلت، وحسب ألأقوال المذكورة أيضًا فقد وجدوا الجثة ترتدي بذلة بربطة عنق، فهل تعتبر تلك سخرية من الفاعل؟ ولقد أثارت تلك الحادثة جدلًا واسعا وبلبلة منذ لحظة اكتشاف تلك الجريمة وتحقيقات الشرطة ما زالت مستمرة حتى الآن، ونتمنى لأسرة الفقيد الصبر و …»

قطعت ڤيرا صوت المذيعة في النشرة الإخبارية وهي تضع صحن الشطائر على المنضدة أمام التلفاز، مخاطبه أليسون بتحذير « أبي، لا تستمع لتلك الأخبار المزعجة منذ الصباح »

كان تركيزه بأكمله منصب على شاشة التلفاز حيث صورة الشاب المعروضة بوضوح، وهو يلتقط واحدة من الشطائر الساخنة قبل أن يجيبها «انظري لهذا الشاب المسكين ڤيرا، ما تلك البشاعة، كيف يفعلون شيئا كهذا» 

توجهت لآلة صنع القهوة تحضر كوبها وهي تخبره بالا يشفق عليه « قبل أن تحزن عليه هكذا أحب أن أخبرك بأن هذا الشاب زوجته توفيت بين يدي بالأمس هي وجنينها وكان هو السبب في ذلك فقد أبرحها ضربًا حتى لقت حتفها»

استغلت أنها تقف مولية ظهرها له لتظهر ابتسامة متشفية وسعيدة وهي تكمل جملتها للنهاية «لذا أعتقد أنها عدالة السماء، فالجزاء من جنس العمل»

أحضرت كوب قهوتها وتوجهت لتجلس بجانبه وهي تستمع له وهو يتحدث بضيق وما زال ينظر إلي التلفاز «قتل زوجته بالأمس فوجدوه قتيلا اليوم، أعتقد من يستحق الشفقة الآن هم الآباء»

كانت تتابع بهدوء ظاهري وبداخلها استمتاع خفي، ظهرت على الشاشة صورة لجثة الفقيد بداخل الصندوق استطاع الإعلام إلتقاطها قبل نقلها إلي المشرحة، إرتشفت من كوبها بهدوء وهي تحدث نفسها بحنق «ذلك الأحمق أخبرته أن يرسله بشكل لائق، فأرسله وكأنه ذاهب لزفافه، ما هذه المبالغة تكاد رائحة العطر تخترق أنفي عبر الشاشة، لما كل تلك المثالية لأجل جثة»

إنتبه أليسون لهمهمتها وهو يسألها بتعجب «هل تحدثين نفسك ڤيرا؟ لحظة أين كوب القهوة خاصتي؟»

أشارت لكوب من العصير الطازج بجانب طبق الشطائر وهي تخبره بصرامه رافعة إحدى حاجبيها «أعدت لك عصيرا طازجا هذا أفضل لكَ من القهوة"

تبرم في جلسته وهو يتناول من شطيرته بحنق عليها «هذا ليس عدل، أنتِ تشبهين أمي في إلقاء الأوامر»

آفيانا | AVYANNAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن