الفصل الثاني

306 17 0
                                    

(الفصل الثاني)

بعد مرور عدة أيام

"أنتي هتفضلي قاعده في البيت كده زي المطلقين !، هو انتي جيا أسكندريه عشان تقعدي بين أربع حيطان، أيه إلى جابك ؟"

قالها توفيق متذمراً من هدوءها وهو ليس معتاد على ذلك الهدوء، رفعت ميان نظرها عن الأوراق وتحدثت :
"ما تطردني أسهل يا عمو"

"يابنتي أتحركي انتي من ساعه ما جيتي وأنتي نايمه على الورق إلى قودامك ده"

وقبل أن تتحدث أوقفها قائلاً بضيق :
"عارف أنك بتتنيلي تكتبي بس مش كده، أكتبي شويه وأتحركي شويه، ده أنتي عضمك وقف من قله الحركه"

"حاضر هخلص الفصل ده وهلبس وأطلع عند طنط وفاء"

"هتشلني هتشلني بنت أحمد"
وتحرك لخارج المنزل، أبتسمت ميان للفراغ وعادت للكتابه وهي تنوي الخروج فيما بعد

____________

(في المساء)

ظلت تتحرك هنا وهناك حتى توقفت تقريباً في نفس المكان الذي رأت به ذلك الشاب منذ يومان
أبتسمت وهي تتذكر غضبها اللامبرر منه، ونظراته الثاقبه وهو ينظر للبحر
نفضت تلك الأفكار من رأسها، ونظرت للبحر بلطف، وبدأت بتركيب افكار روايتها
كان الظلام حالك، والقمر نوره ضئيل لكن كان له سحر خاص مع البحر
أبتسمت بسخريه على حالها فهي كاتبه روايات رومانسيه، حظها في الحب أتعس من اي بطله في رواياتها، فحتى وأن كانت حياتهم سيئه فهي لن تطل، أما هي فتعيش حرفياً أسوء فتره في حياتها، حبيب خائن، أدي لأهمال العمل، مستقبل مهني يطير ويتبخر، كاتبه فاشله تكتب ما تريد أن تعيشه، لا تكتب لمجرد الهوايه، أو لوصف مشاعرها
بل تكتب وكأنها تتمني أن تكون حياتها، برغم من بؤس بعض البطلات إلى أن ذلك البؤس هو من جعلها قويه، أما هي أين قوتها !، كلما وقعت وأشد الألم، لا تنهض بل تبكي، ضعيفه بائسه ولا أحد يحب ذلك النوع
متوتره دائماً، غير ودوده، بطريقه تشعر من امامها بأنها متكبره
كاتبه روائيه لم تجرب أي من المشاعر التي توصفها، وأن تلك المشاعر التي يشعر بعض القراء أنها تعيش بها من حسن الوصف ليس لها وجود في حياتها من الأساس
قاطع فقره جلد الذات خاصتها هطول المطر، فقررت تأجيل فقره جلد الذات والأستمتاع بالمطر، الذي أعطى البحر جمالاً فوق جماله، وللحظه لم تشعر بالبرد، وكأن بروده المطر أدفئت قلبها
ظلت تبتسم ببلاهه حتى شعرت بحاجز بينها وبين المطر، نظرت فوقها لتجد مظله، التفتت لتجد رجل طويل القامة، هيئته لطيفه مبتسماً لها وكأنها طفله في الخامسه، يقف ينظر لها بلطف غير معهود
لم تكن ملامحه واضحه بسبب العتمه، لكنها تحدثت بمجامله :
"متشكره، بس انا جيا هنا عشان أستمتع بالمطر"

رفع حاجبيه بدهشه لكنه لم يعلق، نظر حوله قليلاً، ثم أعطى المظله لشخص مار يضع سترته على رأسه علها تحميه من المطر
وأقترب الشاب من السور وبقي بجانبها
نظرت بدهشه لذلك الرجل الغريب، ليشعر بها ويبادلها النظرات بأبتسامه لم تختفي، وتحدث قائلاً :
"الجو ده من أحلى الأجواء، المطر مع البحر والسقعه الجميله دي عايزه ......"
وصمت وكأنه يفكر، لكن في الحقيقه هو ترك لها المساحه لتكمل جملته، علها تكمل حياته أيضاً

نوفيلا "مغلق للتصليحات🔧"_مكتملة_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن