باقِ الفصل السابع "

214 12 0
                                    

"Falsh back"

بعد وفاة والديها بشهر يقفا الاثنين في منتصف الشارع الذي يجمع بيتهما، تقف أمامه ضعيفه مهزومه موجوعه مصدومه كل آلام المعاني تشعر بها بعد صدمة وفاة والديها بحادثه عند طريق رجوعهما من السفر .. كانت تنتظرهم بلهفه قد إشتاقت إليهم بعد رحلتهم سويًا ،
ولكن بدل أن تستقبلهما لتعوّض شوقها ! استقبلت خبر وفاتهما الاثنين في حادثه شنيعه وتشتاق إليهم إلى الأبد.

تفوهت وهي تقف أمامه ودموعها تنهمر على وجهها كسيول وتتشنج بكلماتها :

- ريان انت كنت فيين مختفي لييه؟ برن عليك كتيير مش بترد عليا ، انا محتجالك اوي يا ريان انا تعبانه اوي.

إقتربت منه لتمسك يده تريد أن تبث منه الأمان والطمأنينه ، كانت تريد فقط أن تشعر أنه بجانبها فى أسوأ حالاتها ، تريد احتوائه لها ، تريد كلماته المطمنه بالنسبه لها ولكن !!

ليس كل ما يتمناه المرء يتحقق ، ف هناك آلاف السناريوهات التي لا نعلم عنها شئ تصدمنا بالواقع الذي لا نتمناه كاسرةً لنا !

ابتعد عنها بضع الإنشات وهو يشير بوجهه بعيدًا عنها قائلًا بجمود:

- أنا هسافر

مسحت دموعها بكف يدها ببراءه ، وهي تهز راسها بنفي مصحوب بإستفهام وتعجب ، ملامح وجهها تشير الي الصدمه والى الاستهزاء ! :

- ت تسافر ! هتسافر؟ ازااي؟ طب بلاش دلوقت خلييك جمبي يا ريان انا محتجالك ، بلاش دلوقت أرجوك !!

إقتربت منه لتمسك يده كانت عيونها متوسله تطلب منه "الاحتياج".

"وما أسوأ من شعور الإحتياج عندما تتطلبه من شخص يغنيك عن الدنيا !"

امسك معصم يدها من على يديه جعلتها تفلت قبضتها منه، ويتابع حديثه الجامد المؤلم لروحها :

- بس انا مش مسافر مُهمه ولا يومين وارجع ، انا مسافر علطوول ومش هرجع تاني.

صمت بضع ثواني يستكشف ملامح وجهها أثر كلماته القاسيه عليها ، هزت رأسها تنفي حديثه بقوة وعبراتها تهبط كلما أهزت رأسها.
لم يشفق عليها بكلماته التي تصبح كالسكاكين تنهش بقلبها وتقطعه لأجزاء كل جزء يتفتت لينهار ويموت !!!

- انا قدمت استقالتي خلاص ، عمري ما حبيت جو الحربيه والظباط وكل الكلام ده ، انا هسافر سويسرا وهشوف حياه جديده ، حتي الحربيه استغنت عني خلاص.

رددت بإرتعاش ودموعها تسبق كلماتها :

- طب .. طب وانا؟ انا.. كمان.. كمان ه هستغني عني؟؟!

هز رأسه ببساطه ليؤكد :

- زي م استغنييت عن حاجات كتيير فى حياتي يا فريده ، انا خلاص قررت همشي ومش هرجع تاني ، وانتي تستاهلي حد وحياه أحسن من دي.

طالت المشاويرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن