بسم الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمينالجزء الثاني من الفصل
🦋الثامن والعشرون🦋صعد عُمر إلي غُرفته لأخذ مفتاح سيارتهُ وبعض متعلقاته إستعداداً للذهاب إلي المقابر،وجد لمار تجلس القرفصاء فوق تختها وتهز جسدها بتوتر شديد لاحظهُ عُمر الذي تحدث مستغرباً جلوسها هُنا:
-إنتِ إيه اللي مقعدك هنا وسايبة ماما والناس تحت؟تنهدت بأسي مُفتعل وتحدثت بتأثُر أجادت رسمهُ فوق ملامحها:
-مش قادرة اتحمل منظر طنط وحُزنها يا موريواسترسلت بدموعٍ زائفة بصعوبة إستدعتها:
-ده غير إني مصدومة ومش قادرة أستوعب بشاعة قتل لياليأخذ نفساً عميقاً ثم تحرك إليها وجذبها لتسكُن أحضانهُ وقام بوضع قُبلة رقيقة بجانب شِفتها وتحدث بمؤازرة:
-أنا عارف إنك رقيقة وإن اللي بيحصل ده فوق إحتمال روحك البريئة،بس لازم تقفي مع ماَماَ وتثبتي لباباَ إني إختارت صحتنفست عالياً وهزت رأسها بموافقة فتحدث وهو يلامس وجنتها:
-طب يلا يا قلبي علشان هنتحرك علي المقابرواسترسل شارحاً:
-ياسين هيتحرك من المطار علي المقابر علي طول لأننا هنصلي صلاة الجنازة علي ليالي هناك،فلازم نروح قبله علشان نكون في إستقبالهضيقت عيناها مستغربة وسألته بنبرة متعجبة:
-هو انتوا مش هتصلوا عليها هنا في مسجد المغربي؟!أجابها معللاً:
-مش هينفع لأن فيه مسؤلين مهمين في البلد مستنيه ياسين في المقابر علشان يشاركوا في الجنازة،واكيد مش هينفع ييجوا هنا وبعدين يتحركوا علي المقابر،فالباشا قرر إن الصلاة تكون في المقابر وقال إن صلاة المقابر سُنة علي الرسولواستطرد بعُجالة وهو يحثها علي التحرك:
-يلا بسرعة جهزي نفسكإرتبك داخلها ولعنت بسريرتها ذاك الغبي الذي سيُفسد خطتها في الهروب من براثن قبضة رجال عز المغربي،وذلك بعدما هاتفها شخصاً مُنذُ الصباح وتحدث بنبرة جادة غامضة وأخبرها أن ثوبها الأسود التي شرعت في شرائهُ عبر موقع دار الأزياء خاصتهم بات جاهزاً وفي طريقهُ إلي التسليم عبر عامل التوصيل،واخبرها أيضاً أنهُ من المحتمل أن يكون الثوب واسعاً وذلك لعدم دقتها في إرسال التفاصيل الكاملة،وطلب منها عند حدوث ذلك يمكنها زيارة موقعنا علي أرض الواقع وسيقوم المصمم بظبط المقاس جيداً،فهمت مغزي إيصال الرسالة وشعرت بافراجة
تحدثت بنبرة خافتة مع رسمها الحُزن فوق ملامحها المتأثرة:
-مش هينفع أروح معاكم المقابر يا عُمر،مش هقدر أشوف لي لي وهما بيحطوها في قبرها ويرموا عليها التُرابوضعت كفاها وخبأت بهما وجهها وتحدثت وهي تهز رأسها باستنكار مفتعل:
-مش هقدر مش هقدرسحبها وأدخلها من جديد لأحضانه وتحدث مُهدءاً إياها بحِنو:
-خلاص يا حبيبتي خليكِ براحتك
أنت تقرأ
🦋 قلوب حائرة 2 🦋
Bí ẩn / Giật gânعجيبٌ حقاً أمرُ البداياتِ والنهاياتِ ، فكِلتاهُما في كثيرٍ من الأحيانِ قَد تبدو لنا متشابهاتٍ ، أحياناً عندما نتعرضُ لِإنتكاسةٍ رَوْحِيَةٍ نَعْتقدُ أنَ تِلْكَ هيَ النهايةِ، نهايةِ رحلةِ سَعَادَتِنا ونهايةُ الأملُ الذي يَحْيَي بداخِلِنا، وَلَكِنَنَا...