الفصل الأول : الإتفاق
__________________
أقف في شرفة غرفتي في شقتنا العالية بتلك البناية الشاهقة الفارهة ، أستنشق الهواء بِثقل ثم أُشعل سيجارة أخري لتُخرجني من دائرة التوتر و الإحباط التي سُجنت فيها كُرها ...
أنظر للأسفل بعيون زائغة تدعي الشجاعة لكنها ترتجف :
اللعنة ؟!! الإرتفاع شاهق حقا ؟....تُري ماذا سيحدث إذا قفز أحدهم من هنا ؟!!
إعتدلت أنظر أمامي و ظللت أضحك بهستيريا علي تلك الكوميديا السوداء ، بعدها ألقيت نظرة خلفية لغرفتي الفارغة ، ثم أُعاود النظر أمامي مع أخذ نفسا عميقا آخر من سيجارتي وآثار الضجر تعود ترتسم علي وجهي ....
أنا من عائلة متوسطة الحال ، أو ربما أعلي من المتوسط بقليل ، أبي المُبجل رجل عصامي بني نفسه بنفسه ، يملك شركة صغيرة تُبلي بلاء حسنا ...علي الأقل تقضي بطلبات والدتي الغالية وتوفر إحتياجتنا اليومية والسنوية ، جعلتنا نعيش حياة جيده ، وأخرجتني من جامعة مرموقة ...
و أمي سيدة مجتمع درجة أولي !! ، سواء لديها دخل أو لا تستطيع أن تحشر أنفها مع أعمال و إجتماعات سيدات المجتمع الراقي التي لا معني و لا فائدة لها ؟! فقط لتضع لنفسها مكانة و مستوي معين ، أعتقد أنه يُثقل كاهلها و يثقلنا معها ؟!!
أُدعي (لوري) في الخامسة والعشرون من عمري ، أنا فتاة وحيدة ، أملك من الجمال ما يكفي ليجعل الكثير يُعجب بي "أو البعض " ؟!! ، أُدرج في خانة ذوات الطول "بالطبع ليس المُبالغ فيه " ، نحيفة " وأهتم بنحافتي و رياضتي بشدة " شعري أسود بُني متوسط الطول ، ولدي عيناي بُنيتين واسعتين مع حاجبين كثين ، يُعطياني مظهر فاتن ومُميز ، أنهيت دراستي لإدارة الأعمال التي دخلتها رغما عني ، إرضاء لرغبة أبي و أمي ، لكنني عندما تخرجت أصررت علي القيام بما أحب " مجال الأزياء و الدعاية " أي " عارضة " ، وهذا القرار هو سبب اللعنة التي حُلت عليّ في هذا البيت ؟!!
من وجهة نظر أبي المُبجل ووالدتي الراقية هي وظيفة لا معني لها وتفتقر للآداب و الأخلاق ؟!! ولا يجوز لفتاة من عائلة محترمة القيام بشيء مُخل و مخجل كهذا ؟!!
عانيت الكثير لإقناعهم " بل يُفضل قول إجبارهم وإستسلامهم " ، وبالطبع لم يوافقا ، لكن هذا لم يُحبط إصراري و عزيمتي بل عملت في المجال الذي أحببته مُنذ صغري (بسببه ؟!! ) و أصبحت مشهورة نسبيا ...
حتي وضعت أمام الأمر الواقع من قِبل عائلتي وعائلة (جوناثان) ، الذين يقومون الآن بتحديد موعد زفافي مع إبنهم ؟!!!
أنت تقرأ
خطئي أنا
Romance" ترك عُنقي ناظراً لعينايّ الباكية التي تتوسله ... لكن البروده التي تلقيتها من عيناه أرعبتني أكثر .. وأيقنتُ وقتها أنه لن يتوقف لامست أنفاسه الحارة المُلتهبة نسيجي قائلاً : سأمحو أثار القُبلة التي تركها علي فمك هذا ... " ...
