16- My Fault

334 10 8
                                    

الفصل السادس عشر : الحلم

___________________


لا أدري لكم من الوقت ظل كلانا يحتضن الآخر ، لم أحاول الهرب كعادتي ولم أفكر حتي بالهرب بل ظللتُ أحتضنه أكثر وأغوص فيه ، وكأنني بهذا أُخفف بعض من حِمل حزنه و قلقه علي والدته ، بينما هو يغوص في عُنقي أكثر و كأنه يبحث عن مكان رائحة تُشعره بوجودها فيُهدأه ...

مضي المزيد من الوقت حتي قرر هو الإعتدال ينظر حوله ، وعندما عدتُ أنا لأرض الواقع أدركتُ ما فعلته وكيف توجهتُ له فاتحة ذراعايّ أضمه ؟!! لتشتعل الحرارة في وجهي أفرك جبهتي و يدي أنظر للسماء ثم للحديقة دون هُدي !!

بعدها لمحت علبة السيجار الخاصة به لأخرج علبتي من حقيبتي أتوجه لكرسي قريب أجلس عليه ثم أشعلها ناظرة له تارة و للسماء و الحديقة تارة آخري ، بينما ظل هو فترة يُعطيني ظهره لا أعرف ملامحه كيف تبدو ، ولكن ما أنا واثقه منه هو أن أذناه حمراء دلالة علي شعوره بالخجل " فتلك عادته مُنذ صغرنا " ، بعدها سعل مرة واحدة و هو يحمل علبة سيجاره يتوجه للمقعد الذي يُجاورني يجلس عليه ....

حتي أُطفأ حرارة المكان و الفعل المتهور الذي قمنا به " علي الرغم من أن إحتضاننا شيء طبيعي و ليس خارجا عن المألوف ولكن لا أعرف لما إحساسي وقتها لم يكن كما إعتدُ قبلا ؟!! هل ربما تلك القبلة اللعينة هي السبب في تلك التغيرات أم ماذا ؟!! أنا لا أعرف ؟!! "

سألته دون النظر لوجهه : 

كيف حال عمتي الآن ؟

نفث دخانا كثيفا يقول بصوت رزين : 

بخير ، عُندنا منذ زمن وكانت مُتعبة قليلا لذلك ذهبت للنوم بعد عودتنا فورا .

هززتُ رأسي أنظر للسماء ثم مررتُ يدي الطليقة علي طول ذراعي أشعر بالبرد :

 هل ترتدين معطفي ؟

قالها (جيمي) وهو ينظر لي بجدية لأضحك بقوة " لو كان شخص آخر لقام بحركة شاعرية و قام يُلبسني المعطف بنفسه ، لكن ليس (جيمي) ....إذا فمازال الوضع كما هو عليه "

قُمت أطفأ السيجارة وأنا مازلتُ أضحك :

 لا شكرا ...أنا مُتعبة سأصعد للنوم ...

لم يوقفني أو يقول شيء حتي وصلت لباب الشرفه وجدتهُ يقول : 

(لوري) أنا حقا أعتذر عما فعلته ذلك اليوم ....كنت غاضبا و أحمق .

هززتُ رأسي متفهمة أبتسم له في تصديق هذه المرة ، ثم رفعت يدي تحية : 

تصبح علي خير ...

خطئي أناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن