1

1.4K 51 21
                                    

- القرن الثامن عشر -
- باريس -
-

صَباح يَوْمَ جديدٌ بداية بصَوت زقزقة العَصافير ورَائحَة المخابز الشَهية تَعُم مَدينة باريس المَدينة المُمتلئة بالحَياة
أشَخَاصُها مليَئيِن بالأمَل والسَعادة ويا لغُربَة ذالك المنَزل وسط هذي المدينة فَسُكانَها مُحَاطون بالأَسًى والكَرَب

...

يَطُرق البَاب بَقوة وكاد من يَطرُقه اقَسم على كَسُرة بأسوُى الطَرق حَيث افُزع النائم الذي بات يتَخبَط ويكاد يفقد انفاسه

-ت-
اسَتقمت اتخَبط خوُفاً من قسَوة وجَبروت أبي فبَت أركض
وأتعَثر وبكامل أرتعَاش يداي فتحَت الباب وإذا بأمي خلف أبي ورأيت الشي الذي لطالمَا رأيته عيناها ..

عيناي أُمِي المُمتلئة بمائها المُحتجَزة مُنذ أربعة عشر عامًا.

ايَقظني صراخ أبي من سَهوَتي ودوى صوت
ليس بَغريب غريَب كأبي لي صَوت صفعه..

صَفعه على وجَنتي.. إذا مابال حرارتها والمُها
تًدفقت نحُو قلبي وليس وجَنتي.

"أبي اسف" نَطقت ولسُت بأسَف يا أبيِ
"لتحل اللعنه عليك أيها العاق" نطق فمَا بال أبي
يتكلم عن العُقوق وهو لا يُمارَس الأبوة
نَحن ابناءة ونحنِ خادمية.

"هل استلمت مرتبك؟" نَطق ويا لقسُوتك يا أبي
"أبي أرجوك" نطقت ونَظرت في عَيناة بأستمالة
ترجَيت وأنا عالم بأننيِ أتحَدث مع أصم لا يَسمع اطفالة.

"أَين المال والا بالرب سأنفذ ما أنت عالم به" قال
وركضَت بلا شُعور بأقدَاميِ التيِ تأخذُني حَيث زاوية الغرفة

وسَقطت على ركبتايِ وبالمَفرش تحتي كُجثة بَاردة
قُتلت مَن قبل عزيزها.

رفَعت وسُادتي بأنامل يَدي البَاردة وإذا بكهكهات تُملىء الغرفة
ويا للسَخرية لم تشهد غرفتي من قبل اصَوات الضحك
سوى من أبي.

تتردد كهكهاته ويَرتجف قلبي وبَحزمة المال بَيدة ويغادر.

يالقُسوتك يا أبيِ..

أشعَر بدفء يُحاوطنَي وإذا هي أحَضان مُوطني
أحَضان أمي.

"بُني هل أنت بخير؟" أمي لا خير يسًكنني لا يزُورنَي
بل لا يعَرف طُرقاتَيِ..

"أمي ذالك المال" نَظرت وسَط عيَناها وبكَيت
"لا بأس عزيزي تايهيونق لا بأس" ترَبت على رأسي وأشُعر بالخَوف بإيقاظها ضَجيج عَقلي..
...

طاولة تجَمع أجسَاد بلا أرواح تسكُنها لا قدر لهم برفع أصَبع
مابالهم كيف زهَقت الحياة أجسَادهُم !!.

"أمي سأذهب للعمل" قلت بعد ماتناولت قطعة رغيف الخبز
"بُني لم تتناول شيء" قالت وياللسَخرية الأواني فارغة
نعم نَحن نتناول بقايا طعَام أبي ولم يبقى شيء

"شبعت" قلت ونعم شبَعت ولكن ليسَ من الطعام بل الأسَى والآلام.

خرجَت وإذا الشوارع مُمتلئة بمَياة المطر هل السماء تبكي عوضاً
عن حجر أدمُعَ أمي؟

مَطر غزير أغرق الطرُقات عَوضاً عن الأربعة عشر عامًا.

أسحب قدميٍ ولم يصُمد مني سَواها مازالت لم تخذُلني بعد
وأنا أحَملها كُم هائل من الجَزع والهم

خرجَت بعد ساعات عمل طويلة بالخياطة...خلفت آثارعلى يَداي وسَتزول ولكن هل سَتزول الآثار التي بَداخلي؟..

مَررت متجر المجُوهرات الذي بزاوية الشارع أنَظر وبيديِ خلف
الزجاج متكىء أنَظر حيَث ذالك العقد الذي تودة أمي..

عمَلت ليلٍ ونهارٍ حتى نال التعَب مَني لأجل عيَناها ولكن أبي كسر تلك الوعُود التي وعَدتها.
..
فجأة داهَمني شُعور سيء تلبَسني وشك يَراودني.. لا يُمكَن!!
بُت أركض وأتَعثر وأركض وأتَعثر..

يقف وكأن الدُنيا لا تدور وكأن العَالم صَامت هادىء
عدا صَوت أخوتة الباكية المستنجيه
وسيارات الشرَطة والاسعاف تقف أمام منزلة

وخَذلُتني أقدامِي وسَقطت..

-
السلام عليكم
كاتب جديد وهذي أول كتاباتي أتمنى تستمتعون معاي
وتوصلكم مشاعر الرواية وتحبونها نفسي 🤎

البَتراء.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن