2

516 39 9
                                    

'

-ت-

فجأة داهَمني شُعور سيء تلبَسني بُت أركض وأتَعثر
وأركض وأتَعثر..

أقف وكأن الدُنيا لا تدور وكأن العَالم صَامت هادىء
عدا صَوت أخوتي الباكية المستنجيه
وسيارات الشرَطة والاسعاف تقف أمام منزلي

وخَذلُتني أقدامِي وسَقطت..

جَثه مُحاطة وأغلال متشبثة بيَد أبي الغائب عن الوعَي
من إفراطه بالمَخدرات كَعادتِه..

"أعَتذر هل أنت إبن السيد كيم الأكبر؟" لا أشَعر إلا بَهمس
وإذا برجال الشرطة أمامي "ن.. نعم" نطقت بتأتأة ولمَ أشَعر بذاتي
التي تَساوت بالأرض وفَقدت الوعي.
...

فتَحت عيَناي على رجاء صُراخ أبي ، صَوت ترجيات أمي بالخلف كعَادة كل يَوم لكن لا شيَء حَتى الآلام لم تَعد ترُيدني..

أشَعر بذاتي واقف على صَخرة وسَط المُحيط وتهَددني بالغرقِ
ولا تجَاورها جزُر لا من يسَمع ندَائي ولا يوَجد من ينقذُني.

البيَاض فقط من يحاُوطنِي وباصَوات إخوتي البَاكية
"تايهيونق استيقظ" اختي الصَغرى تشون تنده الممرضة

"خفت أن تُغادرنا مثل أمُي" نَطقت وعيَناها تشكُو التعَاج والآلام وتهَمر ميَائها، بِنَكران إبتسَامتها التي تعَتلي شفتاها المليئة بالنصر على عدم خسَراتيِ معَركة الحَياة
مُغادرتي..

"تايهيونق هل أنت بخير؟" ونطق أخي الأوسط يونقي
"نعم" كاذب لا تصَدقوني لستُ بخَير..

"أخي تم أعَتقال أبي بتُهمَة قتل أمُي.." أردف يونقي بَصوت يَحمل من الحَزن أطنان وبرأسه بَين يدية.. ليّبكَي

لتحَظن رأسه تشون بَيديها الصغيرة وتُقبله "أخي.. أبي سيء لا تحَزن" أردفت تشون تواسي أخيها الأكبر يونقي

"تشون أنتِ من تحتاجين المواساة" أردف يونقي ضاحك وبيدة تمسح أدمُعة ليجلس تشون بحضنة الدافِئ وبرأسها متكىءٌ بصدره

"أمي؟.." أردفت بصوت مُتحجر.. لا أرُيدَ البُكاء أنا الأخ الأكبر"سيتم دفُنها غدًا" رد يونقي لا أهُمهم لأنظر نَحُو النَافذة وبأشعة الشمس الدافئة تعانقني عوضًا عَن أمُي..
...

أسبوع مَر مُرعلى فقداني مُوطني فقدان أمِي
ومر أربعه عشر عامًا على فقَداننا أرواحنا
فمتى سَيحين دور أجَسادُنا.

حَان وقتَ الرحَيل وقت هجر المنزل المليءُ برائحة أمي
وذكرياتنا المشبعَة بالقسوة والإبتِئاس.

اقِف أنا وأخوتي على عتبه بَاب مَنزلنا راحلين
نبحَث عن أرواحنا الضَائعة هل من المحتمل أجد روحي
بعد غيَابها؟.
...

وصلنا مَحطة القطار الخالية من البشر لا يوجد سُواي أنا وأخوتي هل وحُدنا مَن يبَحث عن روحَه؟

وإذا بالسَائق يلوح لنا للصَعود.. لا أريَد مُغادرة باريس
هنا مُوطني هنا أمُي.. هل يَتخلى الأنسَان عَن مُوطنَه؟.

"أخي" أردف يونقي وبَوخز خفيَف أعلى كتفَي ليكمَل
قائلاً "هل أنت بخير؟" لا أقوى على الرد أشُعر بثقل لسَاني..

أبتسَمت بَتكلف لكَي لا يشُعر بَسوّئي ومَشينا نَحُو القطار
وبالريَاح تشَارك قلبي بعَصفهَا.
...

ايقطني من هدوُئي وسَهوي الا شيء صَوت صَافرة القطار
تعلُن عن وصَولنا المحَطة المقصُودة.

حَملت حقيبتي الفارغَة وجَسدي الفارغ ومَشينا ومشيَنا
وإذا بلوحه كبيرة تتوسط بداية المكان المَقصود

"ديار البتراء"
ويسبقها حروف بأسم العُمدة
"العُمدة جيون جونغكوك"

-
'
؟
'

البَتراء.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن