الفصل الاول: كـاتيا

47 5 2
                                    

تحتَ سمـاءِ الليـل الكحلية
وفـي ذلك الطريق الحجري المظلم
فوق سكـة الحديد المهجورة
حيـثُ لا يُسمَعُ صوتٌ سـوى صـوت الهتافات والالعاب النارية البعيدة

تتسللُ (كاتيا) ذات ال23 عاماً بخطوات معرقلـة بيـن قُضبان سكـة الحديد وخلفهـا بملامح بـدا عليها عدم الرِضا تسيـرُ (آيلين) وقـد اجبرهـا اصرار صديقتهـا المقربـة ذات روح المغامرة (كاتيا) على الحضور معها

وبيـنَ سكـة وأخرى تقفز (كاتيا) بين القضبان والاحجار المتراكمة:
هل انتـي متأكدة انه الطريق الصحيح؟!

آيلين:
بلى

وحـيثُ تلك العربة الاخيرة من القطار المهجور المقلوبة على حافـة الطريق وضعت (كاتيا) يديها لتبرز رأسها نحـو ضوء النـار المنبعث من خلف العربـة
تسترقُ النظـر لتجمهـر متسابقي الدراجات الشبـاب واستعراضهم الـذي يوشك على البدأ

وصلت (آيلين) لتتوقف خلفها تسترق النظر للالعاب النارية المتقدة فوق المتسابقين:
وااااه، مااجمل الوانها

ما كـادت ان تستمتع حتى جرت (كاتيا) ناحية ساحـة المسابقات

" كاتـيييااااا "
- نادت آيلين خلفها بغضب
لتتبعها رغـم جميع الافكـار التي تخبرها بعكسِ ذلك

ومـن على الطريق ذو الاسفلت الاسود تنطلق تلك الدراجـة النارية السوداء كالحمم البركانية حارقة خلفها حصى الطريق
يعتليها صاحب البذلة السوداء بخوذته المطلية باللون الاسود كلياً
يتقـدمُ رتل الدراجات النارية خلفه
تحت هتاف المشجعين والمشجعات

استدارة حادة
تنافس بينـه وبين ذو الدراجة الحمراء
اصطدمت اطاراتهما
اختل توازن ذو الدراجة السوداء ليتقدم الاخـر عليه
لكن سُرعانَ مـا استعادَ توازنـهُ ليشحذ عجلاته بإسفلت الطريق منطلقا كرياح عاتية خلف ذو الدراجة الحمراء الذي ما كادت ان ترتسم ابتسامة النصـر على شفتيه
حتى اخترق نطاقهُ مهـبَّ ريح ذو الدراجة السوداء
قاطعا شريط النهاية
تحت صراخ المشجعين وهتافهم المتعالي

وبين احتفال المشجعين، وبعد استلام الجائزة

خلع (تـاي) خوذته الحمراء ليوقف دراجته بجانب صاحب الدراجة السوداء

(تـاي) وقطرات العرق تملأ جبينه وقد ابتل شعره والتصقت بضع شعرات بجانبي اذنه:
كان نزالاً ممتعاً، لم اتوقع ان تهزمني

ذو الدراجة السوداء يخلع سترته وقفازاته:
هههه انت واثق جداً

تـاي:
هيييه، لا تغتر كثيراً، لقد فزتُ عليك الصيف السابق، أتذكر !!

ثم نحو شمس الشروق || To the Sunriseحيث تعيش القصص. اكتشف الآن