معنى العهد والعقداللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَنْصَارِهِ وَأَعْوَانِهِ وَالذَّابِّينَ عَنْهُ، وَالْمُسَارِعِينَ إِلَيْهِ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِهِ، وَالْمُمْتَثِلِينَ لأَوَامِرِهِ، وَالْمُحَامِينَ عَنْهُ، وَالسَّابِقِينَ إِلَى إِرَادَتِهِ، وَالْمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْهِ.
في هذا الدعاء، بعد السلام على الإمام وتجديد العهد معه عجل الله تعالى فرجه الشريف، نطلب من الله تعالى ثمانية مقامات لأجل الوصول إلى الأهداف العالميّة:
وعلى أساس هذه التعاليم، ينبغي للمنتظِر أن يبني حياته، ليكون من أنصار الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف. ولازم هذه النصرة هو معرفة إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف، فمن يريد أن ينصر الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف عليه أن يتعرّف على أهداف الإمام أوّلاً.
أما مفاد هذا القسم من الدعاء، فهو:
1- اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَنْصَارِهِ
الحياة المهدويّة تتّخذ شكلها وطابعها على أساس نصرة الحجّة.
وقد جاء في القرآن الكريم حول نصرة أولياء الله قوله تعالى في سورة آل عمران (الآية 81): ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ﴾.
وعلى هذا الأساس، الإيمان وحده ليس كافياً، بل لا بدّ من النصرة والدفاع. فالمنتظِر للإمام مع كونه معتقداً به، لا بدّ من أن يطيع - أيضاً - في مقام العمل، وأن يقوم بنصرته ومؤازرته.
شيعتنا حواريّوناونقرأ في سورة آل عمران (الآية 52) قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾.
كلمة "الحواريّون" تُطلق على الأنصار الخاصّين للنبيّ عيسى عليه السلام، وقد كانوا اثني عشر شخصاً. وأصل هذه الكلمة مأخوذ من "الحور" بمعنى النقاء والبياض الخالص. وقد أطلق عليهم هذا الاسم إمّا لكونهم كانوا يلبسون اللباس الأبيض وقلوبهم نقيّة بيضاء، وإمّا لكون باطنهم نقيّاً أبيض، وكانوا يدعون غيرهم ليكون نقيّاً مثلهم.
أنت تقرأ
شرح دعاء العهد
Spiritualeينقل أحد المقرّبين من الإمام الخـــمـــــينـــيّ قدس سره أنّـــه قال: "أحد الأمور التي أوصاني بها الإمام في أيّامه الأخيرة هي قراءة دعاء العهد. كان يقول: اقرأ هذا الدعاء في كلّ صباح، فإنّ له دوراً في تحديد مصيرك".