البداية بعد النهاية - 396 - ما يجعل الديار ديارا

317 11 3
                                    





[ آرثر ليوين ]

كنت أسبح في بحر الفراغ ذو لون الجمشت المألوف.

امتدت مساحة العدم إلى اللانهاية في كل اتجاه. كان عدم وجود أي شيء حقيقي وملموس مصدرًا للراحة والقلق في نفس الوقت.

بينما أسبح بداخله ، شعرت وكأنني طفل محشور داخل بطانياتي، خائفًا من وحش تحت سريري، كنت على يقين من أنه ليس حقيقيًا – لكنني لست متأكدًا بما يكفي للسماح للخوف بالتلاشي.

لا يعني ذلك أنني مررت بطفولة كهذه من قبل ، ولكن هنا ، في عالم الأثير ، من الأسهل تخيل كل أشكال الحياة المختلفة التي ربما مررت بها.

لأول مرة منذ أن كنت مجرد طفل صغير على الأرض ، تخيلت حياة عرفت فيها والديّ الحقيقيين، أولئك الذين ربوني بكل حب.

ما الذي كان يمكن أن أكون عليه إذن ، لو لم أكن قد كبرت كيتيم مع تلك الحاجة الماسة إلى الارتباط والحب، تلك الرغبة المؤلمة في إثبات جدارتي حتى يعتني بي أحد؟

رأيت حياة لم أقابل فيها مطلقًا نيكو أو سيسيليا ، أو مدير المدرسة ويلبك أو السيدة فيرا.
.
كنت لأتعلم مهنة ، وأدير مشروعًا تجاريًا ناجحًا ، وأنشأ أسرة خاصة بي ، وأتوفى في النهاية بعد أن أصبح سعيدًا في حياتي الوحيدة الهادئة وغير المهمة.

“لا”قال صوت ناعم ، شيء مادي كان طاقة أكثر منه ضوضاء.

استدرت في الفراغ. بعيدا في المسافة ، احترق نجم أبيض لامع وسط اللون الأرجواني الداكن.

“حتى لو عشت ألف حياة ، فلن يكون أحدها «غير مهم» ”

انقبض صدري ، وقربت نفسي أكثر من مصدر ذلك الضوء الساطع. كان يشع بدفء بلون فضي جعلني أشعر بالثقة والخوف والحماية والحب جميعا في وقت واحد ، ونمت هذه المشاعر أكثر قوة وتعقيدًا كلما اقتربت.

نما النجم وأصبح يبدوا أصلب ، وأصبح صورة ظلية ، والتي بدورها تجلت قي التفاصيل الدقيقة لفتاة شابة ذات شعر وعينين متطابقين في لون شعري.

توقفت أمامها مباشرة، كانت كاملة ولا تشوبها شائبة. مددت يدي على سبيل التجربة، نقرت طرف قرنها، فخنقت ضحكة سعيدة.

“سيلفي …”

ابتسمت وملأني منظرها بدفء شديد.

كان هناك الكثير مما أردت أن أخبرها به : كم كنت أشعر بالأسف والامتنان ، وكم ندمت على كل ما حدث ، وكم اشتقت إليها …

لكني شعرت أن عقولنا متصلة ، وأمكنني أن أشعر بأنها تفهم كل ما أفكر فيه.

“لا يزال من الجيد سماع هذه الأشياء تُقال بصوت عالٍ في بعض الأحيان” قالت، بينما كان رأسها يميل قليلاً إلى الجانب وهي تفحصني.

“لا تنسى ذلك.”

“أنا أحلم ، أليس كذلك؟”

“نعم.”

The beginning after the end المجلد 10و11حيث تعيش القصص. اكتشف الآن