البداية بعد النهاية - 413 - مسألة عائلية

270 9 0
                                    




سمعت خطواتنا خفيفة الوزن عبر الحجر المنحوت لجدران النفق، تسبب الإهتزاز الناتج عن طحن الأرض في مكانٍ ما بإرتجاف مبنى معهد إيرث بورن وتحولت رائحةُ كل شيء إلى رائحة الغبار والأحجار والطين، تحركت أصابعي على نسيج ورق الصنفرة للحجر بينما أفكر ونحن نمشي.

“أشتاق إلى السماء المفتوحة نوعًا ما ألستِ كذلك؟” سألت إيلي.

“حقا؟” أجابت بحزن “أشعر وكأنني فقدت مسار الوقت والحياة الطبيعية تمامًا عندما إختبئت تحت الأرض، لا يزال هذا المكان أفضل من الملاذ الأمن على الأقل لدينا أشياء أكثر من الفطر وفئران الكهوف لنأكلهم”.

لم أعتذر بصوت عالٍ – لقد سبق أن قلت هذه الكلمات لها ولم أرغب في جعلها رخيصة أكثر – لكنني فعلت ذلك في قلبي، شعرت بالذنب عندما علمت أنه بإمكاني العودة عاجلاً بدل البقاء أكثر.

ظل بوو يتبع مسارنا وفروه الكثيف يخدش الجدران أحيانًا أما مخالبه فتكشط الأرض، صنع ضوضاء أعلى بكثير مما سببتها أنا وإيلي وصاح عند ذكرت فئران الكهوف، دفع إيلي التي ضحكت من الخلف حتى سحبت ما تبقى من قطع اللحم المملحة من حقيبتها، رمتها خلف كتفها قبل أن يقطعها الدب في الهواء بعضة واحدة.

‘جهز لي بعض الوجبات الخفيفة أيضًا’ قال لي ريجيس ومن الواضح أنه منتبه لأفكاري على الرغم من المسافة بيننا، ما زاد من إنزعاجه هو سهره بينما يحرس سجينتنا الخادمة.

“كيف أصبحت الأمور هنا عندما غادرت؟”.

“غريبة… معظم الناس لا يعرفون كيف يشعرون بعد.. متحمسين، متفائلين، غير متأكدين، مرعوبين… إنهم – لا أعرف – متحدين؟، أعني في الأيام الأولى بالملاذ الأمن كان مجرد خوف حيث الجميع ينتظرون الموت كل يوم كما تعلم… رأيت الكثير من الإبتسامات خاصة من أمي عندما تكون في الجوار على الرغم من أن الأمر أسوأ بالنسبة للجان… أملهم معقد” ظل كتفاها الضيقان يتمايلان لأعلى ولأسفل.

“بدأت قلوبهم في التحطم” قلت وأنا أفكر في كلماتها “حتى عندما يتم إستعادة ديكاثين لن يتمكنوا أبدًا من العودة إلى المنزل مرة أخرى”.

“نعم” تمتمت إيلي وعيناها على الأرض “ولا سيما الأطفال فصديقتي كاميليا تبدو كما لو أنها لم تعد طفلة على الإطلاق… لا أعرف ما إذا كان ذلك منطقيًا”.

حدقت في أختي الصغيرة التي لم تبلغ السادسة عشر من عمرها غافلة تمامًا عن سخرية بيانها “أنت من يتحدث”.

“هذا مختلف” ردت بخجل طفيف “علاوة على ذلك الطريقة التي تعاملني بها تجعلني أشعر أنني ما زلت طفلة…”.

لففت ذراعي حول كتفها وسحبتها إلى جانبي في عناق أثناء المشي “أليس هذا هو سبب الحماية المفرطة للإخوة الكبار؟”.

The beginning after the end المجلد 10و11حيث تعيش القصص. اكتشف الآن