البداية بعد النهاية - 455 - بين الساقطين 2

121 4 0
                                    





– ليليا هيليستيا :

ظل قلبي يرفرف داخل صدري ولم يجرؤ على النبض عندما وصلت إلى المانا اللازمة لإلقاء تعويذة، لم يكن من الضروري أن تكون معقدة أو حتى قوية بل كرة مكثفة من الماء تنفجر مثل الألعاب النارية ستكفي لجذب إنتباه التنانين لو طاروا بعيدا…

على الرغم من أنني لم أتمكن من الشعور بنواياه الواضحة إلا أنني أعرف أن الوحش المسمى راست على بعد 12 قدمًا تقريبًا.

‘سوف يشعر بما أفعله’ فكرت بيأس ‘لم تكن هناك طريقة يمكنني من خلالها إخفاء التعويذة عن شخص قوي مثله وحتى لو قمت بقمع المانا الخاصة بي سوف يرى من خلالي’.

على الرغم من ذراعه المفقودة وجلده المتشقق بإمكانه قطع المسافة وكسر رقبتي دون أن يكشف حتى عن ذرة من المانا الخاصة به، على الرغم من أنني لم أكن أنظر إليه إلا أنني شعرت بجسد جارود الهامد بجواري وأدركت أنه لا يهم إذا تمكن راست من الوصول إلي خاصة إذا إستطعت إطلاق التعويذة أولاً…

قفزت من الخوف بينما الهواء يتطاير بقوة حين دوّى صوت مثل الرعد عبر سفح الجبل.

“أتباع أغرونا” قال الصوت مدويًا كما لو أن كل حجر مكشوف قد قذف “نحن نعلم أنكم هنا أيها المدعوون بالأطياف وأن لديكم السيادي أولوداري من عشيرة فريترا، يعرض عليكم الحارس شارون إندراث هذه الفرصة لتسليم أنفسكم لسلطتنا وإطلاق سراح سجينكم”.

حلق التنين الأسود على إرتفاع منخفض بالقرب من قافلة عرباتنا بجانب الطريق بينما عيونه الصفراء اللامعة تجوبنا بحثًا عن الأطياف المخفيين، جعلت ريح رفرفته شعري يتطاير للخلف وهالته من مسافة قريبة كهذه سرقت أنفاسي، التعويذة التي حاولت تشكيلها خلسة ماتت على أطراف أصابعي وغمرتني الرهبة والراحة، إنحنيت على جسد جارود وما زلت ممسكة ذراعه بيد واحدة بينما أبكي بصمت.

“إعتبر نفسك محظوظًا أيها التنين” أجاب صوت بيرهاتا القاسي المرير بكلمات غير مجسدة وتنبعث من كل مكان ومن لا مكان في وقت واحد دون أن تعطي أي فكرة عن موقعها الفعلي “نحن لسنا هنا من أجلك اليوم لكن هذا لن يمنعنا من تسليم أجنحتك إلى أغرونا إذا تدخلت”.

إرتفع التنين الأسود عالياً وإجتمع مجددًا مع التنينين الأبيضين حيث رفرفت أجنحتهما ببطء لإبقاء أجسادهما الضخمة في الهواء.

“لا تكوني سخيفة” قال بنبرة مليئة بعدم التصديق “لقد إنتهت رحلتكم وفشل توغلكم في ديكاثين لم يعد بإمكانكم الهرب أو الإختباء منا أنتم تهينون أنفسكم بعدم قبول الواقع”.

هتف شخص ما في أعلى القافلة تمجيدًا بحضور التنانين وسرعان ما إنضم إليه العديد من الأشخاص ما جعلني أشعر بإرتياح مع مسحة من الخوف، توسلت إليهم أن يظلوا هادئين لأنني لا أريدهم أن يلفتوا الإنتباه إلى أنفسهم.

The beginning after the end المجلد 10و11حيث تعيش القصص. اكتشف الآن