لم يجب على كلماتها ؛ وانما تحرك من مكانه مندفعاً نحوها حتى كاد يكون فوقها ، حاصرها بجسده الذي اصبح قريباً منها بالقدر الذي أجفلها وجعلها كرد فعل طبيعي تعود بظهرها للخلف حتى التصق بظهر الأريكة ..
يساره كانت على ظهر الأريكة يستند عليها ووجهه مقابل لوجهها تماماً حتى انها كانت تشعر بأنفاسه الحارقة وهي تذوب على ملامها وتغتال مجرى التنفس لديها حتى احتلت رئتيها مختلطة مع رائحة عطره المثير ..!
حرارة جسده باغتتها فأشعلت النار في قلبها بينما اخذت نظراته تتوغل عميقاً في عينيها وبشراسة انتهكت قلبها حتى اخذ نبضه يصدح كالرعد في ليلة ظلماء زاخرة بالمشاعر ...وجدت نفسها مأسورة بفتنته ؛ كالمنومة مغناطيسياً مسحورة بتعاويذ عينيه الحادتين وهما تنتشلانها من هذا العالم الى دنياه ..
لم تجد من الكلمات ما يسعفها في حضرة رجولته الأخاذة فلاذت الى الصمت تسلمه دفة الأحداث وليرسو بسفنهما حيث يشاء ...صوته البارد الثابت عكس اهتزازات روحها ضرب مسامعها بصاعقة كلماته عندما تحدث : ما بك ؛ كل ما في الأمر انني اعاملك بحرية بعيداً عن الرسميات والحذر كما كنتِ تطلبين منذ لحظات !
حرك يده امامها متغاوياً بعد ان التقط القرص الصلب الذي كان بجانبها لينبهها على حقيقة ان كل ما حاول فعله هو تناول القرص الذي كان بجوارها !
ابتسامة جانبية ماكرة عبثت بثغره لوقوعها في فخه ببراعة ؛ واثق هو انه عاث بداخلها الفوضى ولعب بعدادات نبضها فكان دليله القاطع على صحة تكهناته ما رأى من ارتباك ملامحها ..!
الخجل الذي زين وجنتيها كبستان من ورود ؛ عينيها اللتين اخذتا تذودان في المكان بحيرة وانفاسها المضطربة ..
صدرها الذي أخذ يعلو ويهبط بقوة متقلبة ؛ شفتيها المرتجفتين وحمرتهما المفرطة بشكل شهي جعله يفقد لذة انتصاره لوهلة ..!أطال الصمت وهو يمعن النظر الى شفتيها ؛ تلاشت جميع حيله وافكاره فجأة وما عاد يبصر سواها ولا يشعر سوى بتوعك قلبه اثر نزوة شعور أخذ يجذبه بشدة للمس تلك الشفاه المخملية ..
وبوهن مد انامله نحوها فتعلق بصرها بإبهامه الذي حط على شفتيها كأنه يسكنها بعد رجفة الشعور التي باغتتها ..!ملمسها بدا طرياً ناعماً كالقطن ؛ لونها احمر ندي كالورد ، طعمها .. تساءل بداخله عن مذاق تلك الشفاه المغرية !!
شعر بنفسه يفقد رجاحته ويتمايل فوق زورق الحب ؛ يكاد يفقد توازنه ويسقط في بحرها العميق ليعلق في شباك خدعته التي نصبها بنفسه لها ..!اجتاحته حرارة كصيف حارق اشتعل في جنبات جوارحه وسيطرت عليه رغبة جامحة بوصال تلك الشفتين والتوغل فيها حد الضياع ..
تملكته لهفة لم يدرك مثلها من قبل ؛ وهيمنت على كل حواسه مشاعر متخابطة وهو يكاد يرمي بتعقله وراء ظهره ويميل اليها ليتجرع شيئاً من انوثتها المهلكة والمغرية ..!
أنت تقرأ
" لحن الانتقام "
Romanceوعدتك أن لا أحبك.. ثم أمام القرار الكبير، جبنت وعدتك أن لا أعود... وعدت... وأن لا أموت اشتياقاً ومت وعدت مراراً وقررت أن أستقيل مراراً ولا أتذكر أني استقلت...