اشارت موافقة بارتباك وقبل ان تنطق بما لديها اضاف : ساخذك الى المشفى ؛ ارجو ان تصعدي في سيارتي .
حركت يديها امامها نافية وخرجت حروفها مبعثرة كما هو حال قلبها : لا حاجة لذلك ؛ يمكنني الاعتناء بنفسي ..
قاطعها بهدوء وهو يمسكها من معصمها ليسحبها خلفه نحو سيارته : انتِ مصابة ولن اتركك تقودين وحدك في هذا الوقت المتأخر ؛ سأطلب من احد ان يسحب سيارتك لورشة التصليح ....
وجدت نفسها تنظر الى يده القوية وهي تشد على معصمها وتسحبها خلفه بنوع من التعجب وشعور غريب عاد ليتسرب اليها من يده تلك الى جسدها كتيارات كهربائية انعشت قلبها بعد عمر من اليباس !
كيف له ان يكون بهذا البرود والدفئ في آن معاً !
ان يمسكها من معصمها بدلاً من ان يتشبث بيدها وكأنها ستهرب منه ؛ وفي الوقت ذاته تصب يده برجولتها كل ذلك الدفئ والأمان في دواخلها !
كيف له ان يكون غير مبالٍ وهو يسحبها معه بخطواته الواسعة دون ان يرأف بخطواتها المتعثرة بينما يجود عليها باهتمامه رغم علاقتهما السطحية ويترك وقت راحته ليعتني بها !!جلست في المقعد الأمامي بسيارته وقبل ان يغلق الباب خلفها تقدم أكثر مما جعلها تلتصق بظهر الكرسي كرد فعل عفوي من اقترابه بذلك الشكل حتى ادركت انه كان يربط لها حزام الأمان
تأملت شعره الأسود الحريري وهو يداعب جبينه بسلام وهيام كأنما يتغزل بحلكة عينيه الاسرة ..!
خط فكه الحاد وملامحه الباردة التي اكتسبت جمالاً فطرياً بنكهة خاصة ، ونافست جماله رائحة عطره الشهية وهي تداهم انفاسها فاحتبستها قسراً وهي تهرب بنظراتها بعيداً قبل ان تعلق به اكثر ..تراجع للخلف بعد ان تأكد من ربط حزام الأمان واغلق الباب ليستدير الى جهة السائق واخذ يقود نحو المشفى بصمت مطبق كانت فيه تحاول تنظيم انفاسها ومشاعرها التي لا تفهم شيئاً من فوضاها .
اما هو فكان خلف صمته الاف الحكايا والكثير من التساؤلات التي تنخر عقله ؛ ربما يكون قد تمادى بمساعدتها !
ربما ما كان عليه ان يذهب بعيداً بهذا القدر فهي بالنهاية لازالت ابنة عدوه اللدود ، لكنه لا يستطيع ان يتركها على قارعة الطريق وهي بحالتها تلك !!وقت قصير استغرقه حتى وصولهما للمشفى فترجل من سيارته حالما ركنها لتفعل المثل ؛ دخلا معاً غرفة الطوارئ وطلب من الممرضة الاعتناء بأمرها فمالت اليه بلطف بينما هي بانتظار وصول الطبيب : اشكرك على ايصالي ؛ لا اريد ان ارهقك معي اكثر يمكنك المغادرة وسأعتني بأموري من هنا .
ارخى يديه في جيب بنطاله متسائلاً : ألديك أفراد عائلة ترغبين بابلاغهم ؟
اشارت نافيه بهدوء : لا املك سوى ابي وهو خارج البلاد ، لكنني استطيع الاعتناء بنفسي ، اشعر انني اثقلت عليك كثيراً ولا حاجة لازعاجك اكثر
أنت تقرأ
" لحن الانتقام "
Romansaوعدتك أن لا أحبك.. ثم أمام القرار الكبير، جبنت وعدتك أن لا أعود... وعدت... وأن لا أموت اشتياقاً ومت وعدت مراراً وقررت أن أستقيل مراراً ولا أتذكر أني استقلت...