الفصل السابع

314 85 13
                                    

صوت تنحنح ثخين ايقظه من شروده بها وابعده عنها مرغماً وهو يعتدل بجسده موجهاً نظراته كالرصاص غاضباً من تلك المقاطعة التي لم تكن في وقتها ابداً
وكذلك كان منها ان التقطت انفاسها بقوة ووجهت بصرها نحو منقذها فجحظت عينيها ذهولاً وهي ترى دونغهي يقف ببرود على بعد بضعة خطوات منهما والجمود يسيطر على ملامحه .

عادت بمقعدها للخلف قليلاً لتخلق مسافة امان بينها وبين تايهيونغ الذي لم يبدُ انه قد لاحظ حركتها تلك اثناء انشغاله بتبادل تلك النظرات الباردة الأشبه بحرب صامتة مع دونغهي الذي لم يتزحزح من مكانه ولم تربكه نظرات مديره الناقمة تلك !
بل على ما يبدو انه اكثر غضباً واشد قسوة وهو يواجهه بصمته الثقيل ذاك بعدما تعمد مقاطعته لما رأى من محاولته الاقتراب منها ...
فالى اي مدى ستطول تلك الحرب الباردة وعلى اي الجبهات سيكون رماد النار المشتعلة ؟!

اما كارين فقد راعها ذلك الصمت المريب بينهما فهتفت بقلق وبأعلى صوتها لتجذب الأنظار اليها : ما الأمر دونغهي ؛ أهناك مشكلة ما ؟!

مال بطرفه اليها قبل ان يطلق زفيراً خفيفاً ويتقدم نحوها بخطواته الباردة حتى وضع ملفاً على طاولة المكتب متكلماً بهدوء : لقد عثرت على معلومات مفيدة بشأن العمل الذي سألتني عنه سابقاً .

رفع بصره نحو تايهيونغ متحدياً وبنبرة واثقة اضاف : احزمي حقائبك فسنتحرك في الغد لمقابلة القرويين المعنيين بالأمر .

ابتسمت باتساع وتناولت الملف بانفعال تقلب بين اوراقه : هل سنتمكن من اقناعهم اذاً ؟

ابتسامة جانبية رست على زاوية شفتيه وعلق بثقة : لا يوجد امر لا يمكنني فعله صدقيني !

ابتسم تايهيونغ ببرود رداً على ابتسامته تلك وعلق بتهكم : اعتقد ان هناك ما تعجز عن فعله حتماً كطرق الباب مثلاً قبل دخول المكان بلا استئذان !

اجابته بدت منمقة رغم لحن السخرية في كلماته التي رافقت ابتسامته الممتعضة : لقد طرقت الباب بالفعل واستأذنت قبل دخولي لكنك على ما يبدو كنتَ شارداً حتى تعذر عليك سماعي !

تجاهل تايهيونغ سخريته اللاذعة تلك وتكلم مخاطباً كارين : سأنتظرك في يوم الاجازة كما تواعدنا اذاً ؛ سأتركك الان لتقومي بعملك .

رمى بنظراته الممتعضة على دونغهي ببرود قبل ان يحث خطواته خارج غرفة المكتب فتنهدت كارين بثقل لم يغب عن مسامع دونغهي قبل ان تتكلم برفق : اجلس رجاءاً واخبرني بما عثرت عليه .

بشكل مباشر ودون اي مقدمات سألها : أهو موعد غرامي. ؟

رفعت كلا حاجبيها بتعجب متسائلة عما يعنيه فأضاف باقتضاب : لقاؤكما يوم الاجازة .

" لحن الانتقام " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن