الفصل العاشر

293 83 7
                                    

ايام الشتاء باردة ولياليها طويلة ؛ لكن دفئاً من نوع فريد كان ينبض في قلب تلك الفتاة خلال ايامها الماضية رغم انها بالكاد تلاحظ اي تغير في روتينها !
بين العمل والمنزل ؛ القليل من اللقاءات مع صديقاتها ، وهو ..
هو بحضوره المبهر وهالته المميزة التي تغلف روحها في كل لقاء مقتضب بينهما وعلاقتهما مبهمة الملامح التي تتقدم ببطء ورغم ذلك تبدو مرضية بالنسبة لها !

نهار يوم عمل حافل كالعادة كان يقعدها لساعات خلف طاولة مكتبها تعمل دون توقف بتفحص امور المشروع واحتياجاته حتى دخلت عليها مساعدتها تسألها : لقد طلبتني ؟

حركت رأسها موافقة وتكلمت : اريد نسخة من توقيع اصحاب المنازل التي قمنا بشرائها في ارض المشروع ؛ احضريها لي حالاً من المحامي .

غادرت المساعدة على عجل بينما شغلت نفسها بالعمل مجدداً قبل ان تتوقف لوهلة عما كانت تفعله ونظرت للفراغ شاردة الذهن تفكر بحماقتها !
كيف لها ان تنسجم بالعمل للحد الذي يعمي بصيرتها ؛ بينما لم تراه منذ الصباح أما كان عليها اغتنام هذه الفرصة واستخدامها حجة للذهاب اليه ورؤيته ؟!
لماذا عليها ان تكون بهذا الاخلاص للعمل بالقدر الذي يحيد بها عن مسار القلب رغم انها تشتاق اليه !

زفرت انفاسها بقلة حيلة وعادت للعمل بينما لم يعد بوسعها ما تفعله فقد ارسلت مساعدتها بالفعل
وبينما كانت تحاول التدقيق في عملها سمعت صوت طرقات على الباب جعلتها تتحدث دون ان ترفع عينيها لرؤية زائرها : تفضلي بالدخول ..

فتح الباب فتكلمت على صوت وقعات الخطوات المقبلة عليها : هل احضرتها ؟

ابتسم على مظهرها وهي تبدو منسجمة تماماً بعملها ؛ مدت يدها له كأنها تنتظر ان يضع الاوراق بيدها فنفخ انفاسه بيأسٍ منها واستدار حول طاولة المكتب ليقف بجوارها مما اجبرها على ان ترفع بصرها لتنظر اليه
وسرعان ما توسعت نظراتها بذهول وخرج صوتها متعجباً : انت !

همهم بالايجاب ثم اشار نحو جهاز الحاسوب خاصتها بينما مال بجسده قليلاً ؛ اسند يمينه الى الطاولة وانحنى قليلاً وهو يوجه تركيزها الى الشاشة
بيساره ضغط على ازرار الحاسوب ليفتح ملف المستندات التي طلبتها وتكلم بنبرة غلبتها السخرية : لقد سبق وارسلتها جميعاً اليك ؛ كل ما تحتاجين فعله للوصول اليها هو ضغطة زر !

ازدردت رمقها بحرج من تلميحه الساخر نحوها وعلقت بارتباك : لم اعلم انك ارسلتها ؛ كان عليك اعلامي بالأمر وتنويهي لذلك !

اضافت بصوت منخفض متذمرة : هل اتيت الى مكتبي فقط لتسخر مني ؟!

ابتسم على تذمرها وعلق بصوت دافئ جذب حواسها وأثمل عقلها بنشوة حب : بل اتيت لرؤيتك ...

" لحن الانتقام " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن