~ فُضُولٌ ~"لا أَعْتَقِدُ أَنَّ السَماءَ تَحْتَوِي عَلَى قَمَرٍ واحِدٍ، فَكُلٌّ مِنّا لَدَيْهِ قَمَرٌ يُخَبِّئُ فِيهِ آمالَهُ وَآلامَهُ"
تَحَوَّلَ اللَوْنُ الأَسْوَدُ، بَيْنَما كُنْتُ أَنْتَظِرُ حَتَّى نامَ أَجْدادِي. بَعْدَ نِصْفِ ساعَةٍ مِنْ الاِنْتِظارِ بِفارِغِ الصَبْرِ، تَوَجَّهْتُ إِلَى غُرْفَةِ الفَنِّ الخاصَّةِ بِجَدِّي، وَأَغْلَقْتُ البابَ بِبُطْءٍ خَلْفِي، وَأَضاءَتْ الأَنْوارُ بِحِرْصٍ. أَصْبَحَ أَنْفاسِي أَثْقَلَ عِنْدَما سَقَطَتْ عَيْنِي عَلَى البابِ الصَغِيرِ عَلَى الحائِطِ.
كانَتْ كَلِماتُ جَدِّي لا تَزالُ تَرِنُّ فِي أُذُنِي عِنْدَما وَصَلَتْ يَدِي إِلَى البابِ، لٰكِنَّنِي عَلِمْتُ أَنَّهُ كانَ عَلَيَّ أَنْ أَعْرِفَ ما كانَ مُخَبَّأً خَلْفَ هٰذا البابِ الخَشَبِيِّ. كانَ هُناكَ شَيْءٌ ما، خَيْطٌ غَيْرُ مَرْئِيٍّ كانَ يَشُدُّنِي نَحْوَ هٰذا البابِ مُنْذُ أَوَّلِ مَرَّةٍ اِكْتَشَفْتُهُ.
أَخِيراً أَخَذْتُ نَفَساً عَمِيقاً، وَبَدَأْتُ فِي دَفْعِ البابِ حَتَّى بَدَأَ يَتَحَرَّكُ فَجْأَةً. عُدْتُ خُطْوَةً لِلوَراءِ بَيْنَما كانَ قَلْبِي يَتَسابَقُ.
عِنْدَما كانَ البابُ مَفْتُوحاً بِالكامِلِ، اِتَّخَذْتُ خُطْوَةً بِعِنايَةٍ، لٰكِنَّنِي لَمْ أَسْتَطِعْ رُؤْيَةَ أَيِّ شَيْءٍ، كانَتْ الغُرْفَةُ مُظْلِمَةً، سَوْداءَ قاتِمَةً، وَبَيْنَما كُنْتُ أُحَدِّقُ فِي ذٰلِكَ الظَلامِ المَجْهُولِ، تَغَلِبُ الخَوْفَ المُفاجِئَ عَلَى جَسَدِي.
غَيْرُ مُتَأَكِّدٍ إِذا كانَ عَلَيَّ دُخُولُ الغُرْفَةِ، أَدَرْتُ رَأْسِي لِلتَحَقُّقِ مِمّا إِذا كانَ أَجْدادِي لا يَزالُونَ نائِمِينَ.
"إِنَّها مُجَرَّدُ غُرْفَةٍ" قُلْتُ لِنَفْسِي، مُحاوِلاً الاِسْتِماعَ إِلَى فُضُولِي، بَيْنَما كانَ شُعُورِي الغَرِيزِيُّ يَمْنَعُنِي مِنْ أَيِّ شَيْءٍ كانَ يَخْتَبِئُ بِداخِلِهِ الظَلامُ المَجْهُولُ.
اِبْتَسَمْتُ وَاِرْتَفَعَ صَدْرِي، بَيْنَما أَعْطَيْتُ نَفْسِي إِيماءَةً حازِمَةً، وَدَخَلْتُ الغُرْفَةَ البارِدَةَ. فَقَطْ عِنْدَما دَخَلْتُ، أَدَرْتُ رَأْسِي وَنَظَرْتُ إِلَى الخَلْفِ إِلَى غُرْفَةِ الفَنِّ المُشْرِقَةِ الخاصَّةِ بِجَدِّي، وَلٰكِنْ فَجْأَةً أُغْلِقَتْ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِها.
"لا!" رَكَضْتُ لِلخَلْفِ وَبَدَأْتُ بِضَرْبِ قَبْضَتِي عَلَى البابِ. حاوَلْتُ دَفْعَهُ لِفَتْحِهِ بِكُلِّ قُوَّتِي، لٰكِنَّهُ لَمْ يَتَحَرَّكْ حَتَّى بُوصَةٍ واحِدَةٍ، وَلَمْ يَكُنْ هُناكَ مَنْ يَسْمَعُنِي.
لَمْ أَسْتَطِعْ رُؤْيَةَ أَيِّ شَيْءٍ، وَكُنْتُ عَلَى وَشْكِ الفَزَعِ وَفَجْأَةً بَدَأَ صَوْتٌ حادٌّ عالِي يَمْلَأُ الغُرْفَةَ. صَرَخْتُ مِنْ الأَلَمِ حَيْثُ شَعَرْتُ أَنَّ أُذُنِي عَلَى وَشْكِ النَزَفِ؛ بِسَبَبِ حِدَّةِ هٰذا الصَوْتِ.
أَغْمَضْتُ عَيْنَيَّ، وَأَمْسَكَتْ أُذُنِي بِيَدِي وَأَنا أَدْعُو أَنْ يَتَوَقَّفَ هٰذا الصَوْتُ.
"كانَ يَجِبُ أَنْ أَسْتَمِعَ إِلَيْكَ يا جَدِّي"
لَمْ أَعُدْ أَشْعُرُ بِجَسَدِي، وَكُلُّ ما اِسْتَطَعْتَ فِعْلَهُ هُوَ الصُراخُ مِنْ الأَلَمِ. عِنْدَما تَوَقَّفَ الصَوْتُ الحادُّ أَخِيراً، لَمْ أَجْرُؤْ عَلَى التَحَرُّكِ بُوصَّةٍ واحِدَةٍ، حَتَّى هَدَأْتُ بِبُطْءٍ، وَحاوَلْتُ فَتْحَ عَيْنَيَّ مُجَدَّداً.
لٰكِنْ مِثْلَ فيلمٍ صامِتٍ، بَدَأَتْ صُوَرُ هٰذا المَكانِ المَجْهُولِ تَتَدَفَّقُ أَمامَ عَيْنِي، كُنْتُ أَرْتَجِفُ مِنْ الخَوْفِ، وَكُلُّ ما يُمْكِنُنِي أَنْ أَهْمِسَ هُوَ
"أَيْنَ أَنا؟"
~
🤍لا تَنسَى تَقدِيم الدَّعْم لِهَذا اَلجُزء🤍
تَارِيخُ تَحْرِيرِ اَلنَّصِّ
✨27:3:2024✨غرفة الجد
الباب السري
أنت تقرأ
Destiny Plate | K.T.H
Romanceالسَفَرُ 200 عامٍ إِلَى الوَراءِ، الساعَةَ تَدُقُّ وَالوَقْتُ يَسِيرُ، لٰكِنَّ قَلْبِي تَوَقَّفَ عَنْ النَبْضِ عِنْدَما رَأَيْتُكَ لِلمَرَّةِ الأُولَى. "مَنْ هُوَ؟" "المَلِكُ تايْهْيُونغ مِنْ ماهيرون". وَذٰلِكَ عِنْدَما ضَرَبَتْ ساعَتُهُمْ مُن...