على ألحان الموت

الفصل 17

في الصباح الباكر استيقظت لوسي لتباشر دروسها محاولة نسيان امر العقد وساعدها في ذلك تفكيرها في تكملة القصة التي قصتها  ثيودورا  عليها ليلة البارحة

اما بالنسبة لبوبي فقد استيقظ في بيت فلورا وقرر ان يبحث عن عمل ومأوى في هاته القرية فهو لن يستسلم ولن ينفعه ندمه الان على دخوله المتاهة من البداية

كانت فلورا تساعده طوال اليوم على ايجاد عمل فقد سألت جميع زبائنها عن عمل مناسب له ولكن الجميع كان يرفض التعامل معه كونه كائن غريب عنهم

في نهاية اليوم اصابه الاحباط لفشله  في العثور على عمل ومأوى واضطرت فلورا الى اصطحابه  الى منزلها مجدداً وفي هاته المرة لم تستطع اخفاء امر وجوده عن امها والتي بدت مستاءة بالفعل منه ولكن حالتها الصحية لم تسمح لها حتى بالتحرك

كان بوبي سيغادر لشعوره بأنه غير مرغوب فيه في ذلك المنزل ولكنه تراجع فعلى اية حال هو غير مرغوب به في كل القرية

في تلك الليلة وبعد تناوله وجبة العشاء الشهية التي حضرتها فلورا كان يتساءل بداخل عقله ان كانت فلورا تساعده في ايجاد عمل وتبقي عليه داخل بيته رغم انه عبأ كبير عليها وعلى والدتها اذا هي لن تمانع ان طلب منها مساعدته في ايجاد سبيل للخروج من هذا العالم

فقرر استجماع شجاعته وطلب ما يريده وعند نطقه لكلمة ( انا اريد منك المساعدة)

نطقت فلورا بنفس الكلمة وفي نفس اللحظة يال الصدف بدأ كلاهما بالضحك ثم قال ( تفضلي انتي بالحديث اولا )

مانعت قائلة ( لا.. لا تفضل انت بالحديث اولاً)

فقال بتردد ( انا لست من هذا العالم لقد جئته عن طريق الخطأ )

لاحظ نظرات دهشة وعدم تصديق منها وقالت غير مقتنعة بكلامه ( أتمازحني لا يوجد عالم اخر غير عالمنا هاته مجرد خرافات فحسب)

بوبي (لا انا لا امزح انا من عالم اخر بالفعل فأنا خادم من عالم السحر وبالمناسبة يوجد العديد من العوالم الاخرى غير عالمكم )

فلورا بدهشة (يا للعجب هذا شيء خيالي بالفعل لقد ظننت طيلة حياتي ان جميع الحكايات والكتب التي تحكي عن عوالم اخرى عبارة عن قصص خيالية فحسب )

تمتم بوبي ( لا شيء خيالي غير عالمكم واشكالكم)

قالت فلورا بحماس (اذا وما هو عالمك وهل كل من يعيشون فيه لهم نفس شكلك)