الفصل 20

45 1 1
                                    

وقفت دويذا وكانت ستهم بالمغادرة ولكن لقد غادر حارس الباب الذي كانت روحه داخل الباب لمرافقة الجارية التي حكم عليها بالفناء والان لقد حل محله حارس جديد ولم يصدقها عندما اخبرته انها الاميرة دويذا بل صرخ فيها وامرها بالعودة الى مكانها قبل ان يفقد صبره ويعاقبها 

اتجهت دويذا الى مكان الجواري بعد ان يئست من الخروج فما كان لها الا ان تنتظر ان يعود الحارس الذي ادخلها فهو يعرف من تكون 

بعد ساعات قليلة من الانتظار فتحت البوابة ودخلت اليهم شيفارا وهي المسؤولة عن الجواري 

صاحت شيفارا بصوت ايقظ دويذا بفزع فهي لم تعتد ان يصرخ بها احد على عكس الجاريات اللاتي وقفن بسرعة وتحركن الى الرواق مصطفات بنظام متجهزات لتلقي اوامر تلك العجوز التي قالت ولاول مرة كانت نبرتها لطيفة (عزيزاتي ستخرجن اليوم من هذا المكان ولكن للاسف لن تعود اي منكن اليه فمنكم من ستكون المختارة لتصبح زوجة فخامة الملك) الذي فور ذكر اسمه انحنى الجميع وتبعتهم دويذا

واصلت شيفارا كلامها (ومنكن من قد يحالفنهن الحظ ايضا ليختارهن جلالته ليصبحن جاريات له في قصره هن لن ينجبن اطفال ولكنهن سيحضين بشرف تسلية الملك ومنحه المتعة بانوثتهن واما باقي الفتيات ...)لم تكمل كلامها فقد بدى عليها الحزن الشديد على مصير الباقيات رغم كونها حازمة وصارمة معهن الا انها احبت كل واحدة وعوضنها عن غياب بناتها اللاتي تفتقدهن منذ موتها ومفارقتها عالم الاحياء لقد ماتت كل بناتها ايضا ولكنها لم تلتقي اي منهن ولم تعلم مصيرهن 

لاحظت شيفارا خوف البنات الذي ازداد عندما شعرن بحزنها فحاولت التخفيف عنهن قائلة (هيا هيا ليس امامنا اليوم بطوله فسوف يكون لقائكن مع الملك صباح الغد ولا بد ان تكن في احسن هيئة )

بدأت جميع الفتيات تحضير انفسهن بعناية وكن يتعاركن بين الحين والاخر بينهن على مساحيق التجميل والملابس الجميلة التي ولاول مرة منذ مجيئهن تقدم مثل هاته الفساتين الفخمة لهن

كانت دويذا تشاهدهن من بعيد كم تشعر بالشفقة عليهن فلطالما علمت ان هذا القانون الذي يسير عليه عالم الموت ظالم ويفرق بين الارواح على حسب المكانة التي كانت عليها تلك الارواح في حياتهم فيكرم اصحاب السلطة والمكانة العالية ويذل ويستعبد الفقراء والذين لم تكن لهم مكانة عالية في الحياة

كم تمنت ان تستطيع تغيير هاته القوانين في يوم من الايام ولكن للاسف هي لن تستطيع حكم هذا العالم بعد والدها فهي هجينة ومن شروط حاكم العالم ان يكون تابع بنسبة كاملة لسلالة الملوك وهذا ايضا كان ظلم لها

شاحت بنظرها بحزن عن الجاريات اللاتي رغم كل هذا الظلم الذي يتعرضن له في هذا العالم الا انهن سعيدات باختيار الفساتين ووضع الزينة 

تنهدت دويذا فوقع نظرها على من كانت في نفس حالتها العازفة الجميلة تمتمت دويذا بخفوت وهي تتذكر قول ابيها بأن عازفة ذاك اللحن هي من سيقع عليها اختياره اليوم (يبدو انك انت هي المحظوظة بين الجميع )

وجدت فيكي تنظر بابتسامة لها نعم تبدو لطيفة على الاقل لن تحظى بزوجة اب شريرة

شعرت دويذا بالاختناق من هذا المكان فقررت انها ستخرج من هنا فلن يستطيع حارس ابله منعها

وقفت امام الباب وخاطبته (افتح اريد الخروج وهذا امر)

اجابها الباب ام بالاحرى روح الحارس التي بداخله بصوت عالي (لقد اخبرتك ان تعودي الى مكانك وان لا تزعجيني الا تفهمين)

دويذا بصوت اعلى (انت من لا تفهم كيف تتجرا ايها الاحمق على مخاطبة سيدتك بهذا الشكل )

غضب الحارس والذي كان يعتقد انها مجرد جارية تريد النجاة بتلك الحيلة فقال ببرود (اذن انت من جنيتي على نفسك )

كانت دويذا ستصرخ فيه مجددا ولكن وجدت نفسها تسحب الى الاسفل كما حصل مع رافنجل لتجد نفسها داخل الزنزانة وقد كانت والدتها رفيقتها في تلك الزنزانة فقد كانت تنتظر فناءها بعد انتهاء مراسيم حفل اختيار الملك لزوجته وجارياته

كانت دويذا تلعن الحارس على غباءه بينما رافانجل كانت تحك عينيها بدون تصديق انها ابنتها ياللهول كم اشتاقت لها وبدون اي سابق انذار انهالت عليها بالاحضان والقبل

لم تفهم دوْيذا شيئا وكانت تحاول ان تفك نفسها من بين احضان هاته المرأة الغريبة التي تخنقها

بعد لحظات هدأت رافانجل وابتعدت دويذا تاركة لها المجال للتنفس وقالت باعين مليئة بالدموع (ااااه  كم اشتقت اليك لقد فعلت كل هذا من اجل رأيتك للحظة واحدة )

باتت دويذا ليلتها مع والدتها التي لم ترها منذ كانت رضيعة وهذا سبب انها لم تتعرف عليها حكت الام لابنتها القصة منذ ان وقعت في حب والدها يوم كان امير وحكت لها عن يوم خيانته لها بالهروب مع ابنتها الوحيدة والعودة الي عالمه ليستلم الحكم وانها ضحت بحياتها لاجل رأيتها

جعلت تلك القصة دويذا غاضبة بشدة من والدها وتنتظر لحظة لقائه لكي تعاتبه على ما فعلته به وقد ضنت انها مجرد ساعات حتى يعلم احد بانها الاميرة وسوف تخرج مع والدتها التي سيختار الملك زوجته وتعود امها للعيش معها ومع والدها ولكن يبدو انها مخطأة

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 14, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

على ألحان الموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن