أصبحت تُكثر من الجلوس أمام المرايا ، تتأنّق و تبالغ في زينتها المبهرجة ..و هي التي لم تأبه يوما لوضع أحمر شفاه .
لبِست ثوبا صارخ اللون لم تكن لتختاره أبدا .. وحذاء أسود يتناسب مع كُحلها .. تعطّرت بزجاجة كاملة من أنوثتها ولم تترك منها قطرة لكأنها ستتعطّر لآخر مرة ..
ليس من عادتها أن تدخن لكنها اليوم أخرجت علبة سجائر من دُرجها ، نظرت إلى غلاف العلبة -التدخين مُضرّ بالقلب - قرأت و تبسّمت بِلُؤمٍ كأنها رأت إسمه بِمحاذاة كلمة _التدخين _ ، أخرجت سيجارة واحدة أشعلتها بقدّاحة لا تملكها ثم راحت تشعلها جميعا دفعة واحدة فترى كومة الدخان تتصاعد أمامها فشكّلت منها وجهاً كانت تعرفه ، حتى تلاشى ، وانظفأت فألقت بكل رمادها على البقية بابتسامة ساخرة تعلو وجهها .نظرت إلى المرايا من حولها لم ترى إنعكاسا لها ، بل كانت أطياف بلا وجوه تترصدها ..لوهلة هلعت ! ثم أيقنت أنها لم تكن إلا ذكريات ضارية تنوي الانقضاض عليها
استلقت على سريرها .. خلعت عنها ثيابها ، خنقتها غصّةٌ حتى أمطر كُحل عينيها سوادا ..و لم تكن لتغيب عن الوعي حتى لو تجرّعت كل مُسكّنات الدنيا ..و لم تكن لتهدأ الا بعد أن حطّمت كل المرايا من حولها ، و مشت عارية من كبريائها على الشظايا ، لكن جرح روحها كان أعمق من جروح جسدها ...فسقطت مغشيا على قلبها
نبضي
VOUS LISEZ
الى صديقي البعيد
Romansaهنالك رسائل لا تُـعَد و ضحكاتٌ لا تُحصَى .. عناقٌ و قُبلات كثيرة ..ألبوم صور وشريط طويل من الذكرى .. ربما من أجل كل هذا نحن مازلنا نكتب .. #على_أمل_اللقاء .. 🖤nabd H