تَمرَ الأيام و يتعاقبَ الليلَ و النهار تَدقَ الساعة فيمضي الوقت ساعة بعدَ ساعة الاجواء هيَ رائحة الشتاء الممزوجة برائحةِ المَطر الثلوج و الرياح كانت الحياةَ تَسيرَ جَيداً وسطَ حماية مُشَددة للحدود تَتحتَ اشرافِ أفضلَ القادة و أقواهُم يأخذونَ أوامرهُم مِنَ الأمير جيمين الذي بالفعلِ أبقى مَملكته أمنة بفضلِ مُراقبته و خُططهخَرجَ الأمير جيمين مِنَ الحمام أخذَ خطواتهِ يَلفَ المنَشفة حَولَ خُصره شَعره تَتقطرَ منهُ قطراتَ الماء الصَغيرة وقفَ أمامَ الأريكة مَدَ يَده على وشكِ ارتداءِ ملابسه تَراجعَ و أعادَ يَده يَضعها على بَطنه شَعرَ ببعضِ الألم الذي يَشبهَ الحُرقة ثمَ ازدادَ شَيئاً فَشيئاً أغمضَ عَيناه يُحاول أن يَحتَمِلَ الألم لكن كانَ قَوياً
تأوه حتى نَزلَ على ركبتيه الألم يُحرق حتى عروقه تَحولَ الى عمودهِ الفَقري انقَطعت أنفاسه و وجهه تَحولَ للونِ الأحمر عروقَ عنقهِ انتَفخت صَوتَ تألمه باتَ مَسموعاً أسنَدَ جَبينه بطرفِ الأريكة يُغمِضَ عَيناه بِقوة يُحاول أن يَتنفس أخذَ الألم بَعضَ الدقائق ثمَ زالَ فجأة فأخذَ أنفاسهِ بعمق ارتَخت جَميعَ خلايا جَسده
نَهضَ و جَلسَ على الأريكة لا يَعلم ما خَطبهُ ذلكَ يَحدث معه لأولِ مَرة أخذَ ملابسه و بدأ يَرتديهُم مُستَغرباً حَتماً ما حَدث لرُبما يُعاني مِن مَرضٍ يَجهله بعدَ إن انتهى مِن ملابسهِ نَهضَ و أخذَ خطواتهِ نَحوَ المرآة سَرحَ شَعره و بعدَ ذَلك رَشَ العطر ارتدى خواتمه و بعدَ إن أصبحَ جاهزاً غادرَ الجِناح لتناولِ الإفطار
وقفَ الأمير سوبين أمامَ بابِ جناحَ ريو طَرقهُ بِقوة لكي يُزعجها فَقط فَعلَ ذَلك لعدةِ مَرات حتى فَتحت له و هيَ غاضِبة "هَل جُننت أيها الغَبي؟!" صَرخت به ابتَسمَ الآخر بجانبيه ساخراً منها "أمي تُريدكِ يا غَبية" عندما قالَ ذَلك ضَيقت عَيناها "أتَظنَني سأصدقك؟ أغرب عَن وجهي حالاً" كانت على وشكِ صَفعَ الباب بوجهه
لكنَ الأمير وضعَ ذراعه يَمنعها "أتَظنينَي أمزحُ معَ غَبية مثلكِ؟ هَيا أمي تَنتَظركِ" الأثنان كما لو أنهُما طفلين يُشاكسان بَعض ابتَسمت ريو تودَ قَتله حَتماً "حَسناً سأتي بَعدَ أن أغيرَ ملابسي و الآن أغرب عَن وجهي" صَرخت به دَفعت الباب لكنهُ يُقاومها كِلاهُما يَدفع بالباب هيَ تَصرخ و هوَ يُعاند أكثر و أكثَر
"ما الذي يَحدث؟" رأهُما الأمير جيمين يَعلم بالصراع بينَ الأثنان تَوقفَ الأمير سوبين "تلكَ البلهاء لا تَسمعَ الكلام أمي تريدها" أخبره بتَذمر مَدت ريو رأسها مِنَ الباب "أخي إنهُ كاذب لقد فَعِلَ ذلك لمرات عَديدة و كانَ كاذباً" ضَربها الأمير سوبين على رأسها فَركلتهُ هيَ على ساقه "تَوقفا أنتُما لستُما طفلين"