~ بعدَ مرور خمسِ سنوات ~يَجلسَ الصَغير دايان على أحدِ مقاعدِ الحديقة خاصةَ القَصر أمامهِ على بُعد تَفرشَ ليا على العشب ملائة صفراء مُمتزجة بلونٍ أبيض تَجلسَ وسطها و تُحيطها الكثيرَ مِنَ الالعاب كانت تَلعبَ لوحدها صَديقتها لم تأتي حتى الآن رَفعت رأسها تَنظرَ لدايان "ألن تَلعَبَ مَعي؟" كانت تَشعرَ بالمَللِ الشَديد لوحدها
انتَبهَ دايان لها هَزَ رأسهِ بالنَفي عَبست تَشعرَ بالإحباط تُراقب الطَريقَ الذي يأتي بصَديقتها إليها كانت ليا شَديدةَ الجمال حتماً فاقت جمالَ والديها فهيَ طفلةٌ ذاتَ بشرة بيضاء جداً عينان واسعة و ذاتَ قزحية عسلية أوسع لها شَعرٌ طَويل الى أكتافها لونهُ أسود جداً و حَريري تَركتهُ لها والدتها مُنسَدل و في الأعلى طَوق مِنَ الشَريط الزهري
فستانها زَهري يَصل الى أسفلِ ركبَتيها تَرتَدي جوارب بيضاء معَ حذاء أبيض كانَ مَظهَرُها لطيف جداً و يَبعثَ السرورَ لقلوبهُم الجَميع كانَ يُحبُها العائلة و الخَدم فهيَ ذاتَ شَخصية مَرحة و لطيفة "ليا" نادتها صَديقَتها التي أتت راكضة نَحوها و هيَ احدى بناتِ المسؤولينَ في القَصر شَعرت ليا بالسعادة لأنَ صَديقَتها قَد أتت
جَلست على الملائة مَعها "أينَ كنتِ؟" تَذمرت الجَميلة ليا بعبوس لوهلة كادت تَنفَجِرَ مِنَ المَلل "لقد استَحممتُ و أتيت" أجابتها صَديقَتها فأبتَسمت ليا لها و بدأتا تَلعبان تتَشاركا الالعابَ مَعاً "سومي انظري هَل أعجبتكِ هَذهِ الدُمية؟" سألتها ليا فأومأت الصَغيرة سومي لها "إنها لكِ" طالما أعجبتها فلن تَحرمها ليا منها
إنها ذاتَ شَخصية طفولية طَيبة و رحومة جداً تُحبَ الخيرَ للجَميع شَعرت سومي بالسعادة و احتَوت الدُمية و هيَ تَحتَضنُها أشاحت بحدقَتيها نَحوَ دايان "ألن يَلعَبَ الأمير مَعنا؟" سألتها بِفضول فَهزت ليا رأسها بالنَفي "هوَ لا يَلعب" هَكذا اعتادت عَليه لن يَلعب سِوى يَجلس على المقعد لبعضِ الوقت ثمَ يُغادر
أتت ريو نَحوهن ابتَسمت لهذا الاجتماع اللطيف "مَرحباً يا فتيات" لاطفتهن بكلامها و نَبرتها ابتَسمت ليا لوالدتها "مرحباً أمي" شَعرت بالسعادة أكثَر لأنَ والدتها مَعها حَدقَ دايان نَحوهن التَفتت ريو نَحوه أخذت خطواتها حتى جَلست بجانبهِ "ولدي دايان ماذا تَفعَل؟" لاطفتهُ هوَ أيضاً رَفعت يَدها تُداعِبَ شَعرهُ الحريري
أبعَدَ دايان رأسهِ لم يُجيبها نَزلَ مِنَ المقعد تَركها و تَوجهَ الى القَصرِ ظَلت ريو تُحدق خَلفه كذلكَ الفتاتين كبرَ ذلكَ الصَغير و هوَ انطوائي لا يَلهو معَ أحد لا يُحبَ العناية مِن أحد ليسَ لديهِ رَفيق ولا يَتحدث عما بداخلهِ لقد كانَ كتوم منذُ صِغرهِ قاسي معَ مَن حَولهِ يَفعَل ما يَحلو له دونَ أخذِ اذن أي منهُم حتى والده