كـانت "نجاة" والـدة محمد جـالسة و الـشر يتـطاير مـن عـيناها ، وكـان زوجهـا "كـارم" يـجلس بجـانبها يزفر بضـيق مـن هـذا الاسـلوب، عـلى الرغـم مـن أن محمـد شارف علي الثلاثين ، إلا أن والدته لا تزال تتعامل معه كـطفل يبـلغ من العمـر عشـر سنـوات ، وتـجبره هـو ايضا علـى أتـباع الاسـلوب نفـسه:
_"أنا مـش عـارف أحنـا قاعـدين نـعمل أيـه".نـظرت "نـجاة" إلـيه بـحدة:
-"هو أيـه اللي قاعـدين نـعمل أيـه ، أبنك خـارج بعد الـفجر بيـجري وتـقولي قاعـدين نـعمل أيـه"._"تـمام مـعني كـلامك انـه خـارج كـويس مـفيهوش حـاجه ،لـيه تـصحيني مـن النـوم أفـضل قـاعد زي اللي عـليه ذنب و بيخلصه لما يـجي نبـقا نسـأله".
•
رمـقته "نـجاة" بـحنق:
_"أنـا نـفسي أعـرف بتجـيب برود الاعـصاب دا منين"فـي هـذه اللـحظة سـمعت صـوت سيارة محمد فركـضت مسرعه نـحو الباب ، و أسـتقبالته بـأعين غـاضبة ،
ترجل مـحمد مـن السـيارة وهـو يـرتب أفكـاره لإقـناع والـدته:
_"أنـا عـارف أنـك مـش طـيقاني دلـوقت بـس ممـكن تـعرفي سـبب خروجـي الأول".نظـرت إليـه والـدته ، منتظره انتـهاء حـديثه:
_"عمـر كـلمني وقـالي أن والـدته مـريضة والعـربية بتـاعته بتتـصلح فـكان لازم أنزل بسـرعة واروح لـه"شـهقت والـدته بـخوف :
_"لـيه حـصلها ايـه؟"حـك رأسـه بمقدمـة يـده وقـال:
"_مـفيش حـصلها هبـوط مفاجـئ و نقلنـاها المستشفى أتعلـق لهـا محـلول بـس بقـت احـسن" .
نـظرت إلـيه فـي لـوم:
_"مـش كـنت تـقولي عـشان أروح مـعاك أطمـن عـليها" .قـال مـحمد و هـو يـستغفر ربـه سـرا عـلى هـذا الكـذب قـائلا:
_"مـكنتش عـارف أنـك لسـه صاحية وبـعدين كـنت مـستعجل بـس هـي بـقت كـويسه الحمدلله"أمسكـت "نـجاة" بـالهاتف ، فـنظر إلـيها "محمد" مستفسرًا:
_"هتعملي أيه ؟"_"هـتصل أطـمئن علـيها ،تـقول عـليا أيـه دلـوقت عـارفه انـها تـعبانة و حـتي مـسألتش" .
فـتح محمد عـيناه فـي ذعـر قـائلًا:
_"لالا أوعـي تتـصلي أكـيد نـايمه دلـوقت"
أنت تقرأ
آلام خفية"قيد الكتابة"
Romanceهل تدرك قسوة الحياة وأنت بدون مأوى مشردًا في الشوارع، وما مدى صعوبة البقاء وحيدًا بدون والدين، حتى يتخلى عنك الأقارب و يُصبحون سببًا في مأساتك، لكن ماذا لو عاشت فتاتان كل هذه المواقف وحدهما هاربتان من المصير السيئ الذي يلاحقهما؟