استعدت رنوة للذهاب مع إسلام إلي المستشفى لإجراء المقابلة، هندمت ملابسها ثم توجهت بنظرها إلي "غرام" قائله :
_"معلش يا غرام هتعبك معايا، بس اقعدي مع روانا لحد ما أرجع".
_"مفيش مشكلة بس متتأخريش عشان أمي مستحلفه ليا النهارده"
قهقهة رنوة قائله:
_"حاضر متقلقيش".قالت ذلك و سارت إلي خارج المنزل منتظرة مجيء "إسلام" بعد لحظات أتي وهو يلوح لها بابتسامة عريضة قائلا:
_"أول مرة أشوف بنت مواعيدها مظبوطه".
رفعت حاجبيها في عدم رضاء:
_"يعني أنتو اللي مواعيدكم مظبوطه".تابع بمرح:
_"بهزر متبقيش قفوشه كده".ابتسمت رغمًا عنها لعشمه الزائد في الحديث، فأضاف قائلا:
_"ما أنتِ بتضاحكي أهو أومال محمد بيقول عليكي دمك تقيل ليه؟".
حدجته رنوة بنظرات مصدومة:
_"قال عليا دمي تقيل؟".شعر "إسلام" أنه أخطأ في قوله فحاول تصليح الموقف قائلا:
_"مقالش كده بالظبط يعني"._"أومال؟!".
أكمل موضحًا:
_"هو قال أن ساعات بتبقي مستفزه ومش بتضحكي خالص".
.......................توقف محمد خارج مركز الشرطة وهو يقضم أظافره في حيرة من أمره لا يعرف ما هي الطريقة المناسبة لإحضار رنوة إلى هنا دون أن تعترض، تذكر أن إسلام أخبره في الصباح أنه سيرافق رنوة إلى المستشفى لإجراء المقابلة الأخيرة قبل استلام الوظيفة، خطرت له فكرة فأخرج هاتفه من جيب بنطاله واتصل بإسلام، كان يجوب المكان ذهابًا وإيابًا في انتظار الرد وبعد ثوان جاءه صوت إسلام قائلا:
_"ايه يا بشمهندس لحقت اوحشك؟!"
_"مش وقت خفة دمك يا إسلام، رنوة معاك"؟!
أجابه إسلام ببرود يريد به مضايقته:
_"ليه؟!"جز محمد علي على أسنانه متوعداً:
_"إسلام انا علي اخري مش ناقصك، لو رنوة جنبك متوضحلهاش الكلام اللي بقوله ليك".
أنت تقرأ
آلام خفية"قيد الكتابة"
Romanceهل تدرك قسوة الحياة وأنت بدون مأوى مشردًا في الشوارع، وما مدى صعوبة البقاء وحيدًا بدون والدين، حتى يتخلى عنك الأقارب و يُصبحون سببًا في مأساتك، لكن ماذا لو عاشت فتاتان كل هذه المواقف وحدهما هاربتان من المصير السيئ الذي يلاحقهما؟