الفصل السادس عشر.."

162 16 43
                                    

كل مره بقولكم متنسوش
"الڤووت"
وبرضو محدش بيعمل 😒😂♥️

.......
هذه الأجواء الباردة دائما ما تكون مناسبة لاستعادة الذكريات، منها السعيدة والمؤلمة، شعرت كأن كل شيء حولها بارد وقاسي عدا ذلك الوشاح الذي يحتضنها، تناثرت بعض الخصلات على وجهها فأزاحتها بأناملها المتجمدة من صقيع الهواء، تأملت "رنوة" الأجواء من شرفة غرفتها، كان الشارع هادئ لكن لم يخلوا من مرور بعض المارة بين الهُنية والأخرى، كانت في الماضي تعشق فصل الشتاء كثيرًا، تتلذذ بتلك  الأجواء الباردة، تهوى صوت رخات المطر، لكن منذ حقبة زمنية ليست بالطويلة، باتت تنفر من تلك الأجواء التي تُذكرها بخيباتها وإخفاقها عندما قررت التعرف على "يوسف"
.
.
.
.
.
.
في يوم مليء بالغيوم، تختبئ فيه الشمس بين أحضان السحاب، هبطت حبات المطر بغزارة لتحدث جلبه وهرج بين المارة، هرولت "رنوة" بصحبة "غرام " إلى خارج الجامعة سريعًا، لتحتمي تحت اسقف النفق الموجود بجانبهم، تنفسوا الصعداء وابتسموا بمرح على هيئتهم، قبل أن يحل الوجوم على وجهها عندما تمعنت في ملامح ذلك الشاب الذي استقرت خطواته أمامهم بجراءة، رمقته "غرام" بتعجب قائلة:
_"في حاجة يا كابتن؟"

قبل أن يُعطيها رد، سحبتها "رنوة" من معصمها بعنف وهرولت بها بعيدًا عنه، لكنه لم يكف عن اللحاق بهن، أصاب جسدها رعشة خوف من فعلته تلك، كرر فعلته و وقف أمامهم مرة أخرى، خرج صوت "غرام" هذه المرة وهي تنهره بعنف:
_"أنت مجنون ولا إيه، أنا ممكن اصوت والم الناس عليك دلوقت".

ظهرت على وجهه ابتسامة عريضة ساخرة وهو يقول:
_"طب أنا واقف أهو صوتي".

ارتعشت شفاة "رنوة" من الخوف وهي تحادثه:
_"طب أنت عاوز مني إيه؟".

أجابها بثقة:
_"عاوزك تفكي البلوك وتديني فرصة".

لم تختفي علامات الخوف من على وجهها وهي تقول:
_"مش هفك حاجه ومش عاوزة أتعرف هو بالعافية"

تقدم عنهم بضع خطوات قبل أن ينحني قليلاً إلى الخلف وهو يُحدثها بثقة:
_"أيوة بالعافية، وخلي بالك لو البلوك متفكش هتلاقيني في كل مكان بتروحيه لحد ما تفكيه".
.
.
.
.
.
.
.
مسحت "رنوة" على وجهه بضيق بعدما تذكرته، نعتته بأسواء الالفاظ في سرها وهي تغلق الشرفة لتذهب إلى النوم.
.............
في حديقة المنزل الصغيرة، كان "محمد" يجلس أمام حاسوبه، يحاول إنهاء كافة الأعمال المتراكمة عليه، كان يرتدي سماعته اللاسلكية ويتحدث مع "عمر" لمناقشة مشاريعهم المستقبلية، لا يعلم أن هناك من تختلس النظرات إليه من إحدى الشرفات، قادتها عواطفها للخروج إليه، واستراق بضع لحظات من السعادة برفقته، كان "محمد" غارقًا في إنهاء عمله فلم يشعر بمجيئها، توقفت خطواتها خلف مقعده، كانت تشاهد تحركاته وانفعالاته وهو يتحدث في هدوء، حتى تنعم بأكبر وقت ممكن النظر إليه دون أن يُمسك بها، بعد برهة من الوقت شعر "محمد" أن هناك من يقف خلفة، استدار برأسه فوقعت عينه على "شهد"، ابتسامة مجاملة ارتسمت على شفتيه وهو يتساءل:
_"محتاجة حاجه يا شهد؟".

آلام خفية"قيد الكتابة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن