قبل القراءة
تفاعلكم بيفرق مع الرواية وبيخليها تظهر أكثر 🤎👀
.........استيقظت رنوة قبل بزوغ الفجر، تلهث كمن كان ينازع الموت في نومه، تلاحقها المخاوف وتتأرجح بين الوعي والحلم، استندت براحة يديها على صدرها في محاولة يائسة منها لاستعادة أنفاسها
، كانت حباتُ العرق تتصبب علي وجهها مع ارتجافة خوف تسيطر علي جسدها، مدت يدها جانبًا نحو الطاولة بحثًا عن زجاجة المياه، وعندما لم تجدها تحاملت على نفسها ونهضت بخطوات بطيئة من شدة التعب حتى وصلت إلى المطبخ، أمسكت بالكوب وشربته بلا توقف كمن يروي ظمأه،
ثم وضعت الكوب وهي تمسح عرق جبينها، في ذلك الحين وصلت إليها نغمات رنين هاتفها، اتجهت نحوه بخطى بطيئة، امتدت يدها نحو الهاتف الموضوع على الطاولة، ونظرت إلى اسم المتصل بذهول ترددت قليلاً، لكنها في النهاية أجابت فوجدته يقول:
_"صباح الخير يا انسة رنوة انا اسلام".أجابته بصوت مرتاب:
_ "صباح النور".رد بصوت هادئ ليطمئنها:
_"متقلقيش، أنا بس كنت عاوز اسألك لو هتروحي النهارده المقابلة اخدك معايا".عبست ملامحها وعلقت عليه باستياء:
_"المقابلة كانت امبارح وأنا مروحتش، أكيد مش هينفع اروح النهارده"._"لا متقلقيش أنا كلمتهم واعتذرت ليهم وعرفتهم أن حصل ظرف مفاجئ منعك من الحضور".
تساءلت قائلة:
_"يعني كده هينفع اروح النهارده ؟".أجاب مؤكداً:
_"أيوه".ابتهج وجهها، وقالت وهي تجاهد في إخراج صوتها:
_"مفيش كلام اقدر اشكرك بيه بجد"
رد مقاطعًا إياها بنبرة مرحه:
_"أنتِ بجد لو كثرت الشكر بيتاخد عليه فلوس كان زمانك مليونيرة".ابتسمت دون أن تنبس بشيء فأكمل قائلاً:
_"عموما أنا قدامي ساعة، اجهزي وانا هستناكِ تحت".اجابته بحرج :
_لا متتعبش نفسك أنا هروح لوحدي .رد عليها بنفاذ صبر:
_"هستناكِ تحت كمان ساعة، سلام".لم يمهلها الوقت للإجابة وأغلق المكالمة، أتسعت مقلتيها علي أشدهما من أثر الصدمة، نظرت إلي الهاتف مجددًا وتساءلت في نفسها هل حقًا أغلق في وجهها،
أنت تقرأ
آلام خفية"قيد الكتابة"
Romanceهل تدرك قسوة الحياة وأنت بدون مأوى مشردًا في الشوارع، وما مدى صعوبة البقاء وحيدًا بدون والدين، حتى يتخلى عنك الأقارب و يُصبحون سببًا في مأساتك، لكن ماذا لو عاشت فتاتان كل هذه المواقف وحدهما هاربتان من المصير السيئ الذي يلاحقهما؟