20 votes
+
60 commentsالرواية شتوية بمشاعر دافئة ، نوعي المُحبب بهذي الأوقات ، إستمتعوا
-
واقف قدام بِيتهم للمره الاخِيره..
تنهد رافع رأسه للسمَاء يتَأمل الغُيوم الكثِيفه و زَخّات المَطر تنزل
بشكل مُتقطع و غير مستمر على وجنَاته الرقِيقةغمض عِينه اليُمنَى لمَا دخل فِيهَا قطرة مَطرية و نزل رأسه
يطَالع رصِيف الشَارع بنظرات فارغ ، مدّ كف يدّه يتَأمل تبللهَا
قبل مَا يشدّهَا بوهنيتمنَى لو يتجرد من المشَاعر اللي يحسّ فِيهَا تُثقل صدره
صَدى أصوات ذكرِياتهم السعِيدة يتَرَدد فِي ذهنه
الحدِيقه الصغِيره اللي قضَى طفولته يلعب فِيهَا و تحت ظل أشجَارها مع
أخوهنافذة غُرفته اللي يَامَا كانت منفذ هُروب في بدايات مُراهقته
الصَاله اللي شهدت على فرحهم و لحظَاتهم الحلوه و المُره
ضحكاتهم السعِيدة و لحظَاتهم الدافئة بَين أحضَان أمهم وأبوهمطفُولته مع أخوه اللي مضّت تحت سقف هذا البِيت من لحضة ولاداتهم
حتى بلوغهم سن المراهقةكلها صارت من الماضي
ما يبِي يترك البِيت الدافِي اللي نشَأ و كبر وتربَى بعزه
لكن لا الوقت ولا الظروف في صَالحهالمُغَادره شيء مُجبر عليه حاليًا ، حتى لو كانت طفولته كلهَا هنا
الحين جَاء وقت الرحِيل..لكن على مين يضحك؟ حتى لو بقى
دفء بيتهم ما عاد كالسابقفزّ لمَا حسّ بِيدّ لمست كتفه و ألتفت بفزع و ما كانت إلا يد أبوه
طالع فيه بصَمْت تَارك عيونه هِي اللي تُفصح عنّ ثَقل كاهله
و على الرغم من ثقل الكلام المحبُوس بصدره
إلا أنّه يرفض يبوح و يفصح عنّه
لكون شرهته و عتبه أكبر منْ الإفْصَاحتنهد أبُوه منْ هَذَا التجَاهُل ، مَا كَان جَديد لَكن يَبقَى الإِعْتِياد عليه
خِيار غِيْر مطرُوح : مشينا؟مَا جاوب عَلَى أبُوه إنمَا اكتفَى أنّه يَسحب شنطته و يمشي بخطوات بطيئه للسيارة اللي كان أخوه الأصغر واقف بجنبها ينتظره
و حزنه ما كان أقل من حزن أخوه الأكبر
ركب الأكبر السياره بنفس ثقل الصَمْت اللي مشَى و خطَى خطواته فيّه
أنت تقرأ
العَودَة للدِيَارْ
Romanceكُتب لنا اللِقاء فِي كُل حِين، حتى فِي حِين هروبي منكَ القاكَ أولًا، كما لو أن الأقدار شائت أن تجمعُنَا كحلقةِ وصًل أبدية مُترابطة لا تنفكُ حتى أبد الزمن ، كأنك دياري - باللهجة العامية - تحتوي على علاقة مثلية +18 - لا تمد للواقع بِصلة