انسحاب

194 16 8
                                    

نظر ريو من النافذة .. فوجد الأغصان التي قد تركها قد تكسرت .. معلنة أن هناك من يريد الدخول دون طرق الباب!! فقام بنصب الافخاخ بالطريقة التي علمتها اياه أخته .. واختبأ تحت الطاولة منتظراً تحول الصياد إلى فريسة...
_______________________________________
وبالفعل حدث ما توقعه ريو تماماً .. فقد دخل شخص إلى المنزل وقد كان ملثماً .. ولكن ذلك الملثلم نادى باسم ريو .. فاصتدم رأس ريو بالطاولة وهو يحاول الخروج ليحذر ذلك الملثم.. فقد تبين له أن ذلك الملثم هو صديقه يوروي.. فهرول باتجاهه ليبعده عن ذلك الفخ .. ولكن..وقع الاثنان في الفخ وتعلقت رجليهما بالسقف.. فقال يوروي مازحاً :" مرحباً ريو!" ثم ضحك الاثنان .. ثم توقفا عن الضحك ..لأنهما سيبقيان معلقان هكذا إلى أن يأتي بطل ليخلصهما .. فقال يوروي وهو غاضب: " أهذه هي طريقة ترحيبك بأصدقائك يا ريوو !!" فرد ريو بنفس الحدة :" وهل هذه طريقة زيارتك لأحدهم !!.. أن تأتي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل و بالكاد يستطيع أحد رؤية وجهك و تقتحم منزلي!! وتتوقع مني قول مرحباًوتقديم العصير والبسكوت!! يا لك من أحمق كبير" .. وأخذ الاثنان يضربان بعضهما وهما معلقان في السقف .. حتى دخل اثنان ملثمان أيضاً .. وقالا في نفس الوقت: " نحن آسفان أيها القائد .. لم نجد أثراً للفريسة .. لكن وجدنا هذه الحلوى اللذيذة !!" وعندها قال ريو: " يريد مني الترحيب به وهو يقود عصابة مافيا للحلويات!! .. أنتم هناااك اتركوا حلوياتي وشأنها!!" وعندها قال يوروي :" أنزلانا أيها الأحمقان!" فنزع الاثنان اللثمة من على وجهيهما وهما يضحكان .. فتبين أنهما ريكو وموكو .. ثم قال موكو بنظرة خبيثة:" هاهاهاها .. إن وضعك لا يسمح بأن تدعونا بالأحمقان أيها القائد " ثم أنزلا ريو وتركوه معلقاً .. فقال ريكو: " آسفون على اقتحامنا لمنزلك يا ريو في هذا الوقت!!.. ولكن الأمر طارئ! " وفي هذه الأثناء ذهب موكو ليحل وثاق يوروي وهو يقول :" علينا أن نسرع .. ليس لدينا الوقت الكافي .. فقط عشر دقائق من الآن " جلس أربعتهم على الأريكة ونظرات عدم الفهم تعلو وجه ريو .. حتى بدأ موكو الكلام قائلاً:" لقد أتينا لنحذرك يا ريو!!" ثم قال ريو وعلى وجهه ملامح الاستغراب :" من ماذا ؟؟" فقال يوروي: " إن هذه المدينة خطيرة .. و علي...." عندها قاطعه ريكو وهو يصرخ :" يوروي !! لم يعد هناك وقت!! ..هناك من يحاول إقتحام الحاجز !! لقد ضعف كثيراً .. أمامنا فقط ثلاث دقائق على الأكثر!! لا أعلم ما سيحدث بعدها!" فقال يوروي وهو غاضب:" هيا بنا ! إن لم نرحل الآن فسوف نقع في ورطة!!.. و سوف يقضى علينا!!" ثم وقع ريكو فجأة وهو يقول بصعوبة :"ل-م أعد أح-تمل سوف يدم-ر الحاجز !" ثم قال ريو بفزع وبصوت أشبه بالزئير بين هذا الهرج والمرج:" ما بك يا ريكوووو؟! .. عم تتحدثون! وما هو هذا الحاجز!! .. وكيف سيقضي عليكم!!" ولكن لم يجبه أحد ..حيث أن الضوء الغريب سطع مرة أخرى ولكن هذه المرة بلون أسود يدل على شدة الغضب .. ومعه اختفى أصدقاءه الثلاثة .. توقف ريو للحظات وهو يشاهد اختفاء أصدقائه أمام عينيه .. وعادت إليه تلك الذكرى المؤلمة حين فقد أخته .. وما إن عاد إلى الواقع ..حتى بدأ بجمع أغراضة المهمة في حقيبة وهو يقول والفزع واضح جداً في نبرات صوته" ما هذه المدينة .. إنهم مجانين .. سوف أغادر .. فأنا لا أريد أن أفقد المزيد من الأشخاص الذين .. أحبهم.. كل ذلك بسببي .. وبسبب عبقريتي !! .. هه إنه الغباء بعينه .. " وعندما هم بالخروج من المنزل .. تذكر القلادة التي أعطته إياها أخته .. فهي التذكار الوحيد منها قبل رحيلها.. فعاد لأخذها.. ثم ركض على الطريق بفزع كبير مع حقيبته متجهاً إلى الغابة .. وكانت السماء ملبدة بالغيوم .. و الضباب يملأ المكان .. وبعد نصف ساعة من الركض المتواصل .. لاحظ أمراً غريباً .. ريو لم يقترب من الغابة مطلقاً .. أي أن جميع ما مر به من قبل يعود إليه مرة أخرى بلا توقف!!! .. قرر ريو أن يثبت ذلك .. فوضع علامة على الطريق وبدأ الركض مرة أخرى .. وبعد لحظات .. وجد نفس العلامة .. فقرر التوقف عن الركض .. وبدأ بالصراخ وهو يقول " من أنت ؟؟! ماذا تريد مني؟؟! ماذا فعلت بأصدقائي؟؟! .. اظهر أمامي أيها الجبان!؟؟" عندها خرج أهل المدينة من منازلهم .. ولكن هذه المرة اعتلت وجوههم نظرات الحزن والأسى .. وقد كان يبدو عليهم رغبتهم الشديدة في التحدث إلى ريو وتوضيح مايجري له .. ولكن قمعوا تلك الرغبة بالبكاء!! .. وعندها لمع نفس الضوء .. معلناً اختفاء ريو معه .....
يتبع ..
_______________________________________

ما مصير ريو وأصدقائه.. وما الذي يحدث معه .. وهل سيجد الشرطية يا ترى؟

أخبروني توقعاتكم في تعليق ولا تنسوا التصويت .. وشكراً

عالَمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن