chapter 2

17 2 1
                                    


بعد أن قرأت اقتباسًا من رواية كتبتها عن طريق الصدفة، ابتسمت بحزن فهذه السلسة من الروايات التي تكتبها بعنوان "My lost friend" كان هدفه الأول ايجاد هذا الصديق الضائع .

و الآن هي قد ختمت بالفعل خامس كتاب يصف لحظاتهما معا و لم يظهر أي أثر كان له، و بعد أن كانت تحتفظ ببصيص أمل صغير جدا داخلها، هذا البصيص بدأ ينطفأ هو الآخر في اعماقها، هي على وشك أن تفقد الأمل كليا في ايجاده.

لقد كان بمثابة أخ لم تلده أمها، وقف بجانبها في اوقات ضيقها و أنساها مشاكلها.

في مراهقتها كانت تعيش في دوامة حزن لا متناهية، و خاصة والديها اللذان زرعا في عقلها منذ نعومة أظافرها ان وجودها كان خطأً في المقام الأول.

لذا كان اختفائه من حياتها هكذا فجأة صعبا للغاية، لقد كان اكثر شخص اهتم بها بل الوحيد.

هي تأمل بشدة أن تجده، هي تعرف حق المعرفة أنه معجب شديد بنوع الكتب التي يحكي كاتبها عن حياته، ماضيه و حاضره.

و لهذا اختارت ان تكون كاتبة لايجاده، فبعد كل شيئ هو لايزال يحتفظ بهوايته المفضلة صحيح ؟ هذا السؤال طالما سألته في نفسها، هي حقا لاتجرؤ على التفكير في انه قد تخلى عن حبه للقراءة، فبهذا كل جهودها تذهب مهبّ الرياح.

_______________________________

Aresa . POV

جالسة في مكتبي، مريحة ظهري على الكرسي، واضعة القلم في فمي حتى اركز قليلا و أعرف طريقا اكمل به الكتابة.

لا أعلم ماذا أفعل؟ نصحني الجميع بالتوقف عن البحث عنه، والداي و حتى والديه.

الكل يرى أنني أهلكتُ نفسي و أهملتُها، و على حسب كلام أمي انني أصبحت عانسا بسبب عدم اهتمامي.

فجأة التفتت لأرى امي التي دخلت مكتبي دون طرق، لطالما أخبرتها ان تطرق الباب و لكن صدقوني من يعيش في هذا المنزل لن يحلم بالخصوصية حتى، تخيلوا انني وجدتها تعبث في مكتبي مرة.

" أمي هناك شيئ يسمى طرق الباب قبل دخول اي مكان خاص حتى و إن كنت ابنتك"قلتُ ببرود و لكن الانزعاج كان واضحا في نبرة صوتي.

لكنها تجاهلتي و أراهن انها ستقول شيئا عن الفتايات اللواتي في عمري انهن انجبن طفلهن الاول و أنا لا.

"هل تكتبين من اجله مجددا؟ توقفي يا ابنتي انت تقتلين نفسك ببطئ"

" أمي انها آخر مرة اقول فيها هذا حرفيا، أنا لن اتخلى عن البحث عنه أبدا و لو استغرق الامر مني دهرا كاملا، حسنا ؟! "

قلت ببرود شديد و انا انظر لها و هي تجلس بالكرسي المقابل لمكتبي.

" و ماذا عنك؟! ماذا عن مستقبلك؟! الفتيات في سنك أنجبن طفلهن الاول و أنتي استمري في البحث عنه الى ان تصبحي عانسا فوق ما أنت عليه حسنا ؟!" إلاهي الرحمة، الم اخبركم انها ستقول هذا، أنا في 25 لم يفت الوقت للزواج و الانجاب ثم أعتقد ان معظمهن أمهات عازبات أليس كذلك؟ و انا لا أرغب ان اكون اما عازبة .

My lost friendحيث تعيش القصص. اكتشف الآن