١٢|لِقاء بطعم آخر.

140 24 9
                                    

يقبع في المِقعد الأمامي برفقة جيسو التي تقود سيارتهُ الفارهة متجهة إلى أحد أحياء الأثرياء.

طوال الطريق كانت عيناهُ تجوب منازل الحي الذي يقبع فيه الفتى المسؤول عن تدمير حياة أخته.

ودار في خُلده أنه لا عجب إن دمر حياتَها، بدى مترفًا والمترفُ مُفسد إلا من رَحِم الله.

توقفت السيارة أمام منزلٍ بدى أعظم بناءً وطولًا من غيره، إلتفتت السائقة نحوَ مديرها نطاقة برسمية.

" حسب إحصائياتي يجب أن يكون هذا هو منزل عائلة جيون، العائلة ترحب عادةً بأي شخصٍ من الطبقة المُخملية. "

" شكرًا لك، سأعمل على زيادة راتبكِ. "

" شكرًا على كرمكَ سيدي. "

خرج من السيارة برسمية هو الآخر، بينما بقيت هي داخلها بمفردها تندب حظها الذي كتب لها حب رجلٍ متبلد يتعامل مع المال فقط.

ارتقت أقدامه لتقف على بلاط البوابة العظيمة والتي يظهر من خِلالها قصرٌ عصري ضخم بتجلي و وضوح.

رفع بطاقة تعريفه المهنية في وجه الحارس الذي سمح له بالدخول فورًا معلِمًا مالك القصر بحضوره.

وبالفعل ما إن علم مالكُ القصر أن شخصًا بهذه الأهمية يقف هنا حتى هرع نحوه يحيه ببشاشة وطيبة.

جَعَلَ يفكر ما إن كان هذا هو والد الفتى الذي يبحثُ عنه.

استقبله السيد جيون بحفاوة دالًا إياه على قاعة الجلوس، وأثناء حديثه المرن هو دسّ له سؤال خفيًا حول مالذي أتى به.

وجيمين قد أجاب هو الآخر قائلًا أنه هنا لتحسين العلاقات بينهما بما أنها مرتهُ الأولى في كوريا منذ سنوات وتمهيد الشراكة في حالِ حصول صفقة تجمعهما سويًا مستقبلًا.

كان السيد جيون جزيلًا طريفًا، ذا أخلاقٍ ونباهة عالية تُغري المستمع و تقنعُ المُعارض.

لم يسمح مالكُ القصر لضيفه بالرحيل قبل تناول العشاء، ولَرُبما كان هذا هو مبتغى ضيفه.

إلتفت عائلة جيون جميعًا على طاولة العشاء رفقة ضيفهم، وقد تطوع ربُّ الأسرة ليُعرف بأفرادها.

" هذه زوجتي ميراي، ابني الأكبر جونغ ووك، وهذا ابني الأصغر جونغكوك. "

إلتَمعت عينا جيمين حين ذُكِر الإسم الأخير، كان هو مبتغاه الأجدرَ وغايته الأعظم.

عضّ على نواجذِه بحقد، ثم زيفَ ابتسامةً وديعة.

" سُررتُ بالتعرف على عائلتكَ سيد هانسول. "

رمقَ جونغكوك، الذي كان يعبثُ بهاتفه دونما ذرّة اهتمام لما حوله.

تمامًا كما وصفته جيسو، فتى متغطرس وعنيد، يستغل سلطة أبيه دون علمه، يشارك في ألعاب القمِار والتسابق بالدراجات النارية، ويقضي وقتَ فراغه بالتنمر على روزان.

مر العشاءُ على خير، دون أن يُقتل أحد.

أراد جيمين الإستفراد بجونغكوك، لذا طلب منه أن يدله على الحمام وهذا الأخير وافق مع انزعاجٍ على وجهه.

حين وصل الإثنان إلى رُواق الحمام، أوشك جيمين أن يدخل إلا أنه سحب معه جونغكوك للداخل مُغلقًا الباب خلفه.

ثبت جسده على الحائط وبسرعة لم يستوعبها الآخر هو منحه صفعة حارّة.

ثم الأخرى.

وتليها الأخر.

حاول جونغكوك الصُراخ لكن نسي أن الحمامات هنا عازلة للصوت لتوفير الخصوصية.

" سأجبر مديركَ على فصلك. "

هدد جونغكوك محاولًا التماسك أمام صفعات هذا الرجُل المؤلمة كابتًا خوفه.

" أنا لا مُدير لي، وصلاحياتي غير محدودة. "

لمرة أخيرة هو أعطاهُ ركلة على بطنه، و أبصرهُ بأعينٍ تفيضُ شررًا مضيقًا الخناق على عُنقه.

" إن فكرت في الوِشاء بي إلى والدِك أو إلى السلطات فتأكد أنكَ أنتَ وعائلتكُ هم من ستكونون في السجن تاليًا. "

خفت بريق عيني الفتى وهابت نفسه مخافة الخطر المحدقِ به، تمامًا كما حدث لرُوزان.

لم يرأف الرجُل الهائج بحالته الموشكة على الإختناق، بل شدّ يده على عنقه أكثر.

" حين تستيقظُ هي من ستحددُ مصيرك وإن أرادت لكَ الموت فسيكون قبركَ زينةً لحديقة منزلها، وإلا فأنت تعلم صعوبة العفو وهي ليست ملاكًا. "

تلقت كلمات جيمين استغرابًا جمًا من الفتى أمامه، وقد جعل يفكر من هي هذه التي قد تدخله في مأزق كهذا.

لم يخطر بباله أحد، روزان كانت في نظره أضعف من أن تتسبب في كل هذا.

أرخى جيمين يديه أخيرا عن عُنق جونغكوك الذي أخذ يسعل ممسدًا عليه بألم.

خرج تاركًا من قامَ بخنقه للتو خلفه خارًا على الأرض.

وللصدفة هو تذكر إحداهنُ كان يجعلها تخرُّ على الأرض دومًا، الآن ذاق طعم الضعف.

و ذلكَ الطَعم كان مُرا جدًا.

حين تُضيئ النجمة في الأسفل، أنت تُضيئ قلبي معها ♡.

Erotomaniaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن