٢١|ثَمرة الصبر.

140 21 9
                                    

ألقت نظرة على ساعة يدها لتتفقد الوقت، حان وقتُ إحضار ابنها الصغير من المدرسة.

ضغطت على الجرس الموجود فوق مكتبها لاستدعاء السكرتيرة فقدمت إليها بسرعة.

" سأذهب الآن، أريد ملفات الصفقة القادمة غدًا صباحًا جاهزة على مكتبي. "

" حاضر سيدتي، أمسية طبية. "

" ولكِ أيضًا. "

إلتقطت معطفعا الأزرق من على الكرسي وهمت بالرحيل.

كان الموظفون يلقون عليها التحية تباعًا وهي ترد بهزّ رأسها بخفة مرارًا.

قامت بإلغاء قفل سيارة جاغوار السوداء المصفوفة في موقف السيارات الخاص بالشركة لتركبها.

اتجهت إلى المدرسة الإبتدائية التي يدرسُ بها ابنها، وجدته يجلس قرب البوابة الرئيسية مقرفصًا.

نزلت من السيارة نحوه لتحتضنه بشوق،
وهو يبادلها بسعادة.

" كيف كان يومك عزيزي؟ "

ابتسم الفتى وهو يسرد لأمه تفاصيل يومه بينما تقوم بوضعه في السيارة وربط حزام الأمان حوله.

" لقد تعرفت على فتاة جديدة تشبهني ماما! حتى أنه لديها شعر بُني! "

أشار إلى شعره بحماس، أعطته روزان بعض الإهتمام حين توقفت قرب إشارة المرور.

" هل أحد والديها آسيوي؟ "

" لا أعلم، إنها تشبهني لديها عيون ضيقة مثلي ومثلك ماما! "

قهقت بخفة وهي تستمع لما يقوله ابنها الصغير، فتحمحمت ترد عليه.

" وما بالها عيونُنا يا رون؟، إنها جميلة. "

" لكنها لا تشبه أعين أصدقائي. "

عبس رون فأخذت روز تقرص وجنته ضاحكة.

" وهذا هو المهم، نحن مميزون. "

استمرا في الحديث طوال الطريق، ولم تخلُ السيارة من أصوات ضحكهما المنعشة.

قبل ثلاث سنوات هي اتخذت قرارًا حازمًا،
قررت أن تتبنى طفلا.

لأنها شعرت بالوحدة بعد أن انتقل جيمين وجيسو للعيش وحدهما حين رُزقا بطفل ثالث، تحججت جيسو بأنهم أصبحوا ثقيلين عليها ومزعجين.

أصبح المنزل فارغا لها بمفردها وبرغم أنا كانت تداوم على زيارة جيسو عدة مرات في الإسبوع إلا أن الوحدة كانت تستولي عليها معظم الوقت.

وشاء القدر أن إلتقت برون، فتى أسترالي بأصول آسيوية مختلطة، من أب أسترالي وأم يابانية.

شعرت بالألفة نحوه وقدمت طلبًا لتبنيه بغض النظر عن ظروفه الحرجة حيث كان يُعاني من مشاكل بصرية.

تقبل الميتم طلب روزان وقدمت تعهدًا بمعالجته وتم نقل أسمه القانوني لها، إذ أصبح بارك رون.

حظي رون بعدة عمليات جراحية حتى أصبح قادرًا على الرؤية، وكان ممتنًا جدًا للشخص الذي ساعده لذا هو تعلق جدًا روزان كما لو كانت أمه البيولوجية.

توطدت علاقتهما للغاية حتى أصبحا غير قادرين على الإبتعاد عن بعضهما.

وحتى الآن هما يعيشان حياة سعيدة معًا.

ركنت روزان سيارتها أمام قصر شقيقها ليدخلها البواب لاحِقا.

وما إن لاحظ الأطفال الثلاثة الصغار قدومها حتى هرعوا إليها راكضين بفرح.

إحتوتهم جميعًا في حضنها وهي تقبل رؤسهم.

" أنا غاضبة، أصبحت تفضلينهم علي! "

عبست جيسو باصطناع وهي تفتح ذراعيها منتظرةً حضن روزان.

" لطالما كنت غيورة جيسو، أتساءل كيف يتعامل جيمين مع ذلك. "

قالت روزان وهي تحتضنُها في عناق ضيق.

" أنا غاضبة منه لقد طردته من المنزل لا تذكري اسمه أمامي! "

" أنتِ لا تُصدقين. "

ضحكت روزان بغير تصديق وهي تُربت على كتفها.

" على كلٍ إنه وقتُ الغداء تعالي إلى المطبخ لنتناوله معًا. "

قالت جيسو وقد احتضنت رون تعبر عن اشتياقها له.

تبعتها روزان بابتسامة سعيدة برفقة الأطفال وهي تشكر القدر على الحياة السعيدة التي منحها بعد كل ذلك الخراب.

من صبرَ ظفر، و روزان صبِرت.

والإله كافأها بالسعادة بعد الكثير من الشقاء.

برفقة رون هي قررت أن تُكمل حياتها بدون شريك، مكتفية بذاتِها وبملاكِها الصغير.

-

حين تُضيئ النجمة في الأسفل، أنت تُضيئ قلبي معها ♡.

Erotomaniaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن