١٩|إطلالة جَديدة.

125 21 8
                                    

بينما تستلقي على سريرها تستمع للقصة التي تحكيها جيسو باستمتاع، وهذه الأخيرة كانت تجلس على مقعدٍ بقربها.

تروي قصة تراجيدية مترجمة من الأدب الفرنسي الحديث، بين الصفحة و الأخرى تُلقي نظرة متفحصة على المستمعة.

" يكفي لليوم، لقد قرأنا ثلاثين صفحة. "

قالت جيسو واضعةً الكتاب جانبا وقد بدى العبوس على وجه روزان.

" أرجوك فقط خمس صفحاتٍ أخرى! "

" آه، أنتِ تقولين هذا في كل مرّة، لكن لحسن حظك لدي ماهو أفضل من الجلوس هنا والقِراءة. "

فاهت بحماس لتتبد ملامح العبوس عن وجه المُخاطبة وهي تنتظر ماستخبرها به.

" إذًا، ماهو؟ "

" لنذهب لمركز التجميل ونقوم بصبغ شعرك ثانية، لقد لاحظت أنكِ كنت في السابق تصبغينه للأشقر لكنه الآن شبه أسود بالكامل، لما لا نعيده كما كان؟ "

بهتت ملامح روزان وهي تستمع لها، لم تعد مهتمة بشعرها كثيرًا كما السابق لاسيمَ أن الأشقر أصبح يحمل ذكرى سيئة لها الآن.

" فكري في الأمر روزان، إن كان يذكرك بالماضي لِنقتل ذلك الحب ونتخطاه، ولاشيء أفضل من مواجهة الماضي سوى قتله. "

التمعت عينا روزان بالعزيمة وهي تفكر فيما قالته جيسو، لن تسمح لمجرد شخصٍ عابر أن يحرمها من الإستمتاع بحياتِها.

" ربما معكِ حقا، لِنصبغه! "

" رائع هكذا أريدكِ، انتظِريني هُنا حتى أحضر عكازاتِك. "

ردت الأخرى عليها بأعين تبرق من الفخر بالتقدم الذي تحرزه.

أحضرت العكازات وساعدتها على الوقوف، ربما ليست قادرة على المشي باتزان حتى الآن، لكنها سعيدة بكونها أصبحت تمشي بمفردها مع العكازات بدل الجلوس على كرسيٍ متحرك.

أثناء الطريق كانت روزان تُراقب المباني من نافذة السيارة، وتشرد مفكرة في أنها اشتاقت لشعرها الأشقر كثيرًا.

ومع أنه نمى بعد الحادثة حتى وصل إلى كتفيها إلا أنها اشتاقت إلى رؤيته طويلًا ولامعًا كالأيام الخوالي.

توقفت السيارة أمام مركز تسوق ممّا جعلها تتعجب وكانت على وشكِ السؤال لولا أن جيسو أجابتها قبل أن تفعل.

" سنذهب للتسوق لأن ملابسكِ تبدو ذكورية للغاية وبعدها سنحصل على موعد في أحد المطاعم ثم نذهب لمركز التجميل ونحظى بجلسة تدليك وعناية بالبشرة وفي الأخير سنصبغ شعرك ونضيف بعض لمسات التجميل على وجهك. "

Erotomaniaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن